
عواصم – «وكالات»: قالت مواقع مقربة من النظام السوري إن قوات النظام بدأت بحشد قواتها في ريف حلب استعدادا لمعركة أطلقت عليها اسم «عاصفة الشمال» بهدف استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدت زمامها في حلب، فى الوقت أكدت فيه مصادر مسؤولة في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض، سيبدأ هذا الأسبوع، اجتماعات بشأن سوريا سيكون ضمن أجندتها احتمال تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة وفرض منطقة حظر طيران، في تحرك يأتي بعد تحقيق القوات النظامية السورية، المدعومة بحزب الله، مكاسب ميدانية.
ومع تصاعد وتيرة القتال في شمال سوريا، أكد مقاتلو المعارضة أن قوات النظام السوري وحلفاءها من حزب الله اللبناني يُعِدون لهجوم جديد بعد النجاح العسكري في السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية في حمص، والتي تتحكم في طرق إمدادات حيوية عبر الأراضي السورية ومع لبنان.
وبالتزامن مع إعلان مواقع موالية للنظام، نقلا عن مصادر عسكرية، إطلاق قوات النظام لعملية «عاصفة الشمال»، احتدم القتال بشدة بين قوات الأسد والجيش الحر قرب منطقتي نبل والزهراء المواليتين للرئيس الأسد.
واتهم اللواء مصطفى الشيخ أحد قادة الجيش الحر النظام باستخدام طائرات الهليكوبتر لتعزيز منطقتي النبل والزهراء بقوات تضم مقاتلين من حزب الله ومجندين من العراق.
وقال نشطاء إن العشرات من قوات النظام والمعارضة قتلوا في معركة حامية الوطيس خلال الساعات الماضية في حلب، وإن مقاتلي المعارضة عززوا دفاعاتهم على طريق خلفي يمتد جنوبا من حلب إلى قاعدة للجيش قرب بلدة السلمية.
كما شهد حي الشيخ مقصود اشتباكات عنيفة على مشارف الحي في محاولة لاقتحام الحي من قبل قوات النظام.
ونقل عن مصادر في الجيش الحر قولها إن مقاتلي المعارضة أحبطوا محاولة مدعومة من حزب الله للتوغل في شمال حلب استهدفت على ما يبدو كسر حصار المعارضة لمطارمنغ العسكري.
من جهتها، قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار منغ العسكري، وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر رحبة التسليح داخل المطار، وقالت المعارضة إنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة فيما تصاعدت سحب الدخان من عدة مواقع داخل المطار جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سوري أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت الوكالة نقلا عن محللين إن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.
وقد قالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات إن القوات السورية بدأت انتشارا كبيرا في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.
يشار إلى أن حلب -وهي ثاني كبرى المدن السورية وكانت العاصمة الاقتصادية للبلاد- تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012، ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.
وفى واشنطن التى تحاول البحث عن حل سلمي للازمة السورية ولكنها تقف الى جانب معارضي النظام، شددت مصادر مسؤولة على أن الإدارة لم تتخذ قرارا نهائياً في امر تسليح المعارضة، إلا أنهم قالوا إن الرئيس، باراك أوباما، اقترب من توقيع قرار يقضي بتسليح الفصائل المعتدلة ضمن مقاتلي المعارضة، بعد التدقيق بها.
ومن المرجح أن تناقش اجتماعات البيت الأبيض كذلك فرض منطقة حظر طيران داخل سوريا، بحسب تلك المصادر التي استبعدت ذلك.
وذكرت المصادر المسؤولة بأن وزير الخارجية، جون كيري، أجل زيارة مقررة له إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع للمشاركة في الاجتماعات.
وجاءت الخطوة الأمريكية فيما يحقق النظام السوري، تقدما ميدانيا كما تأتي بعيد تحذير المعارضة السورية من فشل الثورة ما لم تتلق دعما مباشراً.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان: «بتوجيهات الرئيس يواصل طاقم الأمن القومي النظر في كافة الخيارات التي ستحقق أهدافنا بمساعدة المعارضة السورية لجهة خدمة الاحتياجات الاساسية للشعب السوري وتسريع الانتقال السياسي لمرحلة سوريا ما بعد الأسد».
وأضافت: «أعددنا طائفة واسعة من الخيارات لينظر بها الرئيس، الاجتماعات الداخلية لمناقشة الوضع في سوريا أمر روتيني.. الولايات المتحدة ستواصل النظر في سُبل تقوية قدرات المعارضة السورية، وليس لدينا جديد لنعلنه في الوقت الراهن».