
دمشق – «وكالات»: قال نشطاء ان انفجارا شديدا هز مطار المزة العسكري على المشارف الغربية للعاصمة دمشق مساء امس الاول وشوهدت سيارات الاسعاف تهرع الى المجمع الذي يمثل قاعدة رئيسية لقوات النخبة التابعة للرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره بريطانيا ويعتمد على شبكة من المراقبين في سوريا ان سيارة ملغومة انفجرت عند حاجز طريق قرب المطار مما ادى الى سقوط 20 من قوات الاسد بين قتيل وجريح.
وأظهرت لقطات فيديو التقطها نشطاء ألسنة اللهب تتصاعد من المنطقة.
وقالت قناة تلفزيون الاخبارية التي تديرها الدولة ان الانفجار نجم عن محاولة لاستهداف مطار المزة العسكري. وقال نشطاء ان قوات الأسد قطعت الطرق المؤدية الى المطار بعد الانفجار.
ويستخدم المطار الذي تحرسه قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ومخابرات القوات الجوية كمطار خاص لأسرة الأسد.
ومنذ الانتفاضة يستخدم المطار قاعدة للمدفعية والصواريخ لاستهداف المعارضة المسلحة في الأحياء السنية على أطراف العاصمة.
من جانبها تبنت جماعة مقاتلة تدعى «لواء الشام» مسؤولية الانفجار.
وأكدت مراسلة شبكة سوريا، سما مسعود، في حديثها لقناة «العربية» أن اللواء التابع لقيادة الجبهة الجنوبية أصدر بياناً رسمياً تبنى فيه العملية التي وصفها بـ»النوعية».
وأوضح اللواء ببيانه أنه تم إدخال الى مطار المزة، «بالتعاون مع احد الشرفاء»، سيارة زرع فيها لغم متفجر. وقام منفذ العملية بركن السيارة بجنب مستودعات الذخيرة ما ادى لحصول انفجارين ضخمين.
ومن جانبه قال مصعب أبوقتادة، مدير المكتب الاعلامي للمجلس العسكري لدمشق وريفها، إنه بعد الانفجار توافدت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف على شكل مجموعات إلى كل من مشفى «601» العسكري في المزة، ومشفى المواساة. وبدوره، أكد المركز الإعلامي السوري أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مطار المزة عقب الانفجار.
وأفادت «الإخبارية السورية» بأن انفجار المزة ناجم «عن محاولة لاستهداف مطار المزة العسكري»، بينما نقلت مواقع إخبارية مؤيدة لنظام الأسد اتهاماً مباشراً للجيش السوري الحر حول الهجوم.
وبحسب شاهد عيان من المنطقة، فإن الانفجار الضخم سبقه انفجار صغير تسبب في انبعاث دخان أسود، وما لبث الانفجار الكبير أن حدث بعد دقائق قليلة، واشتعلت النيران بشكل كبير.
من ناحية أخرى أفاد ناشطون بأن الجيش الحر قصف بالصواريخ ومدافع الهاون مطار الناصرية في القلمون بريف دمشق. كما أفادت شبكة شام أنه أحبط محاولة لقوات النظام مدعومة بحزب الله ولواء أبو الفضل العباس اقتحام مدينة برزة من جهة الشرطة العسكرية مكبدا إياهم خسائر فادحة.
ومن جهة أخرى قال ناشطون إن اشتباكات جرت بين الجيشين الحر والنظامي في عدد من أحياء دمشق، وتحدثوا عن نشوب حرائق في عدد من أحياء العاصمة جراء حملة من القصف بالطائرات والمدفعية وراجمات الصواريخ بدأتها قوات النظام منذ أمس الاول.
واستهدفت الحملة صباح الامس أحياء جوبر شرقا وبرزة والقابون شمالا والحجر الأسود والقدم والعسالي ومخيم اليرموك جنوب العاصمة. وذكر الناشطون أن الجيش الحر دمر مدرعة ناقلة للجند من نوع «بي إم بي» في حي العسالي. وأغلقت السلطات السورية اليوم عدة مداخل للعاصمة ومنعت حركة الدخول والخروج منها بالتزامن مع تشديد أمني كبير.
وذكر شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية أن السلطات السورية أغلقت مدخل دمشق الجنوبي بالقرب من بلدة صحنايا ومنعت السيارات القادمة إلى المدينة من الدخول إليها، كما أغلقت مدخل دمشق بالقرب من منطقة الربوة.
وأوضح عدد من الأهالي أن الحواجز الأمنية والعسكرية داخل العاصمة السورية شهدت استنفارا واضحا امس ومزيدا من التدقيق والتفتيش للعابرين منها.
وعلى صعيد ميدانى منفصل قال نشطاء ان كتائب المعارضة السورية خاضت معارك مع القوات الموالية للاسد المدعومة من حزب الله داخل حلب المركز التجاري لسوريا وحولها في محاولة لاسترداد أراض خسرتها في هجوم يهدد قبضتها على المدينة.
