
القاهرة – «وكالات»: دقت الكنائس المصرية أجراسها بالتزامن مع اذان المغرب في القاهرة امس الاول ليفطر المسلمون والمسيحيون الذين قرروا صيام ذلك اليوم تحت شعار «من أجل مصر».
وتجمع المصريون من المسلمين والمسيحيين في الميادين وأماكن التظاهر لتناول طعام الإفطار سويا لتأكيد أن المصريين صف واحد لا يستطيع أحد شقه.
وتوافد العشرات على ميدان التحرير منذ صباح الجمعة، للمشاركة فى مليونية «لا للإرهاب»، تلبية لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للخروج في مليونيات لإعطاء تفويض للجيش بالقضاء على العنف، فيما احتشد مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، معلنين بدء فعاليات مليونية «الفرقان».
وقال مراسلون أن الجيش المصري قام بإغلاق مداخل وزارة الدفاع في القاهرة، تحسباً لتحركات الإخوان، كما وضعت وزارة الداخلية المصرية خطة أمنية محكمة لحماية التظاهرات الداعمة للجيش، وتلك التي ينظمها أنصار مرسي.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن الأعداد في ميدان التحرير أصبحت كبيرة جداً ويصعب إحصائها وأن هناك هتافات معارضة للإخوان ومؤيدة للجيش، بينما حلقت مروحيات الجيش فوق المتظاهرين.
هذا.. وأكد الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، أنه تم الدفع بــ1979 سيارة إسعاف، بالقاهرة والمحافظات، لتأمين كافة الميادين التي تشهد تجمعات، على رأسها ميادين التحرير ورابعة العدوية والقائد إبراهيم بالإسكندرية وكافة ميادين المحافظات الأخرى، بجانب رفع درجة الاستعداد والطوارئ بالمستشفيات للقصوى.
ونشبت اشتباكات بين عدد من الأهالي بمنطقة الخلفاوي بشبرا وبين مؤيدي الرئيس المعزول والذين خرجوا بمسيرة من أمام مسجد الفتح بالخلفاوي تأييداً للرئيس المعزول وفي الوقت نفسه تظاهر عدد من المواطنين لتفويض الجيش لمواجهة الإرهاب للقضاء على الانفلات.
وقام عدد من الأهالي بإلقاء الزجاجات من أعلى أسطح المنازل على المسيرة المؤيدة للمعزول فيما تدخل عدد من الأهالي للفصل بين المؤيدين والمعارضين بعد وقوع اشتباكات، مما أدى لإصابة 10 على الأقل.
وقال مسؤول طبي إن ثلاثة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي بمدينة الإسكندرية.
وقال مدير المستشفى الجامعي بالإسكندرية أسامة أبو السعود لرويترز إن 30 شخصا آخرين نقلوا إلى المستشفى للعلاج من إصابات لحقت بهم في الاشتباكات التي اندلعت بعد صلاة الجمعة قرب مسجد القائد إبراهيم. وكان المسجد مركزا لتجمع المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011.
وأضاف أن 17 من الجرحى أصيبوا بطلقات خرطوش وإن ثلاثة أصيبوا بطلقات نارية في الاشتباكات التي استخدمت فيها أيضا الأسلحة البيضاء والحجارة.
وقال مدير مديرية الصحة بالإسكندرية محمد سليمان إن 86 مصابا نقلوا لمختلف مستشفيات وزارة الصحة بالمدينة.
ونزل عشرات الألوف إلى الشوارع الجميع في القاهرة ومدن أخرى استجابة لدعوة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للمصريين لإعطاء الجيش تفويضا شعبيا لمواجهة العنف الذي اندلع بعد الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو.
ويقول مؤيدو مرسي الذين سقط أغلب الضحايا منهم إن مظاهراتهم ومسيراتهم سلمية وتتعرض لهجمات بلطجية وقوات من الجيش والشرطة. لكن شهود عيان يقولون إن كثيرا من الاشتباكات يكون طرفها الآخر سكان أو تجار تتعطل حياتهم اليومية أو أعمالهم.
وقال شاهد إن اشتباكات بالحجارة وقعت بين مؤيدين لمرسي وسكان في حي شبرا بشمال القاهرة بعد أن هتف مؤيدو مرسي ضد السيسي خلال تجمعهم أمام مسجد بعد صلاة الجمعة لتنظيم مسيرة.
وقال أحمد طاحون وهو طبيب بالمستشفى الميداني في رابعة العدوية الذي نقل إليه المصابون في شبرا لرويترز «استقبلنا ما يقرب من 60 حالة ما بين حالات خرطوش وجروح قطعية في الوجه والرأس وباقي مناطق الجسم».
وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن اشتباكات استخدمت فيها الأعيرة النارية وقعت يوم الجمعة في محطة الحافلات بمدينة دمياط على البحر المتوسط بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المعزول. وقالت المصادر إن ستة أشخاص أصيبوا ونقلوا بسيارات إسعاف إلى مستشفى دمياط العام. وقال شاهد إن أنصار مرسي كانوا يتأهبون لركوب حافلات إلى القاهرة للمشاركة في المظاهرات المؤيدة له عندما وقعت الاشتباكات. وفي مدينة المحلة وقعت اشتباكات مماثلة بمحطة السكة الحديد بالمدينة وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن عشرة أشخاص أصيبوا فيها.
