
القاهرة – «وكالات»: احتشد الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية في القاهرة امس الاول للمطالبة بعودته إلى منصبه بعد رفضهم دعوات من الجيش لفض اعتصامهم.
وجرت المظاهرة تحت شعار «مليونية الزحف» وهي تلوح بالأعلام رافضة لما يعتبره المتظاهرون انقلابا عسكريا، كما تنتظم المظاهرات في عدة محافظات أخرى للمطالبة بعودة مرسي بعد عشرة أيام من إطاحة الجيش به.
وقد دعا تحالف دعم الشرعية إلى مظاهرات في أنحاء مصر اليوم الاثنين للمطالبة بعودة مرسي لمنصبه. وقال نائب الأمين العام لحزب الحرية والعدالة عصام العريان إن اليوم الاثنين سيشهد حشدا كبيرا في كل ميادين مصر للتنديد بما وصفه بـ«انقلاب الجيش».
وأضاف على صفحته على فيسبوك أن «مصر تقرر عبر صناديق الاقتراع وعبر الاحتجاجات والاعتصامات السلمية، وليس في مقدور أي أحد أو مجموعة نخبوية أو مؤسسة عسكرية فرض رأيه على الشعب».
وقد رفض مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المعتصمون بميدان رابعة العدوية دعوات من الجيش على شكل منشورات القيت من الجو لفض الاعتصام.
وشوهدت مروحية للجيش المصري وهي تلقي منشورات فوق المعتصمين في رابعة العدوية، جاء فيها أن شباب التيارات الدينية بمختلف توجهاتهم ليسوا محلا للتشكيك في وطنيتهم، وتعهد الجيش في منشوراته بألا يلاحق أي معتصم يفك اعتصامه ويعود إلى بيته، مضيفا أن من سيبقى في الاعتصام فهو آمن.
كما دعا بيان القوات المسلحة المعتصمين إلى المحافظة على السلمية وعدم الاقتراب من المنشآت العامة والعسكرية.
وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي إن المعتصمين يطالبون بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى منصبه وبعودة الدستور المعطل ومجلس الشورى الذي حله الجيش، وتنحية وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسي.
واستعرضت الجماعة قدرتها على التنظيم والمثابرة بمواصلة اعتصامها الذي دخل أسبوعه الثالث وتفد إليه حافلات محملة بأنصار مرسي من شتى المحافظات لتنظيم احتجاجات ضخمة رغم حرارة الصيف وصيام شهر رمضان.
وفي إحد مواقع الاحتجاج وقف مئات المتظاهرين خلف الأسلاك الشائكة وصاحوا في وجه الجنود الواقفين على بعد عشرات الأمتار منهم.
وقال أحمد عادل وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما في وسط القاهرة «أنا هنا لأقول لا للانقلاب العسكري ونعم لمرسي الذي أعتبره الرئيس الشرعي».
في المقابل، تجمع مئات من مناهضي مرسي في ميدان التحرير، وتكرر المشهد أمام قصر الاتحادية الرئاسي.
ويوم الجمعة شارك حشد كبير من مؤيدي الرئيس المعزول في مظاهرة بميدان رمسيس القريب من ميدان التحرير.
وسار المتظاهرون في شارع رمسيس المتفرع من الميدان وأوقف الآلاف منهم المرور على كوبري ستة أكتوبر الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، وطالب المتظاهرون بعودة مرسي إلى منصبه، وإنهاء ما وصفوه بالانقلاب العسكري على الشرعية في مصر.
وقد انطلقت مسيرة من ميدان النهضة في مصر باتجاه الجيزة شارك فيها آلاف المتظاهرين.
وفي أسيوط انطلقت مسيرة حاشدة بعد صلاة التراويح في إطار جمعة الزحف، وطلبت المظاهرات المؤيدة لمرسي من وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي التراجع عن ما وصفوه بالانقلاب العسكري، وأن تعود الشرعية إلى ما كانت عليه.
وخرجت مسيرات أخرى مؤيدة لمرسي في كل من الفيوم والعباسية والمنيا ومحافظة دمياط وشمال سيناء، تطالب كلها بعودة مرسي للحكم.
وأقر القيادي في حزب الكرامة والتيار الشعبي محمد منيب بأن محمد مرسي رئيس منتخب من الشعب، لكنه قال في مقابلة مع الجزيرة إن مرسي فشل خلال عام في إدارة البلاد، وإنه كاد أن يؤدي بالبلاد إلى الكارثة.
أما نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان فقد وصف قيام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي بأنه اغتصاب لإرادة الشعب.
وتحدث سلطان في مقابلة سابقة مع الجزيرة عن خطة للجيش أعدت سلفا للإطاحة بمرسي كشف عنها من قال إنهم منسحبون من حركة تمرد.