
عواصم – «وكالات»: أغار الطيران الحربي السوري امس الاول على أحياء دمشق الجنوبية بينما تواصل القوات النظامية هجومها على حي القابون المحاصر وسط اشتباكات عنيفة مع المدافعين عنه، في حين تحدث النظام عن اكتشاف «مصنع كيمياوي» للمعارضة بدمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة جرت صباح الاثنين بين القوات النظامية وألوية الجيش الحر الموجودة فيه.
وأضاف أن مئات العائلات لا تزال محاصرة في الحي الذي تعرض يوم الاحد لقصف بصواريخ أرض أرض ومدافع الهاون، مما تسبب في مقتل عشرين شخصا وإصابة عشرات، وفقا للجان التنسيق.
وقالت شبكة شام من جهتها إن القوات النظامية حشدت عددا كبيرا من الآليات والجنود، وهي تحاول اقتحام الحي الذي يربط الغوطة الشرقية -وهي معقل للجيش الحر- بقلب دمشق.
وكان الهجوم الواسع على القابون بدأ قبل أيام، وجاء في سياق عمليات واسعة للنظام لاستعادة مناطق إستراتيجية في حمص ودمشق وحلب على وجه الخصوص.
وبالتوازي مع الهجوم الجاري على القابون قصفت القوات النظامية السورية صباح الاثنين أحياء دمشق الجنوبية بما فيها مخيم اليرموك.
وتعرضت هذه الأحياء صباح الاثنين أيضا لغارات جوية شملت كذلك بلدات في ريف دمشق مثل السبينة، وفقا للجان التنسيق المحلية.
وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة جرت فجر الاثنين عند معمل تاميكو وحاجز النور في المليحة، مشيرا إلى أنباء عن عن خسائر في صفوف الطرفين..
وخارج دمشق، تجدد القصف الاثنين على حيي الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى محاصرة في المدينة، بينما أوقعت غارة جوية على الرستن التابعة لحمص أيضا قتيلا وجرحى، حسب لجان التنسيق.
وأعلن المرصد السوري من جهته عن ارتفاع ضحايا القصف الصاروخي على بلدتي البارة وإبلين بجبل الزاوية في إدلب أمس قبيل الإفطار إلى 29 شخصا بينهم ثماني سيدات وستة أطفال.
وقالت شبكة شام إن أربعة مدنيين آخرين قتلوا امس الاول حين استهدفت القوات النظامية حافلة ركاب بقذيفة في معرة النعمان بينما كانت في طريقها إلى إدلب المدينة.
ميدانيا أيضا، تعرضت مدينة البوكمال بدير الزور لغارة جوية، بينما سجلت اشتباكات في حيّي الرصافة وجبيلة بين الجيشين النظامي والحر، حسب شبكة شام.
من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن القوات النظامية عثرت على مصنع لتصنيع وتخزين المواد الكيمياوية في حي جوبر شرقي دمشق.
وبثت قناة الإخبارية السورية صورا لما قالت إنه مواد كيمياوية سامة تم العثور عليها في مصنع كتب على جدرانه «دولة العراق والشام الإسلامية»، إضافة إلى كميات من الكلور ضمن عبوات كتب على بعضها «صنع في السعودية».
وقالت إنه عثر داخل المصنع على أسلحة حربية وقذائف هاون مفرغة لوضع المواد الكيمياوية في داخلها.
واتهمت المعارضة السورية النظام باستخدام مواد كيمياوية سامة في عمليات قصف بريف دمشق وحمص وحلب هذا العام والعام الذي سبقه، بينما اتهمها هو باستخدام مادة كيمياوية سامة في خان العسل بحلب في مارس الماضي.
وعلي صعيد غير بعيد دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» مجلس الامن إلى مطالبة النظام السوري والمعارضة المسلحة على حد سواء السماح للمنظمات بإيصال المساعدات الانسانية للمدنيين والجرحى المحاصرين بسبب القتال وضمان ممر آمن للفرق الطبية.
واتت هذه الدعوة عشية اجتماع مجلس الامن الثلاثاء لمناقشة الوضع الانساني وحقوق الانسان في سوريا حيث التقت الامينة العامة المساعدة للامم المتحدة المكلفة بالشوؤن الانسانية فاليري اموس بممثلي مجلس حقوق الانسان ومفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين لبحث الاوضاع هناك.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان لها امس الاول «ان عدم وصول المساعدات الانسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين المحاصرين في القتال واللذان يشكلان انتهاكا لقوانين الحرب تكررا في النزاع المسلح السوري الدائر».
ولفتت المنظمة الى ان تحقيقاتها الاخيرة التي اجرتها فيما يتعلق بالهجوم الذي شنته الحكومة السورية و«حزب الله» على بلدة «القصير» اظهرت رفض دمشق السماح للمنظمات الانسانية بالوصول الى البلدة ما ادى الى سقوط العشرات القتلى. واضافت انه لم تكن هناك طرق اخلاء آمنة للمدنيين ما ادى الى حرمان المصابين من الحصول على الرعاية الطبية الكافية.
وفي السياق ذاته قال باحث الطوارئ الرئيسي في «هيومن رايتس ووتش» اولي سولفانغ انه «كان بالامكان انقاذ العديد من الأرواح في منطقة «القصير» في حال سمحت الحكومة السورية للمنظمات بالقيام بعملهم».
وأضاف سولفانغ «عندما يموت اناس يوميا يتعين على أعضاء مجلس الامن الدعوة غلى ايصال المساعدات الانسانية وليس الاختباء وراء المفاوضات السياسية».
كما اشار الى ان روسيا منعت مجلس الامن من اصدار بيان يطالب فيه بوصول المساعدات الانسانية الى «القصير» اثناء القتال في مايو ويونيو الماضيين والى «حمص» خلال يوليو الجاري.
وذكر سولفانغ «ان كلا من القوات الحكومية والمعارضة حاصرا المدن مع وضع اعتبار قليل لحياة المدنيين والجرحى المحاصرين داخل المدن المحاصرة» مشددا على ضرورة توقف كل جهة عن «معاقبة المدنيين على الفور».
وقالت «هيومن رايتس ووتش» ان قوات النظام السوري كثفت هجومها منذ 28 يونيو لاستعادة السيطرة على مدينة «حمص» القديمة التي تسيطر عليها المعارضة وكذلك مدينتا «الخالدية» و«بابا هود» المجاورتين.