
تونس - «وكالات»: قال قيادي في جبهة الانقاذ التي تضم عدة احزاب علمانية معارضة للحكومة في تونس يوم الأحد إن الجبهة ناقشت مساء امس الاول تشكيل حكومة انقاذ وطني واختيار شخصية مرشحة لمنصب رئيس وزراء في تصعيد جديد للازمة مع الاسلاميين في تونس عقب اغتيال معارض الاسبوع الماضي.
وفجر اغتيال المعارض محمد البراهمي موجة احتجاجات واسعة في البلاد ضد الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية. ودعت المعارضة العلمانية الى حل الحكومة والمجلس التأسيسي وهو ما رفضه رئيس الوزراء الاسلامي علي العريض.
وقال الجيلاني الهمامي وهو قيادي في حزب العمال وجبهة الانقاذ لرويترز «جبهة الانقاذ ستجتمع مساء اليوم«الاحد» وستناقش تشكيل حكومة جديدة وستدرس تعيين مرشح لمنصب رئيس وزارء خلفا لهذه الحكومة الفاشلة التي لم يعد هناك شك على ان موعد رحليها قد حان».
وهذه أسوأ ازمة سياسية في البلاد منذ اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد قبل ستة أشهر والتي خلفت استقالة حكومة حمادي الجبالي وتكوين حكومة جديدة. ولكن يبدو ان الازمة السياسية تلوح اكثر حدة هذه المرة مع تزامنها مع عزل الجيش في مصر الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي بسبب معارضة شق واسع من المصريين لسياساته.
ويوم السبت قال شركاء حزب النهضة الاسلامي في الحكومة الائتلافية التونسية انهم يجرون محادثات للتوصل لاتفاق جديد لاقتسام السلطة في محاولة لوقف الاضطرابات في الوقت الذي زادت فيه حدة الاحتجاجات.
في المقابل، رفض رئيس الوزراء علي العريض مطالب المعارضة
وتجري حركة النهضة -الحاصلة على أغلب مقاعد المجلس الوطني التأسيسي «البرلمان»- هذه المشاورات مع شريكيها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، بغية التوصل إلى اتفاقية جديدة لاقتسام السلطة.
وقال مفدي المسدي المتحدث باسم المجلس الوطني التأسيسي المكلف بإعداد دستور جديد للبلاد، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة لتوسيع قاعدة المشاركين في الحكومة من مختلف الأحزاب السياسية، وهو ما رفضه جيلاني الهمامي قائلا لرويترز إن «حل الحكومة والمجلس التأسيسي هو المطلب الوحيد»، ودعا إلى «عصيان مدني في كل البلاد».
وفي محاولة منه لرأب الصدع، دعا رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر مساء السبت إلى التهدئة، قائلا إن دعوات المعارضة لحل المجلس لا مبرر لها. واعتبر في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي عبر التلفزيون الرسمي أنه لم يتبق الكثير لإنهاء المرحلة الانتقالية، كما وجه نداء إلى الذين جمدوا عضويتهم في المجلس بالرجوع عن قرارهم لإتمام المهمة التي انتخبوا من أجلها، حسب قوله.
لكن الهمامي رفض اي محاولات للترضية وقال ان سقوط الحكومة والمجلس التأسيسي هو المطلب الوحيد.
واضاف ان جبهة الانقاذ المعارضة «ترفض تماما محاولات الترضية التي اطلقها رئيس المجلس التأسيسي بتوسيع قاعدة الحكم.»
وقال «هو خطاب يحاول تدارك الاوضاع لكن قد فات الاوان وعليهم الرحيل.»
وجبهة الانقاذ تضم ابرز الاحزاب العلمانية المعارضة من بينها نداء تونس والجبهة الشعبية والمسار.
ودعا الهمامي الى عصيان مدني في كل البلاد.
واستقال خلال اليومين الماضين عشرات من نواب المعارضة من المجلس التأسيسي وقالوا انهم سيبدأون اعتصاما مفتوحا لاسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي في خطوة اثارت غضب الحكام الاسلاميين في تونس الذين وصفوها بانها محاولة لالقاء البلاد في المجهول قبل اشهر من انتخابات مقررة.