وتدفقت كتائب المعارضة على حلب في يوليو الماضي وسيطرت على أكثر من نصف المدينة. لكن القوات الموالية للأسد انتشرت هناك في الاسابيع الثلاثة الماضية مما يشير الى احتمال هجوم وشيك لاستعادة المدينة. ولم تنفذ قوات الاسد حتى الان اي اجتياح كبير لمناطق المعارضة لكن نظرا لحجم المدينة وموقعها قرب تركيا الذي يسمح بوصول خطوط الامداد للمعارضين فستكون استعادة حلب انتصارا كبيرا للحكومة اذا تمكنت من ذلك. وتاتي المعارك في المدينة في اعقاب استيلاء قوات الاسد وميليشيا حزب الله الشيعي على القصير وهي بلدة استراتيجية في وسط سوريا بعد قصف عنيف سوى الكثير من مباني البلدة بالارض.
وقالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في الاسبوع الماضي انها تخشى من ان تتكرر اراقة الدماء في حلب مثلما حدث في القصير وان يقوض ذلك الجهود الدولية الرامية لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ اكثر من عامين. واعاد الاستيلاء على القصير طريقا بريا بين معاقل حزب الله في لبنان وجيش الاسد الذي تهيمن عليه الأقلية العلوية الشيعية.
ودفع تدخل مقاتلي حزب الله إلى جانب الأسد حكومات عربية بما في ذلك مصر للوقوف مع المعارضين المسلحين.
وقال نشطاء في المنطقة إن قوات المعارضة وبينهم أعداد متزايدة من الاسلاميين الاصوليين تكثف الهجمات المضادة على القوات التي يدعمها حزب الله وميليشيات شيعية تم تجنيدها من الجيوب الشيعية قرب المدينة التي يغلب عليها السنة وتقع على بعد 35 كيلومترا من الحدود مع تركيا.
ولا يعلق حزب الله على عملياته في سوريا. وقال مصدر امني لبناني ان حزب الله ربما لا يرسل ميليشياته الى اراض غير مالوفة لها في حلب تختلف عن القصير القريبة من معاقل حزب الله في وادي البقاع اللبناني. وقالت غرفة عمليات للمعارضة في شمال حلب في بيان ان مقاتلي المعارضة دمروا دبابة للجيش وقتلوا 20 جنديا الى الشمال مباشرة من بلدة معرة الارتيق.
وتقول مصادر معارضة ان المعارضين المسلحين هناك يصدون على مدار اليومين الماضيين طابورا مدرعا أرسله الجيش السوري من حلب لتعزيز المسلحين الموالين للاسد الذين جندوا من قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في شمال غربي المدينة.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي وهو قائد عسكري في الجيش السوري الحر في حلب لتلفزيون العربية ان قوات الاسد وحزب الله تحاول السيطرة على ريف حلب الشمالي لكن يتم صدهم وتكبيدهم خسائر فادحة. واضاف ان حزب الله ارسل ما يصل الى 200 مقاتل الى حلب والمناطق المحيطة لكنه اعرب عن الثقة في انتصار المعارضة.
ومضى قائلا ان هناك اختلافا بين حلب والقصير موضحا ان مقاتلي المعارضة في القصير كانوا محاصرين بقرى استولى عليها حزب الله ومناطق موالية للاسد. واضاف انه لم يتوفر حتى مكان لاسعاف الجرحى من المعارضة. وقال ان المعارضين المسلحين في حلب لديهم عمق استراتيجي ودعم لوجستي كما انهم افضل تنظيما.
واضاف العكيدي ان حلب ستصبح مقبرة لمقاتلي حزب الله.
واحتدمت المعارك أيضا داخل حلب نفسها حيث يحتشد الوف من جنود الاسد والميليشيات المدعومة بقوات حزب الله ويهاجمون المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حتى اجبروهم على التقهقر.
وقال نشطاء معارضون ومصادر عسكرية ان الجيش ينقل ايضا جنودا بطريق الجو خلف خطوط المعارضين في عفرين وهي منطقة كردية الامر الذي سيتيح لهم امكانية شن عملية اجتياح اكبر داخل المدينة.
وقال ناشط في المنطقة يدعى ابو عبد الله ان قوات المعارضة المسلحة كانت تتراجع على مدى اسبوع بشكل عام في حلب لكن الاحوال بدأت تتغير خلال اليومين الماضيين.
واضاف ان هناك ثلاث جبهات رئيسية وهي داخل المدينة والى الغرب من معرة الارتيق والى الشمال الغربي في الاراضي الزراعية بين القريتين الشيعيتين وعفرين.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية المعارضة في بيان ان ثلاثة اشخاص قتلوا في حي الخالدية بحلب اثنان منهم على ايدي قناصة الجيش والثالث في قتال قرب المطار.