
عواصم – «وكالات»: كشف مسؤول فلسطيني عن الخطوط العامة التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كأساس لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما تواصل الترحيب الدولي بالاختراق الدبلوماسي الأمريكي.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لوكالة أسوشيتد برس إن كيري اقترح عقد مفاوضات تستغرق ما بين ستة وتسعة أشهر، يجري خلالها التركيز على قضايا الحدود والترتيبات الأمنية.
ونقلت الوكالة عن مجدلاني قوله إن كيري سيعتمد حدود العام 1967 كأساس للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا أن الوزير الأمريكي أكد أن إسرائيل ستفرج بالتدريج عن 350 أسيرا فلسطينيا خلال الشهور المقبلة.
وذكر المسؤول الفلسطيني أن مائة من الأسرى الذين سيفرج عنهم هم ممن أدانتهم إسرائيل بارتكاب جرائم قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وعرقلت الإفراج عنهم في السابق بسبب ما سمته قيامهم بهجمات قتل فيها إسرائيليون.
وكان وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز قد أعلن السبت نية إسرائيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ممن أمضوا أكثر من عشر سنوات في سجون إسرائيل، دون أن يحدد عدد الذين سيفرج عنهم أو تاريخ إطلاقهم.
يأتي ذلك وسط استمرار الترحيب الدولي بإعلان الوزير كيري الجمعة في العاصمة الأردنية انتزاع اتفاق مبدئي من الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين سيتوجهون إلى واشنطن خلال أسبوع لهذا الغرض.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن كيري أبلغه ببنود الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه لتوه من اجل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مضيفا أنه أبلغه بأن باريس «ترحب بهذه الإمكانية».
وبدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان كيري، ودعا القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحلي «بالشجاعة والمسؤولية» في مفاوضات السلام. وأكد مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان أن «الأمم المتحدة ستدعم كل الجهود الرامية إلى عقد مفاوضات ملموسة والنجاح في إحلال سلام شامل في المنطقة».
كما عبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «ترحيبها الحار» بالاتفاق المبدئي على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيدة «بشجاعة» الطرفين وعمل وزير الخارجية الأمريكي.
وفي ألمانيا أشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله بالتطورات الجديدة في الشرق الأوسط والتي أدت إلى تفاهم بشأن عقد جولة مفاوضات جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبرها «خطوة كبيرة».
يشار إلى أن جهود تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين شهدت تعثرا منذ انطلاقها قبل عقدين انتهيا بانهيارها أواخر 2010 بسبب الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون ترحيبا حذرا بإعلان كيري، في حين لم يصدر أي رد فعل رسمي عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقالت الوزيرة الإسرائيلية المكلفة بخوض المساعي الدبلوماسية تسيبي ليفني في صفحتها على فيسبوك «أعلم أنه حالما تبدأ المفاوضات ستكون معقدة وليست سهلة». وأضافت «لكنني على اقتناع تام بأن هذا هو الأمر الصواب الذي ينبغي أن نقوم به من أجل مستقبلنا وأمننا واقتصادنا وقيم إسرائيل».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي -فضل عدم الإفصاح عن هويته- قوله إن المفاوضات قد تستغرق شهورا، مشددا على أنه «لضمان أن تكون العملية مجدية وشاملة تجعلنا نتجاوز ما حصل في سبتمبر الماضي»، في إشارة إلى انتزاع الفلسطينيين خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافا بفلسطين كدولة مراقب غير عضو.
بالمقابل قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لوكالة رويترز إن إعلان يوم الجمعة لا يعني العودة إلى المفاوضات، بل يعني أن الجهود ستستمر لضمان تحقيق المطالب الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تعترف بحدود عام 1967.
وقد أعربت حركة حماس عن رفضها إعلان كيري، معتبرة أن عباس «لا يمثل إلا نفسه». وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية إن حماس «ترفض إعلان كيري للعودة إلى المفاوضات، وتعتبر عودة السلطة للتفاوض مع الاحتلال أمرا خارجا عن الإجماع الوطني».
يشار إلى أن كيري قال إن ليفني والمفاوض الإسرائيلي إسحاق مولخو ومسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، سيتوجهون إلى واشنطن خلال أسبوع أو نحو ذلك، على أن يصدر بيان آخر بشأن الموضوع.