طرابلس – «وكالات»: حذر الجيش الليبي من أنه لن يتردد في حسم أي انفلات بعد مقتل أربعة جنود ليبيين ومدني في بنغازي خلال اشتباكات بين القوات الخاصة في الجيش الليبي وجماعة مسلحة، فيما علقت الرحلات بمطار شرق المدينة، وخرجت مظاهرات السبت تندد بأحداث مساء الجمعة بين متظاهرين مسلحين وقوات الصاعقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية عادل البرعصي إن الجيش لن يتردد في استخدام أقصى درجات القوة إذا استمر المسلحون في مثل هذه التحركات. جاء ذلك بعد تحذير رئيس أركان الجيش بالإنابة اللواء سالم القنيدي من أن مدينة بنغازي قد تشهد ما سمّاه حمّام دم، في حال تعرض ثكنات الصاعقة لهجوم من المتظاهرين المسلحين. وفي غضون ذلك، خرجت مظاهرة في ساحة التحرير في المدينة للتنديد بالأحداث التي وقعت بين متظاهرين مسلحين وقوات الصاعقة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب ببناء الجيش والشرطة، كما رفعوا شعارات تطالب بحل الكتائب الأمنية، وتدعو إلى الالتفاف حول الحكومة ودعمها وإنهاء حالة التصارع المسلح، والمضي قدما نحو بناء الدولة. وفي السياق أعلنت إدارة مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي شرق ليبيا تعليق جميع الرحلات بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي شهدتها المدينة.
وقالت مصادر بإدارة المطار إن المطار استأنف استقبال الرحلات امس بعد هدوء الأوضاع في بنغازي. كما أكد مصدر بالمطار أن شركة الخطوط الجوية الليبية أغلقت مقرها بسبب الأحداث. وكان مسؤولون عسكريون ذكروا في وقت سابق أن ستة جنود قتلوا وأصيب خمسة آخرون في اشتباكات بين قوات من الجيش الليبي ومحتجين مسلحين خارج قاعدة للقوات الخاصة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا صباح السبت. وصرح الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة محمد الحجازي أن أربعة قتلى سقطوا برصاص قناصة محترفين ملثمين كانوا متمترسين داخل حي الليثي السكني، وأطلقوا النار على عناصر القوات الخاصة التي دخلت الحي واشتبكت معهم، وأشار إلى أن جنديين ذبحا بسكاكين من قبل خلية من الملثمين اعترضتهما وهما في طريقهما إلى عملهما بمقر القوات الخاصة. وأضاف أن الهجوم أسفر أيضا عن تدمير وإتلاف وحرق عدة مقرات ومعسكرات وآليات تابعة للجيش الليبي، وذكر أن «المسلحين لاذوا بالفرار بعد دحرهم من قبل عناصر القوات الخاصة». وفي الأسبوع الماضي قتل 31 شخصا على الأقل وأصيب مئة في اشتباكات بين محتجين مسلحين حصلوا في نهاية المطاف على مساندة من قوات خاصة وميليشيا في المدينة. وكان المحتجون يطالبون بتفكيك الميليشيات، واشتبكوا مع إحداها «لواء درع ليبيا» قاتلت للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي وتقول إنها تتعاون حاليا مع وزارة الدفاع. وقد اتهم عضو لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام جمعة السائح مجموعات وصفها بالعبثية بجر ليبيا إلى الهاوية. وقال إن أطراف الصراع الحالي ببنغازي معروفة لدى الجميع، مؤكدا أن ليبيا «لن تستقر ما لم يُسحب السلاح، ولو بالقوة». وأقر السائح بعجز الدولة عن بسط نفوذها، وأضاف أن السلاح الذي بيد هذه المجموعات المتصارعة أقوى من سلاح الدولة، داعيا الليبيين إلى الجلوس إلى مائدة حوار وطني للخروج من المأزق. كما اتهم السائح أطرافا خارجية -رفض تسميتها- بتغذية العنف الدائر في البلاد، مؤكدا أنه من أهداف هذه الأطراف تقسيم ليبيا إلى دويلات صغيرة والهيمنة على ثرواتها.