
القاهرة – «وكالات»: توافد مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي امس الاول إلى ميادين القاهرة وعدد من المحافظات استجابة لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» فيما أطلق عليه «جمعة الزحف»، وفي الوقت الذي دعا فيه حزب النور إلى المصالحة الوطنية، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء حملة الاعتقالات.
ودعا التحالف -الذي يتكون من نحو ثلاثين حركة وحزبا سياسيا- إلى تنظيم المسيرات تنديدا بما أسماه «الانقلاب على الشرعية»، في إشارة إلى الخطوة التي قام بها الجيش بعزل الرئيس مرسي.
وقال التحالف في بيان له إن «معركة استعادة الثورة السلمية لن تتوقف أبدا، وإن سياسة الاستبداد والدكتاتورية وقمع الحريات وإغلاق الفضائيات وتكميم الأفواه والانقضاض على مسيرة التحول الديمقراطي، لن تثنينا أبدا عن تقديم أرواحنا رخيصة من أجل استرداد الكرامة».
وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف إن الجماعة تشارك «التحالف الوطني لدعم الشرعية في الدعوة إلى مليونيات في عدد من محافظات مصر بعد صلاة التراويح الجمعة تحت شعار جمعة الزحف».
ودعا حزب البناء والتنمية -المنبثق عن الجماعة الإسلامية- المصريين إلى المشاركة في مظاهرات «جمعة الزحف» بالقاهرة لرفض «الانقلاب» والمطالبة بعودة مرسي رئيسا للبلاد.
واجتمعت مسيرات محافظة القاهرة في ميادين رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بالجيزة وفي ميدان المنيب جنوبي الجيزة، وشبرا الخيمة قبل ان تتوجه إلى قصر الاتحادية ومقر نادي الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع.
وباشر المنظمون في ميدان رابعة العدوية استعداداتهم للمظاهرات، وقاموا بتغيير اللافتة الرئيسية للمنصة بأخرى جديدة تتضمن ألوان العلم المصري الأحمر والأبيض والأسود ومكتوب عليها «الديمقراطية ضد الانقلاب»، كما تم زيادة أعداد مكبرات الصوت، وإقامة أبراج بوسط الميدان وأطراف شارع النصر وتثبيت كاميرات فوقها لتصوير ونقل فعاليات «مليونية الزحف».
وأكد ائتلاف «مراقبون لحماية الثورة» أن حماية المتظاهرين السلميين والمظاهرات السلمية في كل ميادين مصر والتي تمت الجمعة مسؤولية الجيش، وطالب الائتلاف في بيان صدر الخميس الجميع بضبط النفس، ودعا وسائل الإعلام المختلفة لالتزام الحيادية والمهنية في تغطية المظاهرات.
وعشية مظاهرات الجمعة تزايدت أعداد المشاركين في اعتصام رابعة العدوية في اليوم الثالث عشر للاعتصام، حيث استقبل الميدان حشودا كبيرة قادمة من المحافظات. كما تزايدت أعداد المشاركين في اعتصام ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة.
ويطالب المعتصمون بعودة مرسي للرئاسة مرددين هتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل عشرات منهم في مجزرة الحرس الجمهوري. وأعربوا عن رفضهم خريطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، كما أكدوا رفضهم الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور.
في المقابل دعت جبهة الإنقاذ الوطني الشعب المصري وشباب الأحزاب المنتمين لها، والحركات الشبابية الثورية المستقلة، إلى الاحتشاد أمام قصر الاتحادية امس الاول لأداء صلاة الجمعة والبقاء هناك حتى تنظيم إفطار جماعي للمحتشدين.
وقالت الجبهة في بيان أصدرته في وقت متأخر الليلة الماضية إن الهدف من ذلك هو دعم مكتسبات 30 يونيو، والتأكيد على الرغبة في استعادة أهداف ثورة 25 يناير «عيش، حرية، عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية».
يذكر أن حملة تمرد قد دعت أيضا إلى إفطار جماعي في ميدان التحرير، تحت عنوان «لم الشمل».
من ناحية أخرى قال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عصام شيحة إن على جميع القوى السياسية في مصر الاتجاه مباشرة إلى المواد المختلف عليها في دستور 2012 وإعادة صياغتها، بدلا من انتقاد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت.
أما حزب النور فقال إنه يتواصل مع كل الاتجاهات الموجودة على الساحة السياسية بلا استثناء من أجل إنجاح المبادرة التي أطلقها الحزب تحت عنوان «حكماء من أجل المصالحة الوطنية»، والتي يتولى رعايتها الأزهر.
وأضاف بسام الزرقا -نائب رئيس الحزب- أن قامات كبرى ورموزا وطنية استجابت لمبادرة الحزب وانضمت للجنة الحكماء، حسب تعبيره، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يعقد أول اجتماع للجنة خلال أيام.
وفي السياق أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء حملة الاعتقالات التي تستهدف جماعات سياسية بعينها في مصر من بينها جماعة الإخوان المسلمين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن هذه الاعتقالات لا تخدم مسار المصالحة الوطنية وتعقّد الأزمة الراهنة.
على صعيد متصل حثت وزارة الخارجية الألمانية امس الاول جميع القوى السياسية في مصر على تفادي العنف أو التهديد بالعنف ودعت السلطات المصرية للسماح لمنظمة دولية بلقاء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وقال متحدث باسم الوزارة «كل أشكال الاضطهاد السياسي ستكون مضرة للغاية بمستقبل مصر، ندعو لإنهاء القيود المفروضة على السيد مرسي ونحث أيضا كل القوى السياسية خاصة زعماء باسم الإخوان المسلمين على تفادي كل أشكال العنف أو التهديد بالعنف».