
عواصم – «وكالات»: تتصدر الأزمة السورية جدول أعمال قمة مجموعة الثماني، التي انطلقت في المملكة المتحدة، امس وتختتم اعمالها اليوم، ويتوقع أن تتضمن قضايا محورية أخرى مشتركة من بينها مكافحة الإرهاب.
وتشارك في القمة، التي تعقد في منتجع لوخ ايرن بأيرلندا الشمالية، كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان وايطاليا وروسيا والمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وتأتي قمة قادة أقوى دول العالم بعيد تعهد الإدارة الأمريكية بتسليح المعارضة السورية، بالاستناد إلى أدلة تؤكد استخدام نظام الرئيس، بشار الأسد، أسلحة كيماوية ضد شعبه والثوار، في خطوة تدعمها جميع الدول المشاركة في القمة، باستثناء روسيا التي تدعم نظام دمشق.
وخطوة البيت الأبيض بزيادة «حجم ونوعية» مساعداتها للمعارضة السورية جاءت بعد أشهر من الجدل السياسي حول الدور الأمريكي في الأزمة السورية، فبريطانيا وفرنسا - العضوان بالمجموعة - كانتا قوة الدفع وراء القرار الأوروبي بإنهاء حظر الأسلحة على سوريا، وهما أول من أشار إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته واشطن مؤخراً.
ويأمل قادة المجموعة توحيد جبهتهم ضد الأسد للمساعدة في الضغط على روسيا لإنهاء دعمها للنظام السوري.
والتقي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بنظيره الروسي امس، وللمرة الأولى منذ قمة مجموعة العشرين في المكسيك.
وقال بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي: «أمامهما أجندا واسعة للغاية للنقاش». وطلب أوباما مساعدة نظيره الروسي في حمل الرئيس السوري بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وانهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.
وحاول أوباما في أول اجتماع وجها لوجه بين الزعيمين منذ نحو عام إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين بعد أن أغضب الكرملين بالسماح بتقديم دعم عسكري لمعارضي الرئيس الرئيس السوري. وبالامس استبق الكسندر لوكاشفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية لقاء بوتين مع اوباما بقوله إن بلاده لن تسمح بفرض مناطق حظر للطيران فوق سوريا.
وتابع في افادة صحفية «لن نسمح بهذا السيناريو» مضيفا أن الدعوات بفرض منطقة حظر للطيران تظهر عدم احترام للقانون الدولي.
وجدد بوتين أثناء اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن عشية القمة انتقاده لموقف الغرب بنبرة حادة ووصف أعداء الأسد بأنهم من أكلة لحوم البشر.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون «على المرء ألا يدعم أشخاصا لا يقتلواء أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات».
وأضاف «هل هؤلاء هم الذين تريدون دعمهم؟ هل هؤلاء هم من تريدون تزويدهم بالسلاح؟»
وأقر كاميرون بأن مواقف لندن وموسكو مازالت متباينة بدرجة كبيرة. ولا تقتنع روسيا بتأكيدات الغرب بأن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية وتجاوزت الخط الأحمر بقيامها بذلك قائلة إن الدعم العسكري الأمريكي للمعارضة السورية لن يؤدي إلا إلى تصعيد العنف.
وقالت واشنطن يوم السبت الماضي إنها ستبقي طائرات اف- 16 المقاتلة وصواريخ باتريوت في الأردن بناء على طلب من عمان ما أثار غضب موسكو من احتمال استخدامها لفرض منطقة حظر طيران في سوريا. وتصاعدت نبرة العداء للغرب في حديث بوتين منذ أن استعاد منصب الرئيس العام الماضي لكنه بدا متفائلا في لندن وأكد على العديد من مجالات التعاون بين روسيا وبريطانيا. وانتقد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الرئيس الروسي لمساندته الأسد وأبدا تشاؤمه بشأن فرص التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا خلال القمة. وقال هاربر «السيد بوتين وحكومته يدعمون بلطجية نظام الأسد لأسباب خاصة بهم لا أرى لها تبريرا والسيد بوتين يعرف وجهة نظري في ذلك».
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع ايندا كيني رئيس وزراء أيرلندا الشمالية في دبلن امس الاول «لن نتفق على موقف مشترك معه في قمة الثماني ما لم يغير موقفه بدرجة كبيرة».