
القاهرة – «وكالات»: دعا الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور امس الاول الى فتح صفحة جديدة من صفحات الوطن «تسع الجميع وتتخطى الانقسام وتسعى للمصالحة ومواصلة المسيرة لتحقيق بناء الوطن لا حقد فيها ولا كراهية» تنعم ب»الحرية والكرامة والعدالة والاستقلال والوطنية».
وقال منصور في كلمة وجهها الى الأمة عبر التلفزيون الرسمي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو انه حان الوقت لنبني وطنا متصالحا مع الذات ونقيم الصلح في عقولنا ونفوسنا حتى نجده في حياتنا.
وأكد المضي في طريق الحرية والعدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني معربا عن الثقة في قدرة الشعب المصري على تحقيق ذلك.
ووجه التحية لجمال عبدالناصر قائد ثورة يوليو ورجاله الذين فتحوا بابا كبيرا للوطن مؤكدا ان ثورة 23 يوليو التي شهدتها مصر قبل 61 عاما كانت واحدة من أعظم ثورات القرن العشرين لتبزغ بعدها ثورات بدول العالم الثالث من أجل الحرية والاستقلال.
وأوضح أن ثورة يوليو لم تكن استثناء في تاريخ مصر بل كانت امتدادا لثورات المصريين التي سبقتها مثل ثورة الزعيم احمد عرابي وجهود محمد فريد ومصطفى كامل وثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول مؤكدا ان ثورة يوليو كانت مصدر ضوء ومعالم طريق لم ينقطع.
وأكد منصور ان «هذه الثورة جاءت في موعدها تماما لتوقف الترهل الذي اصاب الدولة المصرية ولتدفع الى الواجهة بجيل جديد من الشباب يحلمون بمستقبل عظيم لبلادهم وكان للزعيم الراحل محمد نجيب دوره في تقديم هذه الثورة الى العالم».
واضاف «كما كان الزعيم أنور السادات صوت هذه الثورة حيث القى بيان الثورة وكان لجمال عبدالناصر ورجاله دورهم الذي تجاوز حدود الدولة المصرية الى العالم وكان ابداعهم في السعي نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن الدولي في تأسيس مجموعة دول عدم الانحياز ودورها البارز في العالم وصياغة عصر كامل من التوازن الدولي وحظيت باحترام التاريخ والعالم».
وقال منصور «ونحن نتذكر هذه الحقبة المهمة في تاريخ مصر يجب ألا ينسينا الاخطاء وهي أخطاء كبيرة دون ادانة أو تبرير تلك الأخطاء أو أن تكون هذه الأخطاء دافعا للانتقام أو النيل الحاقد»
جاء ذلك بعد يوم دام شهدته مصر، إذ قالت وزارة الصحة المصرية إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات بعد الهجوم الذي شنه مسلحون على أنصار الرئيس المعزول، فيما خيم توتر شديد على ميداني النهضة ورابعة العدوية، حيث يعتصم أنصار مرسي.
وأوضح مراسلون من القاهرة أن أربعة من مؤيدي مرسي قتلوا عند ميدان النهضة في محيط جامعة القاهرة، في حين قتل اثنان في هجوم على مسيرة أمام قسم أول شرطة بمدينة نصر شرق القاهرة بالقرب من ميدان رابعة العدوية.
من جانبه، قال مدير المستشفى الميداني في رابعة العدوية الدكتور هشام إبراهيم، إن المستشفى استقبل الليلة الماضية نحو 103 إصابات من الهجوم الذي استهدف مسيرة مؤيدة لمرسي أمام قسم أول شرطة بمدينة نصر. وأضاف إبراهيم أن من بين حالات الإصابة أربع حالات أصيبت بطلقات نارية في الصدر والظهر.
وذكر أن بعض حالات الإصابة بالرصاص الحي تشير إلى أن إطلاق الرصاص يأتي من مكان مرتفع. مشيرا إلى أن الرصاص المستخرج من المصابين «رصاص ميري».
وقال مراسلون إن الهجومين وقعا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بشكل متزامن رغم التكثيف الأمني في الموقعين، حيث يقع ميدان نهضة مصر على بعد أمتار من مديرية أمن الجيزة، بينما يقع الثاني أمام قسم شرطة في مدينة نصر وبالقرب من مقرات كبرى للجيش.
ونقل المراسلون عن شهود عيان في ميدان نهضة مصر أن المسلحين نفذوا هجومهم بحماية عناصر الشرطة التي كانت تتقدمهم في البداية، مشيرا إلى إصابة نحو ثمانين آخرين مع حرق عشرات السيارات المملوكة لأنصار مرسي. كما قال المراسل إن الأجهزة الرسمية تتحدث عن 17 مصابا فقط.
من جهة ثانية، ورغم التوتر الأمني، خرجت مسيرات حاشدة في طريق صلاح سالم في القاهرة تطالب بعودة الشرعية، وحمل المتظاهرون لافتات وصورا مؤيدة لمرسي.
وفي السياق قال بيان لجماعة الإخوان المسلمين صدر منذ قليل «لا يزال الانقلابيون الدمويون يمارسون قتل المتظاهرين السلميين كل يوم، حتى أصبحت إراقة الدماء منهجا مستمرا يدل على الطبيعة الفاشية للنظم العسكرية».
وأضاف البيان «إن الشعب المصري الذي ثار في 25 يناير 2011 وانتزع حريته وكرامته وسيادته سوف يستمر في امتداد هذه الثورة المباركة حتى ينتزعها من سارقيها، والذين يريدون أن يعودوا إلى نظام حكم عسكري عانينا منه أسوأ المعاناة طيلة ستين عاما، قتلا وتعذيبا واعتقالا وخرابا وفسادا واستبدادا ونهبا وذلة وتبعية».
وقد شهد يوم الاثنين مظاهرات حاشدة لأنصار مرسي في كل من القاهرة والجيزة والقليوبية على وقع دعوات لمليونية جديدة بعنوان «دعم الشرعية».
كما خرجت مظاهرات في مدينة الإسكندرية للاحتجاج على ما وصفه المتظاهرون بالانقلاب العسكري. وتواصلت المظاهرات الحاشدة المؤيدة للشرعية في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وفي محافظة المنيا بصعيد مصر خرج آلاف من مؤيدي الرئيس المعزول في مسيرات جابت شوارع المدينة تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية.
من جانبه أعلن تحالف دعم الشرعية في مصر أن مظاهرات ما سماها «مليونية عودة الشرعية» التي انطلقت الاثنين ستستمر.
وعلى صعيد ميداني منفصل انفجر لغم أرضى تمت زراعته على طريق مؤد الى منطقة رفح الحدودية دون وقوع خسائر وتم اخطار الجهات المعنية للتحقيق. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر أمني وشهود عيان امس الاول قولهم ان مجهولين قاموا بزرع اللغم في طريق مدرعة للقوات المسلحة بمنطقة محورية تربط بين مدينتي الشيخ زويد ورفح الا أن اللغم لم ينفجر الا بعد مرور المدرعة ولم تقع أية اصابات. وأوضحوا انه تم القاء القبض على ثلاثة أشخاص من المشتبه فيهم وجار التحقيق معهم لمعرفة مدى علاقتهم بموضوع زرع اللغم.