
عواصم - «وكالات»: قال مسؤولون بائتلاف المعارضة السورية امس الاول إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم 23 مايو لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة وروسيا لمحاولة انهاء الحرب الاهلية في سوريا.
وقالت مصادر داخل الائتلاف إن الجمعية العامة للائتلاف الذي يهيمن عليه الإسلاميون والمؤلفة من 60 عضوا ستعقد جلسة ايضا لانتخاب رئيس جديد للائتلاف وبحث مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي تعرض لانتقاد شديد لخضوعه لنفوذ شخصيات بالمعارضة على صلات وثيقة بقطر.
وفي محاولة لتوسيع نطاق التأييد للائتلاف المدعوم من المملكة العربية السعودية فمن المرجح أن يحل أحمد خضر وهو زعيم اسلامي معارض مستقل من محافظة دير الزور في شرق سوريا محل هيتو. وقالت المصادر لـ «رويترز» ان خضر عمل عن كثب مع ليبراليين خلال سنوات المعارضة السلمية للرئيس بشار الأسد قبل الحرب.
وقال مسؤول بالائتلاف «سيتحدد كل شيء في اجتماع الجمعية العامة.»
وذكر مصدر اخر بالائتلاف «الاجتماع سيتخذ قرارا بشأن قبول ترشيح خضر رغم ان هيتو يحاول التشبث.»
وقال دبلوماسيون في المنطقة إن السعودية كثفت جهودها في الاسابيع القليلة الماضية للتودد إلى المعارضة السورية في الوقت الذي تضطلع فيه المملكة بدور أكبر في محاولة انهاء الخلافات داخل المعسكر المناهض للأسد.
وتعد السعودية وقطر الداعمان الرئيسيان لخصوم الأسد على الأرض.
وتعرضت وحدة المعارضة لانتكاسة بسبب استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب في مارس.
وقالت المصادر إن الخطيب الذي عرض على الأسد خروجا من خلال التفاوض اجتمع مع لجنة قيادة الائتلاف المؤلفة من 11 عضوا في اسطنبول خلال اليومين الماضين.
ولم تتمكن اللجنة حتى الان من التوصل إلى اتفاق بشأن مؤتمر السلام الذي تريد واشنطن وموسكو عقده بحلول نهاية الشهر.
وقال عضو اخر بالائتلاف «بدون اشارة واضحة على ان المؤتمر سيتعلق بترتيبات رحيل الأسد فسيكون من المستحيل على الائتلاف الحضور دون ان يفقد مصداقيته تجاه شعب سوريا.»
وأضاف «من ناحية اخرى هناك شعور بأن الولايات المتحدة تمضي مع روسيا في محاولة اخيرة قبل الشروع في اجراء عسكري يساعد على الاطاحة بالأسد.»
وقالت مصادر بالائتلاف إن من بين أقوى المرشحين لخلافة الخطيب جورج صبرا وهو معارض مسيحي بارز يشغل منصب رئيس الائتلاف بالانابة وبرهان غليون وهو استاذ جامعي ليبرالي مقيم في فرنسا والذي بدأ حملة من اجل حدوث تغيير ديمقراطي في سوريا منذ حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار.
وقالت مصادر بالمعارضة انه منذ تشكيل الائتلاف بدعم خليجي وغربي نهاية العام الماضي ظهرت قوتان رئيسيتان هما جماعة الاخوان المسلمين القوية وحلفاؤها وفصيل اخر يقوده الامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ الذي يرتبط بصلات وثيقة مع قطر.
ويبدو ان هناك تعديلا يجري. وسيناقش اجتماع الجمعية العامة في 23 مايو ضم اعضاء من معسكر يميل الى العلمانية تقوم بتأسيسه حاليا في القاهرة شخصيات معارضة بارزة لم تكن مشاركة في الائتلاف سابقا.
ومن بين هذه الشخصيات ميشيل كيلو وهو كاتب سجن ثلاث سنوات قبل الثورة بعد ان انتقد القمع وهيمنة جماعة الاسد.
وقالت روسيا يوم السبت ان هناك خلافا بشأن من الذي يجب ان يمثل المعارضة في عملية سلام سورية وذلك بعد ايام من اعلان موسكو وواشنطن الجهد المشترك للجمع بين الجانبين في مؤتمر دولي.
وموسكو الداعم الرئيسي ومورد السلاح للاسد وتقول انه على الرغم من انها ليست مرتبطة به فانها لن تسمح بجعل تنحيه عن السلطة شرطا مسبقا للمحادثات مثلما تطالب القوى الغربية والخليجية احيانا.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم السبت ان رحيل الاسد يجب ان يكون نتيجة مفاوضات بشأن حكم انتقالي وليس نقطة البداية.
وبالتزامن مع هذا الحراك توجه عصام الحداد مساعد الرئيس المصري للشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى تركيا امس في إطار جهود مصرية لحل الأزمة السورية.
ويحمل الحداد رسالة من الرئيس المصري محمد مرسى إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تتعلق بسُبُل تفعيل المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية.
