
عواصم – «وكالات»: يقول مسؤول سوري إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على حي الخالدية في مدينة حمص الذي كان المسلحون يسيطرون عليه.
وأضاف المسؤول - وهو من مدينة حمص ذاتها - امس إن القوات الحكومية مازالت «تطهر» الجيوب التي كان المسلحون يهيمنون عليها.
لكن أحد الناشطين الموجودين في الخالدية يقول إن المسلحين لايزالون يسيطرون على الخالدية، لكنهم يتعرضون لقصف نيران عنيف.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، عن مسؤول قوله إن القوات الحكومية «عثرت في مدينة حمص على نفق يبلغ طوله نحو 500 متر، ويصل ارتفاعه إلى 170 سنتيمترا، يمتد من حي باب هود باتجاه حي جورة الشياح كان الإرهابيون يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة».
وأضافت الوكالة أن وحدات من الجيش «أحكمت سيطرتها على عدد من الأبنية في حي باب هود بعد أن قضت على آخر تجمعات الإرهابيين الذين كانوا يتحصنون بداخلها».
وكانت القوات السورية قد استعادت أوائل هذا الأسبوع سيطرتها على عدد من المباني في الخالدية، لكن المسلحين قالوا إن قوات الحكومة لم تتقدم أكثر.
وقد زادت حدة الاشتباكات على مدى عشرة أيام لاستعادة السيطرة على جيوب المسلحين في مدينة حمص الاستراتيجية.
وتعد المعارك الدائرة حاليا جزءا من هجوم واسع النطاق تنفذه القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على الأجزاء التي تمكن المسلحون من الهيمنة عليها خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ أكثر من عامين.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلثي أحياء مدينة حمص دمرت كلياً مع تصاعد القصف الذي وُصف بالأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة.
وكثفت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله، مدنة من قصفها لعدة أحياء في العاصمة دمشق وريفها.
وأفادت الشبكة بأن قصفا مكثفا استهدف جامع الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بمدينة حمص، مما أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منه.
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو تسمع فيه على مدى ثلاث دقائق تقريبا أصوات انفجارات وأسلحة رشاشة، بينما ترتفع سحب الدخان الكثيف الرمادي أو الأبيض بعد كل انفجار من مناطق مختلفة في حمص. ويظهر في الشريط دمار هائل في الأبنية والمنازل الخالية من أي سكن.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «60 إلى 70 في المئة من حي الخالدية مدمر إما بشكل كامل وإما بشكل جزئي وإما غير صالح للسكن».
وأضاف عبد الرحمن أن «تدمير حمص المحاصرة يجري بشكل ممنهج»، مرجحا أن هدف ذلك دفع السكان والثوار إلى الهرب.
من جانبه تحدث ناشط أطلق على نفسه اسم أبو خالد لوكالة الصحافة الفرنسية عن أهمية مدينة حمص وقال «إنها تعد رمز الثورة، والسيطرة عليها بالنسبة للنظام سيكون نصرا كبيرا»، مشيرا إلى أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لخطوط الإمداد وتواصل شمال البلاد بجنوبها.
وكان الأسبوع الأخير هو الأكثر عنفا في حمص التي تعاني من الحصار منذ أشهر، والتي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما بين 2500 وأربعة آلاف مدني محاصرون داخلها.
وشهدت مناطق قرب العاصمة السورية دمشق اشتباكات بين عناصر الجيش الحر، وقال ناشطون إن حي برزة في دمشق شهد اشتباكات عنيفة، في محاولة من القوات النظامية لاقتحامه.
وشنت طائرات النظام غارات جوية مكثفة صباح الامس على حي جوبر بدمشق، مما أسفر عن قتلى وجرحى ومبان سكنية مدمرة.
من جانب آخر ألقت قوات النظام قنابل سامة على بلدة ببيلا، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بحالات اختناق، كما عاود النظام قصفه بلدات ومدن معضمية الشام وقارة وداريا وزملكا بريف دمشق.
وفي مدينة حلب، تحدث المرصد السوري عن انفجار استهدف مدرسة الغفارية حي السبع بحرات بحلب القديمة، «وأنباء عن استهداف مقاتلي الكتائب تجمعا للقوات النظامية داخل المدرسة»، مما تسبب في إصابات لم يعرف عددها.
من جهة ثانية، وقعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين من جهة والقوات النظامية ومسلحين من الطائفة الشيعية من جهة أخرى في الجهة الشرقية من بلدة الزهراء، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين وإصابة 25 آخرين بجروح.
