
الخرطوم - «وكالات»: طالب آلاف السودانيين امس الاول بالإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير بدفع من معارضة تسعى لإذكاء انتفاضة على غرار انتفاضات الربيع العربي.
وهددت المعارضة التي تسعى للاستفادة من الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء والفساد بتنظيم احتجاجات حاشدة للإطاحة بالبشير في غضون 100 يوم.
ونجح السودان في الإفلات منها إذ تمكنت قوات الأمن في تفريق عدد من المظاهرات الصغيرة المتكررة التي ينظمها الطلاب قبل أن تكون لها فرصة للانتشار.
لكن شهودا قالوا إن عدة آلاف - قد يصل عددهم إلى عشرة آلاف شخص - تجمعوا في ميدان في مدينة أم درمان المتاخمة للخرطوم في أكبر حشد منذ سنوات.
وفي تكرار لما حدث في المظاهرات الحاشدة في تونس ومصر وليبيا التي أطاحت بزعماء تلك الدول المتظاهرون في السودان لافتات كتب عليها شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» و»ارحل يابشير».
وقال صادق المهدي زعيم حزب الأمة المعارض للحشد إن الرسالة الموجهة للنظام هي «ارحل» وكان الحشد يهتف «ارحل.. ارحل».
وقال المهدي إن هذا النظام فشل على جميع المستويات خلال سلطته التي امتدت لربع قرن.
وقال المهدي إن الإنقاذ وجدت السودان يعاني حربا واحدة فزادتها إلى ست حروب «ووجدته حر الإرادة فصدر ضده 47 قرارا من مجلس الأمن الدولي ودخل البلاد نحو ثلاثين ألف جندي أممي، وأن اقتصاده أصبح في حالة ترد لا تسمح بالمعيشة».
وذكر أن سياسة التمكين التي اتبعتها الحكومة مزقت الجسم الإسلامي والوطني «ما دفع السودانيين للتصويت ضده بحمل السلاح أو الهروب إلى الخارج أو المخدرات» معتبرا تلك إدانة للمشروع الحضاري الذي طرحته الحكومة. وطالب بإعادة قومية القوات المسلحة والشرطة «بدلا من المحسوبية والحزبية التي تمارس داخلها».
ورأى المهدي أن الانتفاضة المدنية القومية أو المائدة المستديرة هي الحل «والبديل الأمثل للحلول العسكرية التي تنادي بها بعض الأطراف السودانية».
وقدم مقترحات قال إنها أجندة للمستقبل «أن يتحمل النظام المسؤولية عن كل ما حدث»، مشيرا إلى أن عيوب الحكومة «هي التي جاءت بالتدخل الأجنبي في السودان».
وقال إن النظام «واقع في خطأ وخطر»، ما يستدعي العمل على تحقيق نظام جديد عادل يمثل الشعب بكامله. ورهن المهدي توافق وتأييد حزبه للجبهة الثورية -التي تضم مجموعة من الحركات المتمردة بولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور- بقبول الجبهة بالحل السياسي والتأكيد على وحدة السودان.
وتتزامن دعوة المهدي مع مواجهة الحكومة لجبهتين: عسكرية يقودها متمردو الجبهة الثورية، ومدنية يقودها تحالف قوى المعارضة الذي حدد بداية الشهر الحالي مائة يوم لإسقاط النظام.
وكان المهدي تبرأ في الثاني عشر من الشهر الجاري من خطة تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض كآلية لإسقاط النظام، لكنه دعا المواطنين للاعتصامات في الشوارع بغية إسقاط النظام.
وسبق للمهدي دعوته الجبهة الثورية لنبذ العنف والعمل العسكري والانضمام والتضامن مع القوى السياسية والمدنية في البلاد لإقامة نظام جديد بوسائل سياسية سلمية وليست عسكرية.
وحذر الشهر الماضي من فوضى قد تعم البلاد، معتبرا أن استمرار الأوضاع الحالية سيقود إلى حدوث استقطاب ومواجهات «ستمزق البلاد وتدول قضاياها».
وكان الرئيس السوداني عمر البشير تحدى الجمعة قبل الماضية معارضيه وقدرتهم على إسقاط نظام حكمه، وقال في كلمة أمام مجلس شورى حزبه «إنهم يقولون سيسقطون النظام، لكنا نقول لهم حينما تسقطونه سيكون هناك حديث آخر».
يشار إلى أن البشير أطاح في انقلاب في 30 يونيو/حزيران عام 1989 بآخر رئيس للوزراء جاء للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية وهو الصادق المهدي نفسه. ولا يزال البشير يتمتع بتأييد الجيش وجماعات إسلامية تتمتع بنفوذ ويرى أن أحزاب المعارضة عديمة الأهمية. ويقول منتقدو المعارضة إن قيادتها فشلت في أن تشكل تحديا لأنها غارقة في صراعاتها الداخلية إلى حد يحول دون تنظيم صفوفها بشكل كاف لتشكل تحديا قادرا للنخبة.
وكان لدى عدد من زعماء المعارضة مثل صادق المهدي علاقات مع الحكم في الماضي مما يقوض مصداقية المعارضة في أعين الشباب.
ويعاني الاقتصاد السوداني منذ أن انفصل جنوب السودان في عام 2011 آخذا معه معظم إنتاج السودان من النفط الذي كان السودان يعتمد عليه كمصدر رئيسي للميزانية والدولارات المطلوبة لوارداته الغذائية.
وبالامس بدأ نائب رئيس جنوب السودان زيارة الى الخرطوم لاجراء محادثات ستكون الاعلى مستوى بين البلدين المتجاورين منذ أن هدد السودان بوقف تدفقات النفط عبر الحدود.