
القاهرة - «وكالات»: أمرت النيابة العامة في مصر امس الاول بالقبض على زعماء جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التحريض على أحداث العنف التي وقعت فجر يوم الإثنين وقتل فيها 55 شخصا بالرصاص.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في مصر إن الاعلان عن توجيه اتهامات للمرشد العام للجماعة محمد بديع وعدد من قادتها انما هو محاولة لفض اعتصام مؤيدي مرسي الذي عزله الجيش الأسبوع الماضي.
ويتهم زعماء الجماعة بالتحريض على العنف الذي بدأ قبل الفجر واختلفت بشأنه الروايات فتقول الجماعة ان أتباعها المسالمين تعرضوا لاطلاق النار وهم يصلون ويقول الجيش إن «ارهابيين» هاجموا القوات مما دفعها الى اطلاق النار.
واثارت أعمال العنف التي وقعت هذا الأسبوع انزعاجا بين المانحين الرئيسيين للمساعدات مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالاضافة الى انزعاج اسرائيل التي وقعت مع مصر معاهدة سلام تحت رعاية الولايات المتحدة عام 1979.
وقال الحداد عبر الهاتف من مقر الاعتصام امام جامع رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة إن الاتهامات «ليست سوى محاولة من الدولة البوليسية لفض اعتصام رابعة» مضيفا أن بعض القادة المطلوب القبض عليهم موجودون الآن في مكان الاعتصام. وقال «ماذا نفعل في دولة بوليسية عندما تكون قوات الشرطة مجرمة والقضاء خائن والمحققون يزيفون الحقائق؟ ماذا نفعل؟»
وإلى جانب بديع أمرت النيابة العامة أيضا بضبط واحضار نائبه محمود عزت والزعيمين البارزين عصام العريان ومحمد البلتاجي.
وأمرت النيابة كذلك بتمديد حبس 206 نشطاء من الجماعة قبض عليهم بعد أحداث يوم الإثنين لمدة 15 يوما أخرى في اتهامات بتورطهم في عمليات القتل. وأطلقت سراح 464 شخصا آخرين مقابل كفالات تبلغ حوالي 300 دولار لكل منهم. وكان المصريون يأملون أن يهديء بدء شهر رمضان من المشاعر المحتدمة لكن مشاعر الضغينة خيمت على شهر الصوم.
وتحمل ألوف من انصار الجماعة حر الصيف الشديد وواصلوا احتجاجهم رغم بدء الصيام وتكدسوا داخل خيام لتقيهم الشمس الحارقة. وكان بعضهم يتجولون في المكان في حين بدأ آخرون مسيرات صغيرة. وعلقت قائمة في مكان الاعتصام تحمل اسماء أكثر من 650 شخصا اعتقلوا بعد ما يصفونه «بمذبحة» يوم الإثنين. وتراجعت أعمال العنف الدامية منذ أحداث الاثنين وهي الاسوأ منذ أحداث بورسعيد في عام 2012 حين قتل اكثر من 70 شخصا في احداث عنف عقب مباراة لكرة القدم. غير انه توجد مخاوف من ان يؤدي العنف السياسي الى انهيار الامن وخاصة في منطقة سيناء التي تقع على الحدود مع اسرائيل.
وقتل شخصان واصيب ستة مساء الثلاثاء عندما هاجم متشددون اسلاميون نقطة تفتيش في سيناء التي تعاني من الانفلات الامني. وعثرت القوات الاسرائيلية يوم الثلاثاء على بقايا صاروخ يعتقد انه أطلق عبر الحدود مع مصر.