
عواصم – «وكالات»: يشغل البحث عن مخرج للأزمة السورية كثيرا من دول العالم ومنظماته، ففي أمريكا اتفقت الولايات المتحدة وقطر على التنسيق لتقديم الدعم للمعارضة السورية، وفي بروكسل اتفق وزيرا خارجية روسيا وأمريكا على البحث عن خطة سلام لسوريا، كما أبدى الناتو انشغاله بالموضوع.
فقد اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس الاول على التنسيق خلال الأشهر القادمة لتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية.
وأكد أوباما وأمير قطر في اجتماع بينهما بالبيت الأبيض أهمية التعاون لوضع حد للمأساة الإنسانية وإراقة الدماء في سوريا. واتفقا على التنسيق خلال الأشهر القادمة لتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية، وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
وقال أوباما للصحافيين إثر الاجتماع «نتعاون بشكل وثيق مع قطر وبلدان أخرى في محاولة لوضع حد للمجزرة «في سوريا» والتوصل إلى تنحي الرئيس الأسد الذي أظهر أنه لا يعطي أي اعتبار لشعبه».
وتطرق أيضا إلى تطابق وجهات النظر بين واشنطن والدوحة «لتعزيز معارضة «سورية» يمكن أن تفضي إلى بناء سوريا ديمقراطية، تمثل جميع سكانها وتحترم حقوقهم مهما كان أصلهم العرقي أو دينهم».
من جهته، أكد أمير دولة قطر ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ودعا الحكومة السورية الحالية لإيجاد مخرج لها، والرحيل لإنهاء الأزمة التي وصفها بالمروعة.
وقال إن ما يجري في سوريا مأساة مروعة، معربا عن أمله بإيجاد حل يوقف نزيف الدم، ولكنه نبه إلى أن الوصول إلى ذلك «يستدعي أن تترك الحكومة الحالية السلطة لتعطي فرصة لآخرين»، معربا عن أمله «بأن تقوم أي حكومة تنشأ في المستقبل بتداول السلطة».
بالمقابل قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس الاول إنه ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتفقا على البحث عن سبل لاحياء خطة سلام في سوريا لكنهما أقرا بأن عمل ذلك سيكون مسألة بالغة الصعوبة.
ومتحدثا بعد محادثات مع لافروف ووزراء من حلف شمال الاطلسي في بروكسل تراجع كيري ايضا عن تصريحات سابقة تشير إلى انه كان يدعو الى تعزيز خطط الطواريء لحلف شمال الاطلسي بشأن سوريا.
وقال كيري انه ولافروف بحثا سبل احياء خطة سلام تم الاتفاق عليها في جنيف في يونيو حزيران الماضي دعت الى تشكيل حكومة انتقالية.
واضاف كيري «كلانا سنعود وسنستطلع تلك الاحتمالات وسنتحدث مرة اخرى بشأن ما اذا كان أيا من تلك السبل يمكن متابعتها».
وقال انه بينما قد يوجد خلاف في الرأي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن متى وكيف يترك الرئيس بشار الاسد السلطة «فانني لا اعتقد ان هناك خلافا في الرأي على ان رحيله قد يكون حتميا أو ضروريا لكي نتمكن من ايجاد حل».
لكنه اضاف «يجب ان أقول لكم انه طريق بالغ الصعوبة... يجب الا يعتقد أحد انه طريق سهل للمضي قدما في هذا».
وتدعو موسكو منذ بضعة اشهر الى تنفيذ اعلان جنيف الذي اتفقت عليه القوى العالمية لكنها تختلف مع تأكيد واشنطن على انه يستلزم تنحي الاسد.
وقال لافروف الاسبوع الماضي ان المضي قدما في عزل الاسد سيزيد من المخاطر التي تفرضها الجماعات الاسلامية المتشددة مثل جبهة النصرة التي تعهدت رسميا هذا الشهر بالولاء لايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي امس الاول إن اتفاق جنيف «لا يمكن تفسيره بعدة طرق لانه لا غموض فيه».
واضاف قائلا «في كل يوم يقتل المزيد من الناس. غير انني أرى تفهما متزايدا للاستعجال للانتقال من الدعوات لاجراء انتخابات الى اتخاذ اجراءات حقيقية. وهذا السبب في انني آمل أن نرى اجراءات ملموسة من جانب كل طرف».
وقال كيري في بيان الى اجتماع وزراء حلف شمال الاطلسي في وقت سابق إنه ينبغي للحلف أن يبحث دوره في مواجهة الازمة السورية بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام أسلحة كيماوية.
وقال كيري وفقا لنسخة من تصريحاته قدمتها الخارجية الامريكية «علينا أيضا أن ندرس بشكل دقيق وجماعي مدى استعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية».
وقال كيري في المؤتمر الصحفي انه لم يوجه الدعوة لوضع المزيد من الخطط.
وأضاف قائلا «لم أطالب بمزيد من التخطيط. أعتقد انه ربما كان الامين العام أو شخص ما علق بقوله اننا ربما نحتاج للقيام ببعض التخطيط الاضافي لكن لا يوجد طلب محدد».
«ما صدر عني كان بيانا بالغ الوضوح بشأن خطر الاسلحة الكيماوية واحتمال سقوط اسلحة كيماوية في الايدي الخطأ».
واستطرد قائلا «ما اقترحته بالفعل كان اننا نحتاج الى ان نفكر جميعا بشأن متى نتوجه الى طاولة التفاوض لتجنب انهيار سوريا الذي سيكون اسوأ التبعات».
وقال اندرس فو راسموسن الامين العام لحلف الاطلسي ان الحلف «قلق للغاية من استخدام صواريخ متعددة المراحل في سوريا والاستخدام المحتمل لاسلحة كيماوية».
وأضاف في مؤتمر صحفي أن الحلف قلق من خطر امتداد الصراع الى خارج سوريا قائلا «اؤكد لكم أننا نقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن حلفائنا وحمايتهم وفي هذه الحالة تركيا كدولة مجاورة لسوريا. لدينا كل الخطط جاهزة لضمان الدفاع عن تركيا وحمايتها بشكل فعال».
وقال حلف الاطلسي الذي يضم 28 دولة مرارا انه لا ينوي التدخل عسكريا في الحرب الاهلية السورية. لكنه ارسل صواريخ باتريوت الى تركيا عضو الحلف للدفاع عنها في حالة تعرضها لهجوم صاروخي من سوريا.
وقال كيري في مؤتمره الصحفي ايضا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتمكن من ان يؤكد له في محادثة هاتفية يوم الثلاثاء تعليقات كبير محللي المخابرات بالجيش الإسرائيلي بأن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية. وقال إن نتنياهو «لم يكن في وضع يتيح له تأكيد» ما قاله البريجادير جنرال ايتاي برون من المخابرات العسكرية اثناء مؤتمر أمني في تل ابيب».
وقال كيري للصحافيين في بروكسل «لا أعرف ما هي الحقائق».
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال ان الولايات المتحدة تعتبر استخدام الأسلحة الكيماوية «خطا أحمر» سيقابل باجراءات أمريكية لم يحددها.