
بغداد – «وكالات»: قتل العشرات وجرح ما لا يقل عن 180 شخصا امس الاول بسلسلة انفجارات لسيارات مفخخة في العاصمة العراقية بغداد هزت مناطق ذات غالبية شيعية، بحسب ما أفادته مصادر أمنية طبية. وهو ما يرفع عدد ضحايا أعمال العنف المتواصلة في البلاد.
وبلغ عدد القتلى في حصيلة غير نهائية نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية 48 قتيلا و225 جريحا، مشيرة إلى أن تصاعد أعمال العنف يثير المخاوف من العودة إلى صراع شامل في البلد الذي يحاول فيه الأكراد والشيعة والمسلمون السنة إيجاد وسيلة لتقاسم السلطة.
من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن عدد الجرحى بلغ 225 جريحا، وهي أرقام مرشحة للارتفاع، موضحة أن عشر سيارات مفخخة استهدفت مناطق متفرقة من محافظة بغداد، كما انفجرت خمس سيارات أخرى في الكوت «160 كلم جنوب بغداد» والسماوة «280 كلم جنوب بغداد» والبصرة «450 كلم جنوب بغداد».
ونقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إن الهجمات التي وقعت في أوقات متزامنة بدأت عند الساعة 7.30 بالتوقيت العراقي.
وأضاف المصدر ذاته أن 27 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 115 بجروح بانفجار تسع سيارات مفخخة داخل مدينة بغداد استهدفت معظمها مناطق شيعية، وأن شخصين قتلا وأصيب 15 بجروح في انفجار المحمودية «30 كلم جنوب بغداد».
واستهدفت السيارات المفخخة في بغداد مناطق البياع «غرب» والرسالة «جنوب غرب» والصدر «شرق» والحرية «شمال» والشرطة الرابعة «جنوب» والكاظمية «شمال».
وفي هجمات وقعت في مناطق أخرى من العراق، قتلت سيارتان مفخختان في الكوت خمسة أشخاص وأصابت 35 بجروح، كما قتل شخصان آخران وأصيب 10 بجروح في السماوة، وقتل شخص وأصيب ستة في البصرة.
وبهذه الحصيلة يرتفع عدد ضحايا أعمال العنف التي اندلعت خلال الشهر الحالي أو وتلك المندلعة منذ بداية العام، وعلى الرغم من تضارب الأرقام فيما يخص عدد القتلى فإن المؤكد أن عدد ضحايا شهر يوليو الحالي زاد على 700 قتيل، وأن عددهم بلغ نحو ثلاثة آلاف منذ بداية العام الحالي.
من جانبه أصدر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي بيانا دان فيه التفجيرات التي استهدفت مناطق متفرقة في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات عدة، وراح ضحيتها «مواطنون أبرياء».
وقال النجيفي، في بيان صحافي «ندين، وبأشد عبارات الشجب والاستنكار، التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا وأحباءنا في بغداد ومحافظات عدة، وراح ضحيتها مواطنون أبرياء عزل».
وأضاف «نؤكد أن هذه الأفعال الشنيعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، إنما هي مؤشر خطير يؤكد العجز الواضح في أداء الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على حماية المواطنين، لا سيما بعد توالي الهجمات وارتفاع عدد الخروقات في الكم والنوع، مما أدى إلى وقوع خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، دون أن يقابل ذلك أي تطور نوعي ملموس يمكن من خلاله طمأنة الشعب لقدرة المؤسسات الأمنية على التصدي ومواجهة هذا الخطر الدائم».
من جانبها أعربت الامم المتحدة مجددا عن القلق إزاء تصاعد أعمال العنف في العراق داعية القادة السياسيين في البلاد إلى القيام بتحرك فوري لوقف نزيف الدم.
وقال القائم بأعمال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق جيورجي بوستين في بيان «أشعر بقلق عميق إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحمل في طياتها مخاطر عودة البلاد إلى الصراع الطائفي». وأضاف بوستين ان العراق ينزف من جراء أعمال العنف العشوائية التي بلغت أرقاما قياسية للاسف خلال شهر رمضان داعيا جميع الزعماء السياسيين للقيام بتحرك فوري وحاسم لوقف سفك الدماء.
وعلى ذات السياق دانت الحكومة البريطانية بشدة سلسلة التفجيرات الارهابية التي استهدفت امس الاول العاصمةالعراقية بغداد والتي ادت الى مقتل وجرح العشرات.
ووصف وزير الدولة للخارجية المكلف بشؤون اسيا والكومنولث هيغو سواير في بيان له سلسلة الهجمات بالعمل الاجرامي الذي استهدف مدنيين ابرياء في عز شهر رمضان الذي يفترض ان يكون فرصة لتحقيق الامن والسلام.
وتقدم بتعازي بلاده الخالصة الى اسر الضحايا من القتلى والجرحى داعيا من جهة اخرى الحكومة العراقية الى بذل كل ما في وسعها من اجل ايقاف المتورطين في تدبير تلك الهجمات وتقديمهم الى العدالة.
وحث سواير كافة القيادات السياسية والدينية في العراق على التوحد ونبذ خلافاتهم والعمل سوية من اجل القضاء على الارهاب.
من جانبها دانت الحكومة الاسبانية بشدة الاثنين موجة العنف الارهابي الاخيرة التي تشهدها العراق معتبرة ان الارهابيين «يحاولون عبر اعمالهم الاجرامية عرقلة جهود امة العراق الصديقة الرامية الى بناء مجتمع متصالح ومزدهر». واعربت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان لها عن ثقتها الكاملة بان التطلعات المشروعة لابناء الشعب العراقي على اختلاف مذاهبهم «ستتغلب بلا شك على الهمجية الارهابية مجددة تضامن الشعب الاسباني الكامل مع الشعب العراق لتحقيق مطامحه ببناء مجتمع يسوده الامن والسلام والاستقرار.