
كاراكاس – «وكالات»: رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بغضب على دعوة وزير خارجية بيرو للتسامح والحوار في فنزويلا، وقرر استدعاء سفير بلاده في ليما للتشاور، معتبرا أن البيان الصادر عن الدبلوماسي البيروفي يظهر «عدم احترام» للديمقراطية في فنزويلا. ومن ناحية أخرى اتهم مادورو الرئيس الكولومبي السابق ألفا أوريبي بالتخطيط لاغتياله.
ودعا وزير خارجية بيرو، رافاييل رونكاغليولو، أيضا اتحاد دول أمريكا اللاتينية الذي ترأس بلاده دورته الحالية إلى إصدار بيان يحث مادورو على التسامح.
وزار اثنان من قادة المعارضة في فنزويلا ليما قبل ايام لإطلاع المسؤولين هناك عن حادثة العراك بالأيدي الذي شهده البرلمان الفنزويلي عندما منع نواب الأغلبية الموالية لمادورو أعضاء المعارضة من الكلام في القاعة، وتؤكد المعارضة أنها تعرضت للهجوم.
والأربعاء الماضي قال زعيم المعارضة إنريكي كابريليس إن المعارضة ستقدم طعنا أمام المحكمة العليا بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية، وشكك في عملية التدقيق في فرز الأصوات مؤكدا أن «الحكومة سرقت منا الانتخابات ويجب أن يعرف العالم ذلك».
من ناحية أخرى جدد مادورو اتهام بعض قياديي المعارضة التي وصفها بـ«اليمين الفاشي» بالسعي إلى الإطاحة به أو تصفيته جسديا بهدف زرع الفوضى في البلاد، كما أكد أن ثمة مسلحين باتوا على استعداد لدخول البلاد عبر منطقة الأمازون «جنوب» لتنفيذ هجوم عليه. واتهم مادورو الرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي بتدبير خطة لاغتياله بالتواطؤ مع بعض مسؤولي المعارضة. وأكد في خطاب أمام موظفين بشبكة مترو كراكاس أول من أمس الجمعة أن «أوريبي يقود مخططا لاغتيالي. أوريبي قاتل، لدي ما يكفي من العناصر «لتأكيد» أنه يحضّر مؤامرة. ثمة فئات من اليمين الفنزويلي على تواصل معه في هذا الاتجاه».
وقبل انتخابه رئيسا لفنزويلا في 14 أبريل الماضي عقب وفاة الرئيس السابق هوغو شافيز «1999 - 2013» في الخامس من مارس، اتهم مادورو سفيرين أمريكيين سابقين بتدبير خطة لاغتياله قبل الانتخابات.
وفي يوم وفاة شافيز اتهم مادورو «الأعداء التاريخيين» لفنزويلا بالتسبب بإصابة شافيز بالسرطان، وأعلن طرد ملحق عسكري بالسفارة الأمريكية للاشتباه في تحضيره لمؤامرة.
وقد شاب التوتر الفترة «2002 - 2010» علاقات شافيز وأوريبي الذي كان يتهمه بالسماح للمقاتلين وتجار المخدرات الكولومبيين باللجوء إلى فنزويلا.
وعلى صعيد غير بعيد قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في مقابلة تلفزيونية بثت يوم الجمعة ان الولايات المتحدة تتابع «الحملات على المعارضة» في فنزويلا.
جاء تصريح اوباما في رد على سؤال عما اذا كان يعتبر الرئيس المنتخب حديثا نيكولاس مادورو الرئيس الشرعي لفنزويلا.
وكان مادورو قد اتهم الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الحالي بالسعي لاغتيال زعيم المعارضة انريكي كابريليس لاثارة فوضى وانقلاب. وكان سلف مادورو الرئيس الراحل هوجو تشافيز احد اشد المنتقدين للولايات المتحدة. وقال اوباما في المقابلة مع محطة يونيفيجن نيوز خلال زيارة للمكسيك «اعتقد ان العالم بأكمله يتابع اعمال العنف والاحتجاجات والحملات على المعارضة.
«اعتقد ان رأينا العام هو ان الامر يعود للشعب الفنزويلي في اختيار زعمائه في انتخابات شرعية».
وتحولت الاحتجاجات التي قادتها المعارضة في اليوم التالي لانتخابات 14 ابريل لاعمال عنف وادت الى موت تسعة اشخاص حسب ما ذكرته الحكومة. واتهم مادورو كابريليس بمحاولة القيام بانقلاب ضده.
وتقول المعارضة ان المسؤولين ضخموا اعمال العنف وان بعض حالات الوفاة نجمت عن جريمة عادية. وتتهم الحكومة باضطهاد موظفي الحكومة الذين صوتوا لصالح كابريليس واعتقال بعض النشطاء فيما تصفه بحملة قمع.
وقال اوباما ان «موقفنا بالنسبة للمنطقة كلها ليس ايدلوجيا. انه لا يعود بجذوره للحرب الباردة. انه يقوم على اساس مفهوم مبادئنا الاساسية لحقوق الانسان والديمقراطية وحرية الصحافة وحرية التجمع. هل يتم الالتزام بها؟».