
رام الله – «وكالات»: بدأ الأكاديمي رامي الحمد الله امس مشاوراته لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة خلفا لسلام فياض
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد كلف الحمدالله بقيادة الحكومة الجديدة في خطوة انتقدتها على الفور حركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي تدير قطاع غزة.
ويأتي تكليف الحمد الله بتشكيل الحكومة الجديدة بعد اخفاق حركتي فتح وحماس في تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الدوحة والقاهرة بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة عباس تعد للانتخابات التشريعية والرئاسية.
وكان عباس وحماس اتفقا من حيث المبدأ الشهر الماضي على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان تكليف الحمد الله يلقي بظلال من الشك على الاتفاق.
واضاف لرويترز انه كان يتعين على عباس انجاز اتفاق المصالحة الذي ابرم في القاهرة الشهر الماضي بدلا من تكليف مرشحه المستقل كرئيس للوزراء.
ووصفت حماس تعيين الحمد الله بأنه غير شرعي.
لكن وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية قالت عن تكليف عباس للحمد الله إن الرئيس الفلسطيني «أكد تمسكه باتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة والدوحة» مع حماس وحرصه الشديد على اتمامها وفق الجدول الزمني المتفق عليه في القاهرة.
ونقلت الوكالة عن الحمد الله «55 عاما» الذي يحمل شهادة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا ويعمل رئيسا لجامعة النجاح الوطنية في نابلس بالضفة الغربية منذ عام 1998 تأكيده على «التزامه ببرنامج وسياسة السيد الرئيس محمود عباس».
وأضافت الوكالة أن الحمد الله «ثمن ثقة الرئيس العالية به لتكليفه بهذه المهمة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية».
ورامي الحمد لله شخصية غير معروفة خارج الأراضي الفلسطينية وسيحل محل فياض الاقتصادي المفضل من الغرب والذي استقال في 13 ابريل ويغادر منصبه رسميا هذا الشهر.
وقبل عباس استقالة فياض بعد انتقادات شديدة من حركة فتح التي يتزعمها عباس اثر قبوله استقالة وزير المالية نبيل قسيس دون الرجوع اليه. ومن المتوقع ان يستمر الحمد الله رئيسا للحكومة لحين تشكيل حكومة وحدة مع حماس على أساس التعهدات التي أبداها زعماء الحركتين الفلسطينيتين الشهر الماضي.
ويصف الحمد الله نفسه بالمستقل ويعمل اضافة الى رئاسته لجامعة النجاح امينا عاما للجنة الانتخابات المركزية التي انتهت مؤخرا من تحديث السجل الانتخابي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وغالبا ما انهارت الجهود الرامية لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس منذ سيطرة حماس على غزة وذلك بسبب خلافاتهما الايدلوجية تجاه الصراع مع إسرائيل. وتسعى الادارة الامريكية إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة بعد ثلاث سنوات من التوقف ولكن دون احراز اي تقدم يذكر حتى الان في الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وعلى صعيد منفصل تنطلق يوم الجمعة المقبل المسيرة العالمية إلى القدس بمشاركة نحو 50 دولة عربية وأوروبية تزامناً مع ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
ومن المقرر أن تنطلق المسيرات في البلدان العربية إلى أقرب نقطة من فلسطين، في حين سيقوم مناصرو القضية الفلسطينية في الدول الأوروبية بالاحتجاج أمام السفارات الإسرائيلية في بلدانهم لإيصال رسائل احتجاج ودعم، وفق القائمين على المسيرة.
وافتتح القائمون على هذه المسيرات صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق التضامن مع القدس والمسجد الأقصى، وكذلك موقعا إلكترونياً يضم تفاصيل كل الفعاليات وتوقيتها والقائمين عليها في الدول المشاركة في المسيرة العالمية للقدس. وقال رئيس اللجنة الوطنية للمسيرة العالمية للقدس في قطاع غزة النائب أحمد أبو حلبية إن المسيرات العالمية هذا العام ستنطلق تزامناً مع الذكرى السادسة والأربعين لاحتلال شرقي القدس في نحو خمسين دولة. وذكر أبو حلبية أن المسيرات هي لتحريك الجماهير والشعوب العربية والإسلامية والمتضامنين مع القضية الفلسطينية لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل اشتداد المحاولات الصهيونية لضرب المدينة وسكانها.
وأشار إلى أن القارات الخمس ستشهد مسيرات حاشدة انتصاراً للقدس والأقصى وتجديداً للعهد مع فلسطين، مؤكداً أن المسيرات تؤكد على أهمية التضامن مع القدس والأقصى ومع ساكنيها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة. وبينّ أبو حلبية أن المسيرات أيضاً تحمل رسالة «للعدو الصهيوني بأن كيانه إلى زوال وأن أحرار العالم كله يقفون إلى جانب القدس وشعب فلسطين لمواجهة الهجمة الإسرائيلية المستمرة»، داعياً إلى أوسع مشاركة عربية وإسلامية فيها.
وأوضح أن هذه المسيرات جزء من العمل من أجل القدس وليست كل شيء، مشيراً إلى استمرار حملات التوعية والتعريف بالقدس وبما يجري فيها من قبل الاحتلال الإسرائيلي على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية.
وأضاف النائب الفلسطيني أن القائمين على المسيرات «لا يدّعون أنهم سيحررون القدس والأقصى بهذه المسيرات، لكنهم يسيرون بخطوات دائمة الحضور للتأكيد على الحق الفلسطيني في القدس كاملة ورفض الاحتلال الإسرائيلي في كل فلسطين».
وشدد على أن المطلوب فلسطينياً وعربياً ودولياً تفعيل كل الشرائح الشعبية للانتصار للقضية الفلسطينية وتحريك الشعوب نحو فلسطين، مؤكداً أن العمل من أجل القدس بات أفضل من ذي قبل لكنه بحاجة إلى المزيد.
من جهته اعتبر الكاتب الفلسطيني حسام الدجني المسيرات نحو القدس «نشاطا مهما» لتفعيل القضية الفلسطينية وقضية القدس تحديداً خاصة أن هناك أصواتا دولية تنادي في هذا الوقت بإسقاط القدس من أجندة الفلسطينيين. وقال الدجني إن هذه المسيرات تعزز الثقافة الوطنية داخلياً وتعمل خارجياً على تقوية المواقف وإظهار الدعم والوجود الحقيقي لمناصري القضية الفلسطينية، وتساهم في تواصل أفضل بين فلسطين وهؤلاء المناصرين والداعمين لها.