
عواصم – «وكالات»: التقى موظف المخابرات الأمريكية السابق، إدوارد سنودن، ناشطين في حقوق الإنسان ومحامين بمطار في العاصمة الروسية موسكو امس الاول.
وقال سنودن للحقوقيين إنه كان يريد الحصول على اللجوء السياسي في روسيا، وقد سحب طلبه عندما أعلنت موسكو أنه بإمكانه البقاء إذا توقف عن تسريب المعلومات السرية الأمريكية.
وجدد الكريملن شرطه لسنودن الجمعة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: « بإمكان سنودن أن يبقى في روسيا إذا توقف تماما نشاطاته التي تضر شركائنا الأمريكيين والعلاقات الروسية الأمريكية، وإذا طلب اللجوء بنفسه».
وتتابع الولايات المتحدة سنودن بتهم تسريب معلومات سرية عن برامج مراقبة أمريكية.
وقد طلب اللجوء السياسي في 21 دولة، رفضت أغلبها طلبه.
ولكن بوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا أعلنت عن إمكانية قبول طلبه.
ويعتقد أنه يود الحصول على اللجوء السياسي في روسيا، لأنه لا يستطيع مغادرة البلاد.
وقالت تاتيانا لوكشينا، من منظمة هيومن راتيس ووتش، عن سنودن :»إنه يريد البقاء هنا حتى يمكن من السفر إلى أمريكا اللاتينية».
ولا يمكن لسنودن أن يغادر المطار ما لم تكن لديه وثائق لجوء سياسي، أو جواز سفر مقبول أو تأشيرة روسية، وهو لا يملك أيا من هذه الوثائق.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن لوكشينا قولها «إن الموظف الأميركي طلب لجوءا مؤقتا في روسيا لأنه لا يستطيع حاليا السفر إلى أميركا اللاتينية»، حيث عرضت عليه بعض دولها منحه اللجوء السياسي. وأضافت لوكشينا أن سنودن يريد أن تتوجه منظمات حقوقية بطلب إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالامتناع عن التدخّل في عملية حصوله على اللجوء السياسي.
ومن جهته قال للصحافيين المحامي الروسي غنري رزنيك -الذي حضر اللقاء- إن سنودن «وعد بالكف عن إلحاق الضرر بالولايات المتحدة».
وكان سنودن وجّه رسالة إلى نشطاء حقوقيين روس دعاهم فيها إلى عقد لقاء معه في مطار شيريميتييفو لبحث حملة الملاحقة التي تشنها السلطات الأميركية ضده، وقال فيها إنه يواجه «حملة اضطهاد غير شرعية» من جانب واشنطن تستهدف منعه من الحصول على حق اللجوء في دول أخرى.
وقال سنودن: « يمثل هذا التصعيد الخطير تهديدا على كرامة أمريكا اللاتينية وعلى أمني شخصيا، وعلى الحق الأساسي الذي ينبغي أن يتمتع به أي شخص، وهو أن يعيش في منأى عن القمع».
وأشار إلى أن العديد من الدول التي وصفها بـ»الشجاعة» عرضت عليه الدعم واللجوء، إلا أن الولايات المتحدة تسعى إلى منعه من الاستفادة من هذه العروض.
وتحاول واشنطن اعتقال سنودن لمحاكمته في أراضيها بتهمة تسريب معلومات استخباراتية سريّة والتجسّس، حيث سرب معلومات بشأن برنامج أميركي لمراقبة وسائل الاتصالات.
وفي محاولة لتجنب الاعتقال غادر سنودن الشهر الماضي هونغ كونغ متوجها إلى أميركا اللاتينية مرورا بموسكو إلا أن واشنطن ألغت جميع جوازاته، ما أرغمه على البقاء في منطقة الترانزيت بمطار شيريميتييفو في انتظار رد من أية دولة من الدول العشرين التي تقدم إليها بطلب اللجوء. ولا يزال الموظف الأمريكي السابق عالقا في المطار منذ وصوله إلى العاصمة الروسية موسكو قادما من هونغ كونغ يوم 23 يونيو الماضي.
وظهرت أولى صور سنودن الجمعة وهو يلتقي منظمات حقوقية ومحامين.