
القاهرة - «وكالات»: قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل امس الاول إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتحديد ما اذا كانت سوريا استخدمت اسلحة كيماوية هي «أمر خطير» لا يمكن ان يتخذ بشأنه قرار متسرع لمجرد ان عدة دول تعتقد ان هناك أدلة تدعم ذلك.
وقال هاغل للصحافيين في ختام زيارة لمصر شملت اجراء محادثات بشأن سوريا وقضايا اقليمية اخرى «الشكوك شيء والادلة شيء آخر».
واضاف «أعتقد انه يجب ان نتوخى الحرص البالغ قبل ان نتوصل الى أي نتائج وان تستند أي نتائج على معلومات مخابرات حقيقية. وهذا ليس تشكيكا باي حال في معلومات مخابرات دول اخرى. لكن الولايات المتحدة تعتمد على معلومات المخابرات الخاصة بها».
وحذرت الولايات المتحدة من ان أي استخدام للاسلحة الكيماوية من جانب سوريا التي تشهد الآن حربا اهلية سيتجاوز «خطا أحمر» ويستوجب ردا لم تحدده.
ورفض هاغل تلميحات بأن الولايات المتحدة تقوض مصداقيتها بقولها انها تواصل تقييم المسألة حتى رغم ان فرنسا وبريطانيا واسرائيل خلصت الى أدلة على استخدام اسلحة كيماوية في الصراع السوري.
وكان ضابط كبير في المخابرات العسكرية الإسرائيلية قال يوم الثلاثاء إن هناك أدلة على ان القوات الحكومية السورية استخدمت أسلحة كيماوية - ربما غاز السارين - عدة مرات ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد.
وجاءت تصريحات الضابط الاسرائيلي في اللحظات الاخيرة من زيارة استغرقت ثلاثة ايام قام بها هاجل لاسرائيل.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله يوم الأربعاء إن دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها أو حتى في حالة نشوب حرب مع إسرائيل.
وقال هاغل الذي لم يعلق في السابق على التقرير الاسرائيلي انه بينما بحث الصراع السوري والاسلحة الكيماوية مع المسؤولين الاسرائيليين فانه لم تقدم اليه النتائج التي اشار اليها ضابط المخابرات.
وتابع هاغل «عندما كنت في اسرائيل لم يقدموا لي ذلك التقييم. أعتقد انه لم يكن كاملا لذلك لم اطلع على اشياء محددة ولم أتحدث الى أي مسؤول اسرائيلي أو مع أي من مسؤولي المخابرات التابعين لنا بشأن هذا الموضوع تحديدا». وقال مسؤولو دفاع أمريكيون انه لم يتضح على الفور ان كان تقرير المخابرات يعكس النتائج النهائية للحكومة الاسرائيلية أم مجرد تقييم الجيش الاسرائيلي.
وامتنع هاغل عن الخوض في تفاصيل بشأن محادثاته عن الاسلحة الكيماوية السورية مع وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون.
وعندما سئل ان كان ما خلصت اليه فرنسا وبريطانيا واسرائيل سيشكل ضغطا على واشنطن لاعلان موقفها سريعا قال هاغل «لا أعتقد انك تحكم على مثل هذه الاشياء التي تتعلق بامور خطيرة استنادا الى عامل الوقت.
«هذا أمر خطير وانت تريد ان تتأكد بقدر الامكان بشأن هذه الاشياء والى ان أرى تقييم مخابراتنا ونتائج اولئك لا يمكنني تقديم رد أكثر من هذا».
وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بشن هجوم كيماوي قرب مدينة حلب المحاصرة في الشهر الماضي.
واقرت السلطات السورية في العام الماضي بامتلاك اسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها قد تستخدمها اذا تدخلت دول أجنبية في الصراع وهو تهديد ادى الى صدور تحذيرات قوية من جانب واشنطن وحلفائها.