
«الشين بيت» يتحفظ على إطلاق الأسرى القدامى وقراقع يحذر: التلاعب بالقضية سيعطل المحادثات
عواصم – «وكالات»: أعلنت الولايات المتحدة استئناف محادثات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين في واشنطن، بحيث تم عقد أولى الجولات الجديدة الليلة الماضية.
وكانت المحادثات توقفت عام 2010، قبل أن تتوصل المساعي الدبلوماسية، التي قادها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى تحريكها من جديد.
ويوم الأحد، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على إطلاق سراح أكثر من مئة سجين فلسطيني. ووافق 13 وزيرا على إطلاق سراح السجناء مقابل اعتراض سبعة وزراء، وذلك بعد انقسام داخل الحكومة في شأن الأمر.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح السجناء على مراحل تستغرق أشهرا عدة.
كما أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي مشروع قانون يلزم بإجراء استفتاء شعبي على أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينطوي على تنازلات عن الأرض.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه من الضروري أن يصوّت كل مواطن بصورة مباشرة على قرارات تاريخية من هذا القبيل.
من جانبه أبدى جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «الشين بيت» امس الاول تحفظه على موافقة الحكومة الاسرائيلية على اطلاق سراح 104 من الاسرى الفلسطينيين القدامى.
وحذر «الشين بيت» وفق الاذاعة الاسرائيلية العامة من أن الافراج عنهم يمكن أن يسبب اضرارا للامن في اسرائيل عدا عن تسببه في ما اسماه «تآكل قوة الردع الاسرائيلي» في مواجهة الفصائل الفلسطينية.
ونقلت الاذاعة امس الاول عن رئيس الجهاز يورام كوهين قوله ان الافراج عن هؤلاء يمكن ان يكون سببا لتهديد حالة السلامة العامة في اسرائيل رغم توقعه أن يكون لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين تأثيرا ايجابيا على حالة الهدوء في الضفة الغربية خاصة في مجال النشاطات التي تقوم بها جهات محسوبة على السلطة الفلسطينية هناك.
وقدم كوهين للحكومة الاسرائيلية توصياته للحد من المخاطر التي يمكن ان يشكلها هؤلاء الاسرى بعد اطلاق سراحهم معبرا عن خشيته من أن بعض من سيطلق سراحهم يمكن أن يعود مرة أخرى للعمل ضد اسرائيل.
وستشرف لجنة وزارية خاصة بقيادة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على تحديد آلية الافراج عن هؤلاء والتي ستنفذ خلال شهور عبر دفعات يرتبط اجراءها بتقدم المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
من جانبه قال وزير شؤون الاسرى الفلسطيني عيسى قراقع ان الافراج عن الاسرى الفلسطينيين وفق القرار الاسرائيلي يجب ان ينص على عودتهم لمنازلهم وانه من غير المسموح لاسرائيل التلاعب بالقضية.
وقال قراقع في تصريحات صحافية ان توصيات رئيس الشاباك التي تحدثت عنها وسائل الاعلام العبرية بابعاد بعض الاسرى الى الخارج وبعضهم الى غزة ورفض الافراج عن بعضهم وابقائهم في السجون هو امر مرفوض وسيؤدي الى تعطل العملية السلمية قبل ان تبدأ.
وأضاف ان اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة أمام الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي حال محاولتها التلاعب بما تم الاتفاق عليه..مشددا على ان قرار الحكومة الاسرائيلية لم ينص على الابعاد او ابقاء بعضهم في السجون الاسرائيلية.
كما اكد قراقع ان قرار الافراج يشمل الـ 104 اسرى من الاسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاق اوسلو بمن فيهم اسرى الداخل المحتل والقدس وانه من غير المسموح لاسرائيل التلاعب بالقضية سيما وانها اعلنت انها ستفرج عن 104 من الاسرى.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب زيارات عدة قام بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى المنطقة، التقى خلالها مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في إطار محاولات بلاده لاستئناف محادثات السلام.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين ساكي، إن كيري تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأحد ووافقا على أن تشكل المحادثات «فرصة لوضع الإجراءات التي يتبعها كل طرف في بدء المفاوضات في الأشهر المقبلة».
وأوضحت ساكي أن المحادثات الأولية من شأنها تعبد الطريق لا أن تتطرق إلى القضايا الشائكة بين الطرفين.
وكانت مسألة بناء المستوطنات الإسرائيلية هي التي أوقفت المفاوضات عام 2010.
وتعد المستوطنات غير قانونية في نظر المجتمع الدولي، على الرغم من اعتراض إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي « لقد عبر الزعيمان عن إرادتهما لاتخاذ قرارات صعبة أوصلتنا إلى هذه المرحلة، ونشكرهم على ذلك».
وكان كيري قد زار المنطقة ست مرات خلال الأشهر الخمسة التي تولى فيها وزارة الخارجية، سعى فيها لاستئناف المفاوضات بين الطرفين.
ويعتبر ما تم التوصل إليه خطوة عملاقة في اتجاه إيجاد تفاهم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولكن محللون يرون أن ما يجري محادثات من أجل استئناف المحادثات، أما التطور الحقيقي فلا يزال الحديث عنه مبكرا.
وقبل ساعات من استئناف المفاوضات عين جون كيري سفيرا أمريكيا سابقا لدى إسرائيل مبعوثا خاصا للشرق الأوسط للمساعدة في دفع المفاوضات بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني قدما.
وأعلن كيري تعيين السفير السابق مارتين انديك قبل ساعات من استئناف الفلسطينيين والإسرائيليين المفاوضات التي توقفت قبل ثلاث سنوات.
وقال انه ينبغي تقديم «تنازلات معقولة» في المفاوضات الصعبة.
وقال كيري للصحافيين «ليس سرا أن المضي قدما عملية صعبة. لو كانت سهلة لحدثت قبل وقت طويل».
واضاف «ولذلك ليس سرا ان امام المفاوضين والزعماء كثيرا من الخيارات الصعبة مع سعينا لتنازلات معقولة في قضايا صعبة
من جانبه رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في واشنطن لكنه حذر من أن الطريق ما زال صعبا.
وقال في بيان «هذه خطوة مبشرة رغم أن الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق وبه خيارات صعبة».