وشهدت مصر الجمعة بمختلف محافظاتها وميادينها ومدنها تظاهرات حاشدة لفريقين، فريق يطلق على اليوم جمعة التفويض، حيث خرج المشاركون فيها لتأييد وتفويض الجيش المصري لمواجهة الإرهاب، وفريق يطلق على اليوم جمعة الفرقان وحشد لها أنصار الرئيس المعزول للمطالبة بعودته للحكم.
وشارك رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي في مظاهرات أمام قصر الاتحادية الرئاسي استجابة لدعوة السيسي بهدف ما سماه «مواجهة الإرهاب».
من جانبه، دعا الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، إلى نبذ العنف والالتزام بمبادئ العدالة والقانون والتوافق المبني على قبول الآخر. وأوضح البرادعي عبر حسابه على موقع التواصل «تويتر»، قائلاً: «في هذه الأوقات الصعبة يجب أن نستدعي قيما إنسانية هامة: نبذ العنف، والالتزام بمبادئ العدالة والقانون، والتوافق المبني على قبول الآخر». ومن جانبها كثفت قوات الجيش والشرطة من تعزيزاتها الأمنية حول المنشآت الحيوية في العاصمة المصرية، وعلى مداخل ميدان التحرير والطرق المؤدية لقصر الاتحادية.
من جانبه وجد الأزهر نفسه مضطرا مع هذه الاستعدادات إلى تذكير الجميع بحرمة الدم وضرورة نبذ العنف والكراهية، حيث أصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بيانا ناشد فيه جموع المصريين الالتزام بالسلمية، وأكد على ثقته الكاملة بأن دعوة الجيش للاحتشاد هي بغرض تحقيق الوحدة والتكاتف. أما على جبهة المعارضة لدعوة القوات المسلحة، فقد أعلن حزب مصر القوية الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في بيان له عن رفضه الخروج في تظاهرات حاشدة لتفويض الجيش، واقترح بدلا عنها إجراء استفتاء على خريطة المستقبل.
وسادت حالة من التوتر في مصر حيث بدأ أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومؤيدو الجيش الخروج في مظاهرات حاشدة في القاهرة ومحافظات أخرى.
وجددت جماعة الإخوان المسلمين والحركات والأحزاب الإسلامية الداعمة لها تعهدها بالاستمرار في احتجاجاتها على ما وصفته بـ»الانقلاب العسكري» على الرئيس المنتخب، واتهمت وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدفع البلاد إلى «حرب أهلية».
وفي المقابل، كان وزير الدفاع قد أعطى معارضيه مهلة 48 ساعة «للتراجع والانضمام إلى الصف الوطني» رافضا وصف إطاحة مرسي بـ»الانقلاب».
ودعا السيسي المصريين للنزول إلى الشوارع الجمعة لمنحه «تفويضا بالتعامل مع العنف والإرهاب المحتمل».
وكان الجيش المصري قد أطاح مرسي في الثالث من يوليو الحالي عقب احتجاجات واسعة طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وكان مسؤول أمريكي رفيع قد قال الخميس إن إدارة أوباما أبلغت الكونغرس أنها لا تنوي اتخاذ قرار في شأن ما حدث في مصر وهل ستصنفه انقلابا أم لا، وهي خطوة تجنبها اتخاذ قرار يؤدي تلقائيا إلى قطع المساعدات الأمريكية عن مصر.
وشهدت شوارع القاهرة مظاهرات داعمة للجيش توجهت إلى ميدان التحرير والقصر الرئاسي، بحسب الخطط التي أعلنت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطلبت الكنيسة الأرثوذكسية من أتباعها الصوم نهارا والإفطار مع المسلمين وسط الحشود في الشوارع. بالمقابل توجهت مسيرات مؤيدة للرئيس المعزول إلى أماكن اعتصامات ينظمها أنصار مرسي في ميدان النهضة بمحافظة الجيزة وأمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. وذكرت حركة شباب 6 إبريل-جبهة أحمد ماهر على صفحتها الرسمية على فيسبوك أنها لن تشارك في تظاهرات الجمعة وأن «الجيش وأجهزة الدولة لا تحتاج إلى تفويض لحماية المصريين ولمواجهة العنف والإرهاب».
وأضافت الحركة: « كلمة مطاطة مثل كلمة مكافحة الارهاب يجعلنا نتسائل عن احتمالية استخدامها ذريعة لقمع الحريات واقصاء الخصوم السياسيين».
وكانت قنوات تلفزيونية مملوكة للدولة وتسع قنوات خاصة قد أعلنت تعليقها برامجها المعتادة لتغطية احتجاجات الجمعة.
وبثت قناة النيل المملوكة للدولة الخميس فيلما وثائقيا مطولا عن العام الذي قضاه مرسي في السلطة تناول انتقادا شديدا لسياسات مرسي ووصف يوم إطاحته بـ«يوم الاستقلال».