تونس – «وكالات»: انتقدت الولايات المتحدة الأحكام الصادرة مع وقف التنفيذ بحق 20 تونسيا هاجموا السفارة الأمريكية في تونس في سبتمبر 2012، وطالبت السفارة بتحقيق «كامل». وفي المقابل نددت لجنة الدفاع عن المتهمين بما أسمته «التدخل الأمريكي السافر في شؤون القضاء التونسي».
وأصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس مساء الثلاثاء حكمها بحق المتهمين بعد جلسة استمرت نحو أربع ساعات وقضت بسجنهم مدة سنتين مع تأجيل التنفيذ.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان أمس الاول إنها «منزعجة بشدة» من قرار المحكمة التونسية، واعتبرت أن الأحكام «لا تتوافق بشكل مناسب مع حجم وشدة الأضرار والعنف الذي وقع يوم 14 سبتمبر 2012». وأضافت السفارة أنها «تصر على ضرورة إجراء تحقيق كامل ووجوب تقديم من نظموا الهجوم ولا يزالون طلقاء للعدالة»، في إشارة على الأرجح إلى زعيم جماعة «أنصار الشريعة» سيف الله بن حسين «أبو عياض» الذي اتهمته السلطات التونسية بتدبير الهجوم.
وأكدت السفارة الأمريكية أن الحكومة التونسية أعلنت معارضتها لمن يلجؤون للعنف «وعليها أن تظهر من خلال الأفعال أنه لا وجود لأي تسامح مع من يشجعون على العنف ويستعملونه لبلوغ أهدافهم». وأضافت أن من مسؤولية الحكومة التونسية وبموجب القانون الدولي حماية البعثات الدبلوماسية وموظفيها الموجودين في تونس. من جهتها صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي بأن بلادها تشعر بالقلق وبعدم الارتياح إزاء الأحكام، وأنها طالبت مدة طويلة بتحقيق «أكثر شمولا في هذه القضية بوجه خاص». وأعلنت بساكي أن رئيس حزب حركة النهضة الحاكم في تونس راشد الغنوشي يزور حاليا واشنطن وأنه سيلتقي نائب وزير الخارجية اليوم الجمعة. وردا على الانتقادات الأمريكية، ندد رئيس لجنة الدفاع عن المتهمين المحامي أنور ولد علي بما أسماه «التدخل الأمريكي السافر في شؤون القضاء التونسي». وقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية «تونس دولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة وليست ولاية أمريكية، ولا يحق لأي دولة تعتبر نفسها عظيمة أو تحس بالعظمة أن تتدخل في الشؤون القضائية لدولة أخرى». وأعرب المحامي التونسي عن أمله بعدم تأثر الدولة التونسية بما سماها الضغوط الأمريكية وألا تحاول السلطات التونسية من جهتها ممارسة الضغوط على القضاء. وقد أنكر المتهمون -بحسب ما صرح المحامي التونسي لوكالة رويترز- مهاجمة السفارة الأمريكية والشرطة، وقال إن تسعة كانوا محتجزين أطلق سراحهم. وأضاف أنه لا يزال هناك نحو 80 تونسيا سيمثلون أمام القضاء بتهمة المشاركة في مهاجمة السفارة والمدرسة الأمريكيتين.
وكان مئات المتظاهرين هاجموا يوم 14 سبتمبر 2012 السفارة الأمريكية في تونس تنديدا بعرض فيلم يسيء إلى الإسلام في الولايات المتحدة. وقالت السلطات التونسية إن التيار السلفي الجهادي كان وراء الصدامات.
وقتل أربعة من المهاجمين، وأصيب العشرات خلال أعمال العنف هذه التي تم خلالها إحراق ونهب أجزاء من الممثلية الدبلوماسية والمدرسة الأمريكية.