
الأراضي المحتلة -«وكالات»: قال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون يوم الأربعاء ان مواقف الجانبين ما زالت متباعدة للغاية بشأن بنود اي اتفاق للسلام بعد يوم من استئناف المحادثات في واشنطن للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات.
وقالت رئيس وفد المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني ان الطرفين «في حاجة الى بناء الثقة» بعد ما وصفته ببداية مشجعة في واشنطن ورفضت مطلب الفلسطينيين التركيز أولا على الاتفاق على حدود الدولة المستقلة. وقالت ليفني للاذاعة الاسرائيلية «الهدف هو انهاء الصراع... لا يمكن أن ينتهي «هذا الصراع» فقط بمجرد وضع حدود». وتوقع ياسر عبد ربه المسؤول المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس «صعوبات هائلة» أمام المحادثات التي استؤنفت بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وأشار عبد ربه في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الى البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وقال ان أي بناء جديد هناك سيقضي على المفاوضات.
وكان عبد ربه يلمح الى تقارير اعلامية اسرائيلية أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقنع حلفاءه من اليمين المتطرف بتأييد المحادثات بأن تعهد لهم بالموافقة على مزيد من التوسع الاستيطاني.
وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية في عددها الأصادر امس الاول ان محادثات سرية جرت بين نتنياهو وحزب البيت اليهودي ممثلا بوزير الاسكان اوري ارئيل بعدم اعتراض الاخير على قرار الافراج عن الاسرى مقابل الاستمرار في البناء الاستيطاني. وخولت الحكومة الاسرائيلية لجنة وزارية الاحد الماضي للبت في قضية الافراج عن الاسرى القدامى بالتوزاي مع التقدم في المفاوضات.
وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان التفاهمات بين الجانبين لم توقع بشكل نهائي لكن اتفقا بشكل واضح على الاستمرار في الاستيطان.
وحسب الصحيفة فان الجانبين اتفقا على ابقاء الاتفاق سريا وعدم نشره مع اعطاء الحرية لرئيس الحكومة بقطع الوعود امام الجانب الامريكي بوقف المخطط الاستيطاني.
وقال كيري ان المفاوضين سيجتمعون مجددا في أغسطس بهدف التوصل الى اتفاق على قضايا «الوضع النهائي» في غضون تسعة أشهر.
وانهارت محادثات السلام السابقة عام 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وقال عبد ربه ان الحدود التي يقول الفلسطينيون انها يجب أن تقوم على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 هي القضية الأولى التي يتعين حلها معارضا بذلك مطلب اسرائيل التصدي لكل القضايا بما في ذلك اللاجئين والقدس في وقت واحد.
وقال عبد ربه «اي محاولة لوضع كل الاطباق على الطاولة مباشرة ودفعة واحدة قد تكون محاولة للتعطيل». وقال وزير المالية الاسرائيلي يئير لابيد إن الهدف النهائي من المفاوضات هو إقامة دولة فلسطينية على «معظم» الضفة الغربية لكنه اضاف ان اسرائيل ستحتفظ بثلاثة تجمعات استيطانية كبرى هناك إضافة الى القدس الشرقية.
وتابع لابيد ان على الفلسطينيين في نهاية المطاف القبول بذلك «لأنهم لا خيار لهم». ومضى يقول «ما نسعى اليه هو طلاق عادل من الفلسطينيين حتى نستطيع أن نبقى على جانب من الحدود وهم على الجانب الآخر».
وأخفقت المفاوضات السابقة على مدى عقود برعاية الولايات المتحدة في حل هذا الصراع.