
عواصم– «وكالات»: قال التلفزيون المصري الحكومي إن سيارة ملغومة انفجرت أمام مركز لتدريب الشرطة في شبه جزيرة سيناء، امس الاول، ما أدى إلى «مقتل ثلاثة مسلحين».
وذكرت قناة «النيل للأخبار» أن الانفجار وقع في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، حيث تصاعد عنف الإسلاميين المتشددين منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي يوم الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل.
وفي سياق متصل، لقي مجندان مصرعيهما في إطلاق النار على أفراد كمين أمني على الطريق الدائري بالعريش وقوات الجيش بمنطقة الملاعب المفتوحة بحي الزهور بالعريش.
وقالت مصادر أمنية في الجيش إن مسلحين مجهولين استهدفوا أفراد كمين أبوسكر على الطريق الدائري بمدينة العريش، ما أسفر عن مقتل مجند، حيث أصيب بطلق ناري في الصدر برصاص قناصة، وقتل جندي ثان في هجوم شنه مسلحون على سيارة لنقل المياه تابعة للجيش المصري بمنطقة خزان المياه بالعريش.
كما هاجم مسلحون مجهولين أفراد الجيش الموجودين بمنطقة الملاعب المفتوحة بحي الزهور بالعريش، ما أسفر عن إصابة مجند بطلق ناري في الساعد الأيمن وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي الإجمال قتل أكثر من 30 شرطياً ومدنيا وجندياً في سيناء برصاص مسلحين يعتقد أنهم متطرفين إسلاميين، منذ الإطاحة بالرئيس مرسي في تصاعد للعنف في المنطقة.
وكان الجيش المصري كثف وجوده في الآونة الأخيرة في سيناء حيث قتل أكثر من 10 مسلحين. وغالبية سكان سيناء من البدو الذين يقيمون علاقات صعبة مع السلطات المركزية وينتشر بينهم التهريب بمختلف أنواعه.
وعلى صعيد متصل تبدي أوساط سياسية وأمنية بإسرائيل قلقا متزايدا من تحوّل سيناء لجبهة قتال، معلنة مساندتها الجيش المصري في حربه على «الإرهاب» فيها، في حين يواصل الجيش حالة التأهّب على طول الحدود مع مصر منذ 30 يونيو المنصرم خشية انطلاق هجمات عليها من سيناء، وفق مصادر إسرائيلية.
وإضافة لبطارية «القبة الحديدية» في إيلات على ساحل البحر الأحمر، بادر الجيش الإسرائيلي بتدابير أمنية جديدة بهدف المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وعبر وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش عن استمرار التعاون الأمني الكامل بين إسرائيل والمؤسسة العسكرية في مصر بعد خلع الرئيس محمد حسني مبارك وعزل الرئيس محمد مرسي.
وردا على سؤال إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء، قال أهرونوفيتش إن التنسيق الأمني استمر بعد فوز مرسي بالرئاسة، لكنه أبدى أسفه لعدم محافظته على علاقات مع إسرائيل رسميا، وتابع «أرجو أن تكون لإسرائيل علاقات مباشرة مع نظام الحكم الجديد في مصر».
ويكشف المعلق الخبير بالشؤون الأمنية يوسي ميلمان أن المخابرات الإسرائيلية «الشاباك»، قد بادرت الأسبوع الماضي بتشكيل وحدة جديدة تعنى بسيناء التي تبلغ مساحتها نحو ستين ألف كيلومتر مربع ويسكنها حوالي نصف مليون مصري.
وأوضح ميلمان أن مبادرة «الشاباك» تعكس المخاطر المتزايدة في إسرائيل من هجمات «إرهابية» ضدها، مشيرا إلى أن إسرائيل تخشى من تدهور الأوضاع في مصر وتحولها لحرب أهلية، ومن تحول سيناء عندئذ لمنطقة فوضوية بلا سيادة ولجبهة جديدة تهددها لانشغال الجيش المصري بالشؤون الداخلية.
كما أنه أعرب عن خوف إسرائيل من هجمات «إرهابية» تنطلق من سيناء ضدها بدوافع أيديولوجية أو بواسطة مرتزقة، متابعا «إسرائيل مسكونة بخوف حقيقي من ولادة صومال أو أفغانستان بجوارها في سيناء، ومن تحولها لمركز الجهاديين في العالم، وعندئذ ستواجه مأزقا كبيرا».
وتابع ميلمان «ولذا تتعاون إسرائيل ومصر اللتان تلتقيان على مصلحة مشتركة»، زاعما أن حركة المقاومة الإسلامية«حماس» أيضا غير معنية بسيادة الفوضى في سيناء، كما رجح مساندة الجيش الإسرائيلي لنظيره المصري في حملاته الجارية والمستقبلية في سيناء بأشكال شتى منها لوجستية أو استخباراتية.
وهذا ما يؤكده مصدر عسكري إسرائيلي كبير لم يرد الكشف عن هويته، بقوله إن «مصر تشهد عواصف سياسية لكن التعاون بيننا وبين جيشها على الحدود تصاعد».
ونقل موقع «واينت» الإخباري العبري عن هذا المصدر قوله إن الجيش الإسرائيلي في الجنوب منشغل اليوم في متابعة محاولات التهريب المتزايدة، وبالفوضى الأمنية في سيناء منذ عزل الرئيس محمد مرسي.
وكانت قذيفة قد أطلقت من سيناء قد انفجرت الخميس الماضي في محيط مدينة إيلات السياحية الإسرائيلية على ساحل البحر الأحمر دون إصابات، في حادثة هي التاسعة من نوعها منذ 2010.
وفي موقف متطابق مع ميلمان، يوضح المصدر العسكري الإسرائيلي المذكور ذاته -الذي لم يرد الكشف عن هويته- أن إسرائيل تخشى من استبدال غزة بسيناء من ناحية إطلاق الصواريخ عليها، مرجحا أن تتعرض إيلات لهجمات إضافية.
وقال إن الجيش لم يكتف بنصب القبة الحديدية في محيط إيلات، بل بادر لبناء أجهزة رقابة وإنذار على طول الحدود مع سيناء، ولزيادة التعاون مع الجيش المصري لأن الجدار الفاصل وحده لا يوفر حلا، متابعا أن «مصلحة إسرائيل ومصر مشتركة لأنهما معنيتان بحكم مستقر في سيناء وبأقل عدد ممكن من الخلايا الإرهابية فيها».
وهو ما ألمح له وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون خلال جولته في منطقة الجنوب أمس الثلاثاء بقوله إن الجيش المصري عزز قواته في سيناء ويستعد لبدء هجوم واسع على «منظمات الإرهاب»، معربا عن مخاوفه من أن توجه بنادق «الإرهاب» في سيناء ضد إسرائيل.
وتابع وفقا لما نقلته الإذاعة العبرية العامة «كل قوة مصرية تدخل سيناء تفعل ذلك بالتنسيق، وبعد حيازتها على تصريح من إسرائيل».
وهذا ما كانت أكدته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مبكرا على لسان معلقها العسكري عاموس هارئيل في الرابع من الشهر الحالي، بقوله إن قنوات التنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي لم تتوقف رغم الأزمة في القاهرة.
وأشار هارئيل إلى أن الجيشين يواصلان التنسيق حول ما يجري في سيناء ومن أجل صيانة الهدنة مع حماس، لافتا إلى أن إسرائيل تخشى من استغلال منظمات «إسلامية متطرفة» الفوضى في سيناء للقيام بعمليات ضدها ومن تدفق الجهاديين في العالم نحوها لتنفيذ عمليات ضدها.