بغداد – «وكالات»: التقى قادة الكتل السياسية في العراق امس في اجتماع موسع بمنزل زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في مسعى لإنهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، في ظل تنامي موجة العنف التي حصدت أرواح أكثر من ألف عراقي الشهر الماضي.
وقال الحكيم إن لقاءً جمع رؤساء وقادة القوى السياسية في العراق امس استجابة لدعوته لبحث الأوضاع المتأزمة في البلاد.
بدوره أشار النائب في البرلمان العراقي عن كتلة «المواطن» التابعة للمجلس الأعلى عبد الحسين عبطان لصحيفة «الصباح» العراقية الرسمية الصادرة امس، إن «اللقاء عقد في الساعة الخامسة من عصر الامس، وناقش ملفات عالقة، ونحن متفائلون بإمكانية تقريب وجهات النظر».
وبحسب الصحيفة فإن الدعوة وجهت إلى خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري وزعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة وممثلين عن إقليم كردستان العراق، إضافة إلى حضور رئيس الوزراء نوري المالكي وعمار الحكيم الذي يقود مبادرة تخفيف الاحتقان السياسي.
وتأتي دعوة الحكيم عقب تصاعد وتيرة العنف غير المسبوقة خلال مايو الماضي الذي يعد الأكثر دموية منذ النصف الأول من العام 2008.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة بالعراق في بيان أن 1045 عراقيا قتلوا في أعمال عنف متفرقة في البلاد الشهر الماضي، بينما أصيب 2397 آخرون بجروح.
وبحسب أرقام البعثة، قتل 782 مدنيا و263 من أفراد الجيش والشرطة في مايو الماضي، وأصيب 1832 مدنيا و565 من عناصر القوات الأمنية.
وقالت متحدثة باسم البعثة الأممية إن هذه الأرقام «يمكن مقارنتها بما كانت عليه معدلات ضحايا العنف» عام 2008.
من جهتها، أظهرت أرقام وزارات الداخلية والدفاع والصحة مقتل 630 شخصا في مايو الماضي، هم 446 مدنيا و88 عسكريا و96 شرطيا، بينما أصيب 1097 شخصا هم 152 عسكريا و193 شرطيا و752 مدنيا.
ويعتبر هذا أعلى معدل رسمي لضحايا العنف منذ ابريل 2008.
وشهد العراق بين عامي 2006 و2008 حربا أهلية طائفية دامية قتل فيها الآلاف. وقد استعادت البلاد على مدى الأسابيع الماضية بعضا من أعمال العنف المشابهة لتلك الحقبة، حيث استهدفت المساجد، وحملت معظم الهجمات طابعا طائفيا.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي قد دعا رئيس الحكومة نوري المالكي مجددا إلى تقديم استقالته.
وقال علاوي إن العراق يعيش الآن ملامح حرب أهلية بسبب فشل الحكومة في كل المجالات، حسب تعبيره. ودعا إلى إصلاح العملية السياسية التي وصفها بأنها قامت على الطائفية السياسية والإقصاء ولم تنتج سوى الموت والدمار، كما دعا الجميع إلى تقديم تنازلات «مؤلمة ومريرة».
وتأتي دعوة علاوي على وقع استمرار المظاهرات والاعتصامات في العراق ضد سياسات حكومة المالكي. ويعيش العراق أزمة سياسية خانقة انعكست آثارها على الأوضاع الأمنية، حيث تشهد البلاد يوميا مقتل وإصابة العشرات في انفجارات بسيارات مفخخة واغتيالات تنذر بخطر العودة إلى الاقتتال الطائفي الذي شهدته البلاد بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.