وفي ريف إدلب ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي يقصف بالبراميل المتفجرة بلدة كنصفرة في جبل الزاوية، وسط قصف مدفعي يستهدف البلدة.
وعلى صعيد منفصل قال الزعيم الجديد للائتلاف الوطني للمعارضة السورية احمد الجربا امس الاول انه يتوقع ان تصل الاسلحة المتطورة التي وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريبا وان تغير موقفها العسكري الذي وصفه بانه ضعيف.
وقال الجربا الذي تربطه بالسعودية علاقات وثيقة لرويترز في اول مقابلة منذ انتخابه رئيسا للائتلاف يوم السبت ان المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا.
واضاف الجربا بعد العودة من محافظة ادلب بشمال سوريا حيث التقى مع قادة الوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية» جنيف في ظل هذه الاوضاع غير ممكنة اذا كان هناك ذهاب الى جنيف يجب ان تكون الارض قوية غير الوضع الآن» يجب نكون ذاهبون الى جنيف ونحن أقوياء».
وسئل عما اذا كانت الصواريخ التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تحد من التفوق الكبير في المدرعات ستصل لمقاتلي المعارضة بعد اتخاذ السعودية دورا بارزا في دعم المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة «نحن ندفع بهذا الإتجاه. اعتقد ان الامور الآن احسن من السابق وانا باعتقادي هذا السلاح المفروض سياتي لسوريا قريبا».
وقال الجربا «أولويتي كرئيس للائتلاف هو دعم السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش الحر.»
وعرض الجربا على قوات الرئيس بشار الاسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة حيث يواجه مقاتلو المعارضة هجوما بريا وجويا شرسا من قبل قوات الجيش التي يدعمها حزب الله وميليشيات موالية للاسد.
ولم تظهر بوادر بموافقة الحكومة على مثل هذه الهدنة.
وادلى الجربا بهذه التصريحات في اسطنبول حيث انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماع عقد في مطلع الاسبوع.
وقال الجربا إن هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص وإن الأسد الذي كانت آلته العسكرية على وشك الهزيمة تلقى دعما من إيران ووكيلها حزب الله اللبناني. وأسفر اجتماع الائتلاف مطلع الأسبوع عن تغيير قيادته وانتقال للسلطة لصالح الجناح المدعوم من السعودية والذي هزم في سلسلة من الانتخابات فصيلا برئاسة مصطفى الصباغ وهو رجل أعمال موال لقطر.
وفاز الجربا برئاسة الائتلاف بفارق ضئيل في جولة إعادة مع الصباغ لكن فصيل الصباغ مني بالهزيمة في وقت متأخر يوم الأحد في انتخاب مكتب سياسي جديد للائتلاف.
وولد الجربا «44 عاما» في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا حيث يعيش عرب وأكراد وينتمي إلى قبيلة شمر العربية الكبيرة التي تمتد إلى السعودية والعراق. وكان الجربا سجينا سياسيا لمدة عامين في التسعينيات.
واعتقل الجربا ايضا أثناء الانتفاضة التي اندلعت في مارس 2011. وفر الجربا إلى السعودية التي تقود دعم المعارضة السورية وتدعمه في مواجهة الصباغ.
وخلال فترة إقامته في السعودية انضم الجربا إلى الائتلاف الوطني السوري وقام بأعمال إغاثة للاجئين وقدم فيما بعد مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة.
والجربا مقرب من ميشيل كيلو وهو ناشط معارض مسيحي تصدر جهود المعارضة التي يقودها السنة لحشد الدعم لجماعات أقلية تخشى سيطرة الاسلاميين.
وقال الجربا إنه لن يهدأ حتى يحصل على الأسلحة المتقدمة المطلوبة للرد على قوات الأسد وحلفائه. وأضاف أنه يمنح نفسه شهرا لتحقيق ما ينوي فعله.
وبعد اجتماعه بوفد من حمص تبرع الجربا بمبلغ 250 ألف دولار من ماله الخاص لدعم جهود الاغاثة الانسانية في المدينة. وقال نشطاء التقوا بالجربا إن الاحياء السنية المعارضة المتبقية في حمص قد تسقط في غضون أيام.
وقتل أكثر من 90 ألف شخص منذ مارس 2011 وبذلك تكون الانتفاضة السورية صاحبة العدد الاكبر من القتلى ضمن انتفاضات الربيع العربي.