
عواصم – «وكالات»: كثفت قوات النظام السوري قصفها على مدينة حمص وأحيائها المحاصرة، وقد أعلن الثوار عن إسقاط طائرة في حلب واستهداف مقر أمني بالعاصمة دمشق، في حين وثق ناشطون مقتل 65 معظمهم في إدلب وحلب وريف دمشق ودرعا وحمص.
وشهدت حمص لليوم الثالث على التالي قصفاً مركزاً من طيران نظام الأسد، بينما شهدت الرقة اشتباكات عنيفة تخللها هجوم للجيش الحر على رتل عسكري للنظام أوقع فيها خسائر، كما قصف النظام مناطق في درعا بالمدفعية، حيث حقق الجيش الحر تقدماً هناك خلال الأيام الماضية. واستفاقت دمشق وريفها صباحاً على وقع اشتباكات ضارية وقصف عنيف، وقد أفاد شهود عيان أن اشتباكات بدأت مع ساعات الصباح الأولى على حاجز الكباس، الذي يعتبر أكبر حاجز في العاصمة دمشق وريفها، والذي يفصل الغوطة الشرقية عن العاصمة بين الجيش الحر وقوات النظام، كما تدور اشتباكات عنيفة في منطقة المرجة بالغوطة الشرقية التي تسمع فيها انفجارات قوية تهز المنطقة، كذلك تجري اشتباكات عنيفة جدا في منطقة السيدة زينب بين الجيش الحر ولواء أبوالفضل العباس العراقي. وسجل شهود عيان في خان الشيخ قصفاً عنيفاً بدأ مع ساعات الفجر الأولى تنفذه قوات النظام بمدفعية الهاون وراجمات الصواريخ، في وقت تتعرض فيه بلدة شبعا لقصف عنيف بمدفعية الدبابات.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط مطار الطبقة العسكري وسط قصف عنيف لقوات النظام على أطراف مدينة الطبقة بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي.
وأضافت الهيئة أن الجيش الحر تمكن من تدمير الرتل المتجه من اللواء 93 إلى الفرقة 17 بشكل كامل أسفر عن مقتل عدد من جنود النظام وفرار الآخر والاستيلاء على دبابة ومدفع مضاد للطيران.
وتستمر الحملة العسكرية على المنطقة المحاصرة بحمص فمنذ ساعات الصباح الأولى امس بدأت قوات النظام بقصف عدة أحياء ضمن المنطقة المحاصرة كحي الخالدية وحي جورة الشياح والحميدية إلى محاولات اقتحام لم تأتِ بنتيجة حتى الساعة.
وقال ناشطون إن الجيش النظامي كثف قصفه لمدينة حمص وطالت النيران مبنى البلدية الذي اشتعلت فيه النيران، وأضافوا أنه أحرق دائرة السجل العقاري في حمص.
وأشارت شبكة شام الإخبارية إلى أن النظام يقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الأحياء المحاصرة وسط اشتباكات وصفت بالعنيفة في محيط أحياء المدينة على عدة محاور.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الحصيلة النهائية لضحايا القصف بلغت 65 قتيلا معظمهم في إدلب وحلب وريف دمشق ودرعا وحمص، منهم ستة أفراد من الجيش السوري الحر خلال الاشتباكات مع قوات النظام.
ومن بين القتلى أيضا ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في معرة حرمة بريف إدلب، وأم وطفلها، وآخرون أعدموا ميدانيا في الغوطة بحمص.
وفي قرية نبُّل بريف حلب الشمالي، قال الثوار إنهم أسقطوا مروحية للنظام، كما دارت اشتباكات في محيط جبل معارة الأرتيق وبلدة كفر حمرة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الطيران الحربي كثف قصفه بالرشاشات الثقيلة لمدينة الباب بريف حلب، وأضافت أن انفجارين ضخمين هزا ريف حلب الشمالي يعتقد أنهما ناجمان عن سقوط صاروخي أرض أرض.
من جانبها أكدت شبكة أخبار حلب وإدلب وقوع اشتباكات وصفتها بالعنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في المنطقة الواقعة بين الراموسة وخان طومان بريف حلب الجنوبي.
وفي العاصمة دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف مقر إدارة الشرطة العسكرية، وسط قصف قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون لأحياء القابون ومخيم اليرموك، واشتباكات بين الجانبين في بساتين حي برزة وحي مخيم اليرموك.
وفي ريف العاصمة، قالت شبكة شام الإخبارية إن الجيش النظامي قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات خان الشيخ والنبك وداريا ومعضمية الشام، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وتحدث الشبكة عن اشتباكات «عنيفة» بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس في مدينة السيدة زينب وفي عدة جبهات بمنطقة المرج بالغوطة الشرقية.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام قامت بحملة دهم واعتقال بالقرب من فرن نجيبة بكفر سوسة، حيث قامت بتكسير أبواب بعض المنازل من جهة جامع العمري، وسجلت الهيئة 14 حالة اعتقال حتى الآن في حي نهر عيشة بدمشق.
وفي حماة شنت قوات النظام أيضا حملة دهم واعتقالات في حي طريق حلب بالمدينة.
وشهدت عدة مناطق في سوريا اشتباكات بين الجيش الحر والنظامي الذي واصل قصفه الصاروخي لمناطق في اللاذقية والرقة ودير الزور ودرعا.
وفي ريف الرقة، أعلن الجيش الحر عن تدمير دبابتين وعربتين، وقال إنه واصل هجومه على حاجز عسكري بريف الحسكة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية غداة دعوة المملكة العربية السعودية للاتحاد الاوروبي بتسليح مقاتلي المعارضة السورية دون تأخير على غرار ما فعلت الولايات المتحدة.
والغى الاتحاد الاوروبي القيود على تسليح المعارضة في مايو حين رفض تجديد حظر للسلاح قبل موعد انتهائه في الاول من يونيو. لكن بريطانيا وفرنسا اللتين قادتا الدعوة لانهاء الحظر قالتا انهما لن ترسلا سلاحا قبل الاول من اغسطس.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قوله لاجتماع وزاري للاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي عقد في البحرين امس الاول قوله ان المعارضة السورية لا تقاتل نظاما غير شرعي فحسب بل تقاتل أيضا محتلا أجنبيا.
وكان يشير بذلك الى قوات حزب الله اللبناني الذي تدعمه ايران والتي انضمت مؤخرا الى قوات الاسد خاصة في هجوم لاستعادة السيطرة على بلدة القصير الحدودية السورية القريبة من لبنان.
وقال الامير سعود ان المملكة العربية السعودية تشير الى قرار الاتحاد الاوروبي برفع الحظر على تسليح المعارضة السورية وتدعو الى تطبيق هذا القرار على ضوء الوقائع الخطيرة الجارية على الارض في سوريا.
من جانبها اعلنت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية انها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في سوريا والحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيدا لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني.
و قال بيان صادر عن الامانة العامة لمجلس التعاون انه في ظل اصرار النظام السوري على عمليات التطهير الاثني والطائفي، كما حدث مؤخرا في ريف حمص، واستخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، فإن استمرار الحصار الخانق على حمص هو عمل ضد الانسانية ينذر بإرتكاب النظام السوري مجزرة مروعة بحق أهالي حمص و ريفها.
ودعت دول مجلس التعاون مجلس الأمن إلى الإنعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية ضد أهالي المدينة وريفها وذلك انطلاقا من مسؤولية مجلس الأمن الدولي في حفظ الأمن و السلم الدوليين. كما تدعو دول المجلس الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤلياته في هذا الشأن بموجب ميثاق الأمم المتحدة.