
المنامة – «وكالات»: تجري السلطات الأمنية في البحرين عمليات مطاردة مكثفة لاعادة موقوفين تمكنوا من الفرار في عملية هروب مدبرة إثر اعتراض سيارات لمركبة نقل المحتجزين ومساعدتهم على الهرب. وقال اللواء طارق الحسن، رئيس الأمن العام بالحرين مساء امس الاول إنه ألقي القبض على أحد الموقوفين بالإضافة إلى اثنين آخرين بمساعدة الأهالي، فضلا عن أحد العناصر «الخارجة عن القانون» التي قامت بتسهيل عملية الهروب. ولفت إلى أنه تم تحديد هوية العناصر الثلاثة الخارجة عن القانون، تمهيدا للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، فيما يجري البحث عن خمسة من الموقوفين الهاربين. وصرح الحسن أن الأجهزة الأمنية المختصة تكثف إجراءاتها وعلى كافة الأصعدة للإسراع في القبض على الموقوفين الهاربين والعناصر الخارجة عن القانون التي قامت بمساعدتهم على الهرب، على ما أوردت وكالة أنباء البحرين.
وتمكن 6 من الموقوفين على ذمة قضايا أمنية وتخريب في البحرين، كانوا في طريقهم إلى المحكمة، من الهرب من القبضة الأمنية والتلاشي عن الأنظار. وحدثت عملية الفرار المخططة حين تعرضت سيارة السجن التي كانت تتمتع بحراسة داخلية فقط لحادث متعمد، مما اضطرها للوقوف لتتمكن «مجموعة خارجة عن القانون»، كما تصفهم الأجهزة الأمنية البحرينية، من فتح أبواب سيارة السجن وإطلاق الموقوفين. هذا وقد أشار المسؤول الأمني البحريني إلى فتح تحقيق قانوني للكشف عن ملابسات الحادث والوقوف على أوجه القصور التي أدت إلى وقوع الحادث، على ما أورد المصدر. وعلى صعيد غير بعيد ندد مجلس التعاون الخليجي بتصريحات مسؤول إيراني هدد فيها البحرين بـ «رد غير متوقع» على ضوء مداهمة قوات الامن البحرينية لمنزل رجل دين شيعي. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، امس الاول إن تصريحات حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية بشأن البحرين هي «تدخل مرفوض ومشين وغير مقبول في الشأن الداخلي لمملكة البحرين وشؤون مواطنيها».
وأعتبر أنها تحتوي على «تهديدات سافرة وخطيرة» وسلوك غير معهود في العلاقات الدولية. وأعرب الزياني عن أسفه لاستمرار المسؤولين الإيرانيين في التدخل الممنهج في شؤون مملكة البحرين والدول العربية، ودعاهم إلى الكف عن سياسة التحريض السياسي والديني والإعلامي وزعزعة استقرار المنطقة، مؤكدًا أن هذا النهج لا يخدم علاقات إيران بدول مجلس التعاون، على ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وكان عبد اللهيان قد حذر المنامة من تداعيات مداهمات قوات الأمن البحرينية لمنازل رجال الدين والمراجع في المملكة، ودعا المنامة إلى الاعتذار عن اقتحام منزل الشيخ عيسى قاسم أو انتظار رد لا تتوقعه إن لم تعتذر عن العملية.
وبدورها، رأت المنامة أن ما جاء على لسان المتحدث الإيراني يمثل «سلوكاً غير مسبوق في العلاقات بين الدول، » وقال وكيل وزارة الخارجية البحرينية، السفير حمد العامر، إن المسؤولين الايرانيين «يتحدثون كل يوم عن البحرين بأكثر مما يتحدثون عن بلادهم.. أوضاع شعبها الاقتصادية والاجتماعية المتردية من أجل التغطية على الواقع المرير الذي يعانيه الشعب الإيراني من الظلم والاستبداد وانتهاك أبسط حقوقه الانسانية في الحياة الكريمة منذ سنوات». وأوضح العامر أن «تمادي المسؤولين الإيرانيين غير المسؤول بإطلاق مثل هذه التهديدات والتحذيرات على مدار الساعة أصبح ركناً أساسياً من الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية الممنهجة ضد مملكة البحرين» وأعرب عن «أسفه من استمرار المسؤولين الايرانيين بإطلاق مثل هذه التهديدات الخطيرة والتحريض السياسي والديني والإعلامي». ووصف وكيل وزارة الخارجية البحرينية التصريحات الإيرانية بأنها «تهديدات عدائية وإساءة صريحة ومباشرة لعلاقات إيران بدول مجلس التعاون الخليجي وستكون لها نتائجها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم العربي والأمن والسلم الدوليين».