العربي وأوغلي: الحل السياسي للأزمة هو هدف عربي وإسلامي ومبتغى للمجتمع الدولي بأسره
فصائل من الجيش الحر تسيطر على ضهرة عبدربه وقصف عنيف على حمص
عواصم – «وكالات»: أطلقت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مساء الاثنين الماضي نداء مشتركا دعتا فيه جميع الأطراف المتحاربة في سوريا إلى وقف إطلاق النار وأعمال العنف بكافة أشكالها خلال فترة عيد الفطر السعيد.
وقال البيان الذي وزعته المنظمة إن إطلاق الدعوة لوقف إطلاق النار يأتي بهدف تمكين الشعب السوري من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المهمة وأداء شعائرها في أمن وسلام».
وأكد الأمين العام للجامعة نبيل العربي والأمين العام للمنظمة أكمل الدين أوغلي إن التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري وهو «هدف عربي إسلامي ومبتغى المجتمع الدولي بأسره مازالت تكتنفه العقبات».
وقال الأمينان العامان للجامعة والمنظمة «لعل الاستجابة لهذا النداء تمثل فرصة لتهدئة النفوس وإتاحة المجال لتذليل تلك العقبات تمهيدا للسير بخطى سريعة نحو تحقيق الحل المنشود وفرصة لتمكين المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات العاجلة للمناطق المتضررة».
ودعا العربي وأوغلي جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى تأييد هذا النداء وإلى حث الحكومة السورية بوصفها الطرف الأقوى على إبداء الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير ليتسنى معالجة جميع القضايا مهما بلغت حدة تعقدها عن طريق الوسائل السلمية.
كما تمنيا من الأطراف المتحاربة الاستجابة الكاملة هذه المرة لنداء وقف إطلاق النار خلال هذه المناسبة الدينية المباركة.
ميدانيا سيطرت مجموعة من فصائل الجيش الحر على ضهرة عبد ربه في ريف حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي قتل فيها عدد من جنود النظام وسيطر مقاتلو المعارضة على مجموعة من الغنائم والمعدات العسكرية، يأتي هذا في ظل حملة عسكرية يشنها النظام على مدينة حمص، وتواصل القصف والاشتباكات في عدد من المناطق.
وتعود أهمية سيطرة الجيش الحر على ضهرة عبد ربه، إلى أن هذه المنطقة تفصل الريف الحلبي عن المدينة وتتوسط الطريق الواصل بين المخابرات الجوية والسجن المركزي وتسهم في حماية قوات النظام في تمركزها في معارة الأرتيق وشويحنة. وتأتي هذه التطورات عقب قصف قوات النظام السوري بالمدفعية مسجد الحسامي في شارع الدبلان في حمص وسط البلاد أثناء صلاة التراويح، مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرين شخصاً وسقوط عشرات الجرحى.
وأفاد ناشطون بأن القصف تواصل أثناء جهود إنقاذ الضحايا مما تسبب في مقتل وإصابة بعض المسعفين.
وشهدت حمص امس الاول قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء المدينة المحاصرة كما تجدد القصف بقذائف الهاون على حي الوعر، فيما عرف ريف المدينة قصفا عنيفا أيضا بالمدفعية الثقيلة على مدينة الرستن.
وكان النظام السوري قد أعلن الاثنين عبر التلفزيون الرسمي فرض سيطرته الكاملة على حي الخالدية المحوري في مدينة حمص بعد حملة عسكرية استمرت شهرا بدعم من حزب الله اللبناني، في تقدم إضافي قد يمهد للسيطرة على آخر معاقل المعارضين في المدينة.
وأقر ناشطون معارضون في المدينة بسيطرة النظام على الغالبية العظمى من الحي، مشيرين إلى أن المقاتلين انسحبوا منه بسبب القصف العنيف المتزامن مع حصار قاس مفروض منذ أكثر من عام.
في الأثناء يتواصل القصف والاشتباكات في عدد من المناطق السورية، حيث أفادت شبكة شام الإخبارية يوم الثلاثاء بأن العاصمة السورية دمشق تشهد قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء برزة والقابون وجوبر ومخيم اليرموك واشتباكات عنيفة في أحياء برزة ومخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة قرى بريف حماة الشرقي، شهدت حلب قصفا من الطيران الحربي الذي استهدف محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء، وقصفا بالمدفعية الثقيلة على حي صلاح الدين.
وبـدرعا استهدف القصف بالمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد، وريف المدينة تحديدا مدينة الحارة وبلدة بصر الحرير.
وعلى صعيد غير بعيد شككت الولايات المتحدة الامريكية امس الاول في قدرة القوات النظامية السورية المدعومة بقوات من حزب الله وايران على الاحتفاظ بالمكاسب التي حققتها على الارض وابقاء سيطرتها على مناطق داخل حمص وفي محيطها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي في مؤتمر صحافي «اننا نراقب الوضع عن كثب ونحن على تواصل وثيق مع «المجلس العسكري الاعلى» ومع المسؤولين على الارض وسنواصل المراقبة خلال الايام والاسابيع المقبلة».