
عواصم – «وكالات»: تسارعت وتيرة التوتر على صعيد الازمة السورية بشكل ينذر بالاسوأ، ففي الوقت الذي مازالت مسألة تسليح النظام ومعارضيه ساحة للصراع بين الغرب وروسيا ادرج مجلس الامن جبة النصرة المعارضة ضمن قائمة المنظمات الارهابية، فى حين ضيقت القوات النظامية الخناق على معارضيها فى مدينة القصير الاستراتيجية.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن مؤتمر جنيف 2 سيكون مؤتمرا انتقاليا لفترة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، فيما حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الألماني غيدو فسترفيله روسيا على وقف تسليم أسلحة لسوريا خشية عرقلة مؤتمر جنيف، في وقت هددت فيه موسكو بتعجيل تسليم هذه الأسلحة إلى دمشق إذا تدخل الغرب في النزاع.
وأضاف هولاند أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية يعلن الأسد مرشحا فيها، واعتبر أنه من غير المقبول أن تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين.
وفي واشنطن أكد جوش إيرنست نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أن لا دور بتاتاً للأسد في مستقبل سوريا ويتعين عليه الرحيل، مشيرا إلى أن هذا ليس رأي واشنطن فقط بل هي رغبة الشعب السوري، وذلك لعدة أسباب منها العنف الذي ارتكبه بحق شعبه.
يأتي ذلك في وقت حض فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الألماني غيدو فيسترفيله الجمعة روسيا على وقف تسليم أسلحة لسوريا خشية عرقلة مؤتمر جنيف 2.
وخلال مؤتمر صحافي في واشنطن جدد كيري التأكيد على أن أفضل حل للأزمة السورية هو الحل السياسي الذي يقوم على أساس تطبيق بيان جنيف 1 الداعي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
وأضاف كيري -بعد محادثات مع فيسترفيله- أن خطط روسيا لإرسال نظام دفاع جوي متطور «صواريخ أس 300» لنظام الأسد ستضر بتلك الجهود الدولية وتعرض أمن إسرائيل أيضا للخطر.
وقال أيضا «نقل الصواريخ الحديثة إلى المنطقة لا يساعد في الوقت الذي نحاول فيه تنظيم وإقامة هذا السلام»، في إشارة لمؤتمر جنيف 2 المتوقع عقده في يونيو بتوصية من أميركا وروسيا لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
أما فيسترفيله الذي وافق على ضرورة الحل السياسي للأزمة، فقد دعا النظام السوري إلى وقف العنف والحضور إلى طاولة المفاوضات، كما أعرب عن معارضته تزويد روسيا لسوريا بالأسلحة، واصفا ذلك بالقرار الخطأ.
وفي المقابل هدد مصدر في صناعة السلاح الروسية بتعجيل تسليم صواريخ مضادة للطائرات إلى سوريا إذا فرض الغرب منطقة حظر طيران أو شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة، لكنه طرح أيضا فكرة تعليق تسليم الشحنة لفترة من الوقت.
وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء إن صواريخ أس 300 قد لا تصل إلى سوريا قبل شهور، لكن وتيرة التسليم سيحددها سلوك خصوم الأسد
وأضاف أنه فيما يتعلق بتسليم صواريخ أس 300 لا يمكن أن يبدأ قبل الخريف، مشيرا إلى أن الكثير يعتمد على كيفية تطور الوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية.
ودون ذكر إسرائيل بالتحديد، نقلت إنترفاكس عن المصدر قوله إن الهجمات الجوية على سوريا أو فرض ما يسمى بمنطقة حظر جوي عليها قد يكون ذريعة لتسريع عمليات تسليم أس 300.
وفي مؤشر آخر على استعداد موسكو لتسليح الأسد، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس شركة ميغ الروسية لصناعة الطائرات قوله إن الشركة لا تزال تعتزم تزويد سوريا بما لا يقل عن عشر مقاتلات ميغ 29 بموجب صفقة وقعت في 2007.
من جهته قال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية إن قرار الاتحاد الأوروبي قبل أيام رفع حظر تسليح المعارضة السورية هو الذي لم يكن مفيدا للإعداد لحدث دولي مهم كمؤتمر جنيف.
وعلى صعيد منفصل أدرج مجلس الأمن الدولي جبهة النصرة، التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بسبب صلاتها بتنظيم القاعدة في العراق.
