
الخرطوم – «وكالات»: أصيب علي عبد الرحمن كوشيب القائد في ما تعرف بمليشيا الجنجويد -التي توصف بأنها موالية للحكومة السودانية- والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في معارك في إقليم دارفور، وفق ما نقلته وسائل إعلام سودانية.
وقالت الإذاعة السودانية الحكومية في رسالة قصيرة بثتها عبر الهواتف المحمولة نقلا عن مسؤول في الشرطة إن مسلحين أطلقوا النار على كوشيب فقتل حارسه وسائقه في تبادل لإطلاق النار في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وبدورها نقلت قناة الشروق الفضائية السودانية أن كوشيب نقل للعلاج في المستشفى، وقد حدث إطلاق النار بسبب خلافات بين أفراد الأمن، وقال شهود عيان إن رجالا مسلحين بعضهم يرتدون زي قوت الأمن بدؤوا إطلاق النار على بعضهم بعضا ثم نهبوا السوق في وسط المدينة.
واندلعت المعارك في نيالا الأربعاء، وقد عزتها السلطات إلى خلافات بين أفراد في القوات الأمنية.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية كوشيب بارتكاب جرائم حرب في دارفور عام 2007، وقال المدعون إنه كان يقود الآلاف من رجال المليشيات وقاد بنفسه هجمات على البلدات والقرى.
وفي الشهر الماضي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن كوشيب -وهو الآن عضو في وحدة أمنية- شارك في غارة على قبيلة منافسة في جنوب دارفور في أبريل الماضي.
كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر بالقبض على الرئيس عمر حسن البشير إضافة لوزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ووالي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون، متهمة إياهم بالتخطيط لجرائم حرب، وترفض حكومة الخرطوم التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية واصفة إياها بأنها مؤامرة غربية.
ورفع متمردون في دارفور السلاح ضد القوات الحكومية في 2003 متهمين الحكومة بتهميش مناطقهم، وانحسر القتال في دارفور في السنوات الأخيرة لكن القتال احتدم مجددا بين الجيش والمتمردين والقبائل المتنافسة مما أدى إلى تشريد نحو 300 ألف شخص منذ يناير الماضي.
سياسيا انتقد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان امس حملة التوقيعات التي دشنتها المعارضة لاسقاط نظام الحكم مؤكدة ان عملية اسقاط الحكومة لن تتم الا عبر الانتخابات.
ودعا المتحدث باسم الحزب ياسر يوسف في تصريح صحفي حزب الأمة المعارض وبقية القوى السياسية الى الالتزام بالعملية السلمية والمسار الديمقراطي الذي اعتبره السبيل الوحيد الذي يوصل لتحقيق الأهداف العليا للبلاد.
وقال أن ما هو قائم اليوم من وضع سياسي هو نتاج عملية انتخابية شهد لها العالم وكانت مراقبة داخليا وخارجيا أنتجت هذه الحكومة القائمة اليوم.
وكان حزب الأمة المعارض بزعامه الصادق المهدي دشن يوم امس الاول حملة لجمع توقيعات تطالب باسقاط نظام حكم الرئيس عمر البشير وسماها «مذكرة التحرير».
ودعا المهدي نهاية الشهر الماضي أمام الآلاف من أنصاره وجماهير حزبه الرئيس عمر البشير للرحيل وتكوين حكومة انتقالية وأعلن ان حزبه سيعمل على اسقاط حكمه عبر الطرق السلمية.
واعلن المهدي ان توقيع المذكرة يعد مرحلة أولى تليه مراحل أخرى على رأسها التعبئة والتصعيد وصولا للاعتصامات بالميادين والساحات العامة.
وشدد على أن الاعتصامات ستكون متزامنة داخل البلاد وخارجها أمام السفارات داعيا الشعب السوداني بالالتفاف حول المذكرة وتوقيعها باعتبارها تحمل المعاني المطلوبة لاقامة نظام جديد يرى كل سوداني نفسه فيه.