
دمشق – «وكالات»: واصلت قوات النظام هجومها العنيف وغير المسبوق على مدينة حمص «وسط»، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 47 قتيلا أغلبهم في حلب ودمشق وريفها. يأتي ذلك وسط معلومات للناشطين بأن الجيش السوري الحر عزز تقدمه في محافظة درعا بجنوب البلاد.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن الطيران الحربي التابع لجيش النظام قصف منطقة أحياء حمص القديمة والمحاصرة في ساعات الليل بالطيران الحربي والمدفعية، مشيرة إلى تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة وقعت في ذات المنطقة وعلى أطرافها ببن الجيشين الحر والنظامي.
وقال ناشطون إن قوات النظام تشن هجوما غير مسبوق على مدينة حمص, حيث تعرض عدد من أحياء المدينة لقصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي، وشمل القصف كذلك الريف الشمالي للمحافظة.
وأضافوا أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية على الأحياء المحاصرة حيث تجري اشتباكات على الأرض يحاول فيها الجيش النظامي اقتحام هذه الأحياء, وأن أجزاء من مسجد خالد بن الوليد التاريخي تعرضت للتدمير.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء في مدينة حمص القديمة تشهد تصعيدا «غير مسبوق», في محاولة من النظام السوري لاستعادة أحياء تسيطر عليها كتائب الثوار في المدينة, خاصة أحياء الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان.
من جهته قال مصدر رسمي سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام تشن هجوما لمحاولة السيطرة على أحياء محاصرة في المدينة, وأضاف أن «العمليات العسكرية تزداد وتيرتها بحسب الأولوية لتطهير أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة».
من جانبها دعت المعارضة السورية الدول الداعمة لها إلى فرض منطقة حظر جوي، وتوجيه ضربات عسكرية مدروسة ضد النظام، مؤكدة أن أي حديث عن مؤتمرات دولية لحل الأزمة أصبح عبثيا، وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان على الحاجة الماسة إلى قرارات سريعة وفعالة من خلال إجراءات عسكرية حاسمة.
واعتبر الائتلاف أن تدخل كل من روسيا وإيران في دعم النظام بات واضحا، وأكد الائتلاف أن الهجوم على مدينة حمص سينعكس سلبا على الجهود الدولية المتعلقة بمؤتمر جنيف 2، كما دعا المجموعات المقاتلة إلى الاستنفار بشكل كامل لدعم مدينة حمص.
وكان الجيشُ الحر حذر المجتمعَ الدولي من عدم التدخل لوقف الهجوم على حمص. وقال لؤي المقداد المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر إنه في حال عدم تدخل المجتمع الدولي لوقف الهجوم على حمص فإن الجيش الحر غير معني بمؤتمر جنيف 2 ولن يشارك فيه.
وتجددت المعارك في حمص بعدما شن جيش النظام هجوماً جوياً كبيراً، خاصة على أحياء حمص القديمة المحاصرة، وفي الدار الكبيرة تقول «سوريا مباشر» إن قوات النظام قصفت المنطقة بالهاون وبالدبابات المنتشرة في كتيبة المدرعات غربي المدينة.
بموازاة ذلك قال ناشطون إن الجيش الحر عزز تقدمه في درعا بعد سيطرته على مخفرين حدوديين مع الأردن بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
وقالت شبكة شام إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على المخفرين رقم 35 و36 على الحدود السورية الأردنية، ليرتفع بذلك عدد المخافر الحدودية مع الأردن التي أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر إلى 18 مخفرا.
وأضافت المصادر أن الجيش الحر سيطر كذلك على أربع كتائب عسكرية, في حين لم يبق لقوات النظام على طول الحدود مع الأردن سوى معبري نصيب ودرعا البلد, ومخفرين وكتيبة للهجانة.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 47 شخصا في مختلف أنحاء سوريا, معظمهم في حلب ودمشق وريفها، ومن بينهم 11 طفلا وست نساء.
وقال ناشطون إن 12 شخصا قتلوا في قصف صاروخي استهدف في مدينة حلب حي القرطاجي ذي الكثافة السكانية العالية والذي يضم أعدادا من النازحين من الأحياء الأخرى، مما أدى إلى دمار واسع في المنازل المجاورة وتدمير مسجد بشكل كامل.
وتحدثوا عن إصابات بالغة في صفوف الجرحى وإمكانية ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة لقلة المستشفيات الميدانية ونقص الأدوية والكوادر الطبية.
وفي دمشق تعرضت أحياء القابون وبرزة ومخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية إلى قصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام التي شنت حملة مداهمات في أحياء ركن الدين والصناعة.
وفي ريف دمشق استهدف القصف المدفعي مدن وبلدات بيت جن وداريا ومعضمية الشام والسيدة زينب وحرستا وسقبا, في حين دارت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر قرب زملكا وعربين.
كما شنت قوات النظام حملة مداهمات في حي الشيخ عنبر بحماة وسط انتشار أمني كثيف, واستخدمت المدفعية الثقيلة في قصف قرية التفاحة بريف حماة الشرقي, كما شنت حملة دهم للمنازل في مدينة حلفايا.
في هذه الأثناء قال مركز صدى الإعلامي إن ستة عناصر من الجيش الحر قتلوا أثناء تصديهم لرتل عسكري للجيش النظامي مؤلف من ثماني دبابات و13 سيارة محملة بالجنود، اتجه من مقر اللواء 93 في بلدة عين عيسى إلى الفرقة 17 على أطراف مدينة الرقة.