وقررت حكومات أوروبية اتخاذ إجراءات مصرفية تستهدف مساندة المعارضة السورية في تقوية موقفها على الأرض في سوريا.
ووفق قرار مجلس الأمن، فإن عناصر جبهة النصرة سوف تخضع لعقوبات تشمل تجميد الأرصدة وحظر السفر ومنع الحصول على السلاح.
وكان تنظيم القاعدة في العراق قد أعلن الشهر الماضي تحالفه مع جبهة النصرة في سوريا لإقامة ما وصف بالإمارة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
وجاء إدراج الجبهة على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية استجابة لمسعى الدول الغربية في مجلس الأمن.
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت العام الماضي جبهة النصرة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وبدأت حكومات الاتحاد الأوروبي امس السماح للبنوك الأوروبية بتقديم خدمات مصرفية للمعارضة في داخل سوريا.
وجاء القرار بعد أيام من رفع الاتحاد حظرا كان مفروضا على مبيعات السلاح إلي سوريا، ما يسمح للدول الأعضاء في الاتحاد بإرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة.
ويأمل الاتحاد في أن يتمكن، عن طريق إتاحة خدمات مالية، من مساعدة مقاتلي المعارضة في تمويل مساعدات إنسانية وإعادة تشغيل المرافق الأساسية.
ووفقا لقواعد الاتحاد الأوروبية الجديدة، سيكون بمقدور حكومات دول الاتحاد السماح للبنوك بتقديم خدمات مصرفية في سوريا شريطة التشاور مع المعارضة وألا تتعارض مع تجميد الأصول المفروض على شركات أو مسؤولين سوريين.
وسمحت حكومة الولايات المتحدة بالفعل للمواطنين والشركات والبنوك الأمريكية بإرسال أموال إلى مقاتلي المعارضة السورية، وهو ما يستثنيهم من عقوبات فرضت في بداية الانتفاضة المناوئة للحكم في سوريا عام 2011.
وسمح الاتحاد الأوروبي أيضا للشركات الأوروبية بشراء النفط من مقاتلي المعارضة رغم أن خبراء يقولون إن أي فائدة اقتصادية ملموسة لمثل هذه القرارات ربما تكون بعيدة المنال لأنه من المرجح أن يحجم المستوردون عن الزج بأنفسهم في منطقة حرب.
ميدانيا ضيقت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد الخناق على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير الاستراتيجية في هجوم مضاد يغير موازين الحرب السورية قبل مؤتمر سلام مزمع في الشهر المقبل.
وقال معارضون إنهم تمكنوا من إدخال مقاتلين إلى المدينة الواقعة على الحدود اللبنانية حيث يحاصرهم جيش الأسد وحلفاؤه في حزب الله اللبناني الذين أعلنوا مشاركتهم في الحرب بجانب الرئيس السوري.
وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة في النصف الثاني من عام 2012 وانتزعوا السيطرة على مساحات شاسعة في البلاد من قوات الأسد مما دفع قادة الغرب إلى القول بأن أيام الرئيس السوري في السلطة باتت معدودة.
لكن موازين القوى في الميدان مالت في الأسابيع القليلة الماضية لصالح قوات الأسد التي حظيت بدعم من آلاف المقاتلين من حزب الله المدعوم من إيران والذي أعلن مشاركته في الحرب بعد أن ظل يقدم الدعم في الخفاء على مدى أشهر.
وواصلت قوات الحكومة السورية وحزب الله تقدمها وسيطرت على قرية عرجون التي تبعد مسافة ستة كليومترات شمال غربي القصير.
وفقد مقاتلو المعارضة السيطرة على أكثر من ثلثي القصير ويقولون إنهم يتحصنون الآن في وسط القصير ومسلحون تسليحا خفيفا. ومن شأن السيطرة على القصير أن تعزز قبضة الأسد على الأراضي الواقعة بين دمشق ومنطقة الساحل معقل العلويين.
واندلع قتال أيضا في الغوطة على الحدود الشرقية لدمشق في الوقت الذي تمضي فيه القوات الحكومية قدما في هجوم بدأ قبل بضعة أسابيع. وطردت قوات الأسد مقاتلي المعارضة من قرب مطار دمشق الدولي وأغلقت ممرا رئيسيا للأسلحة القادمة من الأردن.
وقال نشطاء إن اشتباكات كثيفة وقعت في درعا مهد الانتفاضة المناوئة للأسد التي بدأت عام 2011 في إطار موجة الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي وتحولت إلى أعنف هذه الانتفاضات حتى الآن.