يشار إلى أن الرئيس مرسى أطلق في القمة الاستثنائية الرابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مكة في أغسطس العام الماضي مبادرة الحوار الرباعي «مصر وإيران وتركيا والسعودية» التي ترتكز على ضرورة العمل من أجل حماية وحدة الأراضي السورية، وإجراء حوار شامل بين الأطراف السورية المختلفة لحل الأزمة القائمة، والاستجابة لأي جهد من قبل أي دولة عضو تشارك في هذا الحوار. وعقدت الدول الأربع اجتماعا في القاهرة في سبتمبر الماضي.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كشف امس الاول عن إجراء اتصالات للتحضير لمؤتمر دولي لحل الأزمة السورية يجمع قوى إقليمية ودولية إلى جانب طرفي النزاع في سوريا.
وقال العربي في مؤتمر صحافي إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغه من خلاله ببدء التحضيرات لعقد المؤتمر، مضيفا أن الجانب الروسي أبلغهم أيضا أن لديه اسمًا لممثل النظام السوري فيه.
وردا على سؤال بشأن وجود ضمانات روسية بتنحي بشار الأسد في نهاية الفترة الانتقالية، قال العربي «لا توجد ضمانات ولم أسمع عنها»، مؤكدا أن المؤتمر سيؤسس على ما تم الاتفاق عليه في جنيف العام الماضي من وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة تتولى المرحلة الانتقالية تجمع بين المعارضة والنظام وإرسال قوات دولية لمراقبة الاتفاق.
وعلى ذات صعيد الجهود الدولية لحل الازمة سلميا بدأ رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون امس أول زيارة للولايات المتحدة منذ فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بفترة رئاسية ثانية، تتركز حول ملفات سياسية واقتصادية، أبرزها الوضع في سوريا وقضايا ثنائية وأخرى أميركية أوروبية.
ويجري كاميرون -خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام- محادثات في البيت الأبيض مع أوباما تتناول بشكل خاص الوضع في سوريا في ظل ما يشهده هذا الملف من تطورات.
وقبل الزيارة، اتصل كاميرون هاتفيا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن الوضع السوري، حيث بحثا وفق متحدث من مكتب كاميرون «كيفية تعاون بريطانيا وروسيا وأميركا للنجاح في تحقيق خطة عقد مؤتمر للسلام بحلول نهاية الشهر».
وأضاف المتحدث أن كاميرون يحرص أيضا على أن يبحث مع أوباما كيفية تعاون بريطانيا والولايات المتحدة «لإقامة معارضة أقوى وأكثر مصداقية داخل سوريا».
وكان كاميرون التقى الجمعة الماضية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى حل لأزمة سوريا. وجاء ذلك بعد أيام من لقاء روسي أميركي دعا إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
ورصدت بريطانيا تحولا طفيفا في الموقف الروسي من الصراع السوري تأمل أن يسهل عقد مؤتمر للسلام بهدف التوصل إلى عملية تحول سياسي.
ورغم عدم ظهور بوادر على أن روسيا تسحب تأييدها لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد فإن مصادر بريطانية تقول إن اجتماع كاميرون و بوتين يوم الجمعة أظهر أن موسكو أكثر قبولا للتعامل مع الغرب في الشأن السوري.
واستمر الاجتماع لفترة أطول بكثير مما كان مقررا وهيمنت عليه القضية السورية. وطلب بوتين من كاميرون ان يشرح موقفه من الصراع.
وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة وروسيا مساعي مشتركة لدفع الحكومة السورية والمعارضة الى المشاركة في مؤتمر دولي في أول مبادرة دبلوماسية من نوعها لوقف الحرب الاهلية في سوريا.
وتم التطرق إلى ما رصدته بريطانيا من موقف روسي جديد لدى وصول كاميرون إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض وتتصدر سوريا جدول الأعمال.
ووصف كاميرون خلال رحلته إلى الولايات المتحدة المحادثات مع بوتين بأنها «في غاية الإيجابية وجيدة».
وقال «سعدت جدا لأنه في حين أنه لا يخفى على أحد أن بريطانيا وروسيا لهما موقفان مختلفان من سوريا.. اندهشت جدا خلال محادثاتي مع الرئيس بوتين لأن هناك إدراكا بأن من مصلحتنا جميعا جعل سوريا تنعم بالأمن والأمان في وجود مستقبل ديمقراطي تعددي وإنهاء عدم الاستقرار الإقليمي.»
وتسببت روسيا في شعور كاميرون وزعماء غربيين آخرين بالإحباط في الماضي عندما منعت اتخاذ أي إجراء ضد الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبسبب تزويدها الحكومة السورية بالسلاح.
وقال كاميرون إنه سيتحدث مع أوباما بشأن ما يمكن فعله للمساعدة على الإسراع من الاقتراح الأمريكي الروسي بعقد مؤتمر سلام. كما من المرجح ان يبحث قضية حساسة هي تسليح المعارضة قبل انتهاء حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي في سوريا الشهر المقبل.
وتسعى بريطانيا وفرنسا إلى رفع الحظر أو تعديله للضغط على الأسد لكن الولايات المتحدة أكثر تحفظا فيما يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة خشية سقوط أي أسلحة تقدمها في أيدي متشددين إسلاميين.
كما ترغب بريطانيا في أن تبحث مع أوباما كيف يمكن ان يعزز البلدان المعارضة السورية بأفضل الطرق لكن كاميرون قال إن التركيز ينصب الآن أساسا على السعي إلى حل سياسي.
وقال «هناك أمور أكبر تحدث هنا وهو الإدراك بأن من الأفضل كثيرا أن نفعل هذا لتحقيق عملية التحول السياسي عبر مشاركة واتفاق أكبر بين أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وقوى أخرى.»