عواصم – «وكالات»: شنت قوات النظام السوري امس الاول قصفا على عدد من المدن، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وجرح آخرين، وألحق دمارا بالمنازل والمتاجر والسيارات، في حين تتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.
وتشير آخر التطورات الميدانية، حسب شبكة شام، إلى تعرض العاصمة دمشق لقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء مخيم اليرموك والقابون وجوبر وبرزة، وإلى وقوع اشتباكات في حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات النظام.
أما ريف دمشق فقد تعرّض لقصف بالمدفعية الثقيلة على معضمية الشام وبساتين خان الشيح وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وبداريا بريف دمشق أيضا، شهد غرب المدينة فجر الجمعة إطلاق نار كثيف بالرشاشات المتوسطة والخفيفة من الحواجز والقوات المتمركزة على هذه الجبهة، إضافة إلى اشتباكات متقطعة على معظم جبهات المدينة، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي للمجلس المحلي بالمدينة.
كما شهدت سماء مدينة داريا تحليقا للطيران الحربي بالتزامن مع توجه تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري إلى مدينة مدعومة بالدبابات والآليات والسيارات المحملة بجنود النظام، مع قصف بالمدفعية الثقيلة والهاون على أحياء المدينة وجبهاتها.
في هذه الأثناء ذكر المركز الإعلامي السوري أن قوات النظام قصفت حي الوعر في حمص بصواريخ أرض أرض، موضحا أن عددا من الأشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء القصف، وأن القصف ألحق دمارا كبيرا بالحي الذي يستضيف عشرات الآلاف من النازحين، خاصة من أحياء حمص المحاصرة.
من ناحية أخرى تشهد أحياء المدينة المحاصرة قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات، في الوقت الذي تشن فيه قوات النظام أيضا قصفا على بلدة الغنطو بريف حمص.
في حمص أيضا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أربعين شخصا على الأقل قتلوا في تفجير مستودع للذخيرة. وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن الجيش الحر استهدف بصواريخ غراد مستودعات للذخيرة في حيي النُزهة ووادي الدهب، المواليين للنظام.
في المقابل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في حمص نفيه ما تداولته وسائل إعلام عن وقوع عشرات الضحايا بين المواطنين جراء استهداف من وصفهم بالإرهابيين بقذائف صاروخية بالمدخل الجنوبى لمدينة حمص.
وأوضح أن هذه العملية أسفرت عن إصابة عشرات من المواطنين نقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج اللازم، وإلى «استشهاد أربعة منهم متأثرين بجراحهم»، وهي رواية فندتها المعارضة.
وفي درعا ذكرت شبكة شام أن ريف المدينة شهد قصفا بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الحارة وطفس، كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة قرفا.
من جهتهم قال ناشطون إن قوات النظام السوري شنت غارة جوية على مدينة نوى. واستهدف القصف الحي الأوسط قرب مسجد الإمام النووي، وهو ما أسفر عن قتلى وجرحى، فضلا عن دمار لحق بمباني المدينة.
كما اتهم ناشطون قوات النظام بإعدام عدد من الأشخاص ميدانيا في قرية مسحرة، القريبة من مدينة القنيطرة.
يتزامن هذا مع قصف بمدينة حلب بالمدفعية الثقيلة على أحياء مساكن هنانو والصاخور، ومع وقوع اشتباكات في أحياء الأشرفية والراشدين بين الجيش الحر وقوات النظام.
وبريف حلب استهدف قصف الطيران الحربي محيط السجن المركزي بحلب وبلدة كفرناها، على وقع اشتباكات عنيفة في محيط سجن حلب المركزي بين طرفي النزاع.
وفي ريف إدلب قالت لجان التنسيق المحلية إن طائرات للنظام شنت غارات على مدينة أريحا، حيث استهدف القصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة القسم الشمالي من المدينة وجبل الأربعين، فيما قصفت المدفعية الثقيلة بلدات كورين وكفر نجد وقرى شمال جبل الزاوية.
وقد أدى القصف على مدينة أريحا إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح عشرين آخرين، ليصل عدد قتلى المدينة في شهر رمضان إلى ستين وعشرات الجرحى، فيما تعاني المدينة من أوضاع معيشية صعبة ونقص في الأدوية جراء حصارها من قبل قوات النظام.
إلى ذلك شهدت محافظة دير الزور قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف الأحياء «المحررة» بالمدينة، فيما قصفت مدينة موحسن الواقعة بريف دير الزور.
وعلى صعيد منفصل قالت نافي بيلاي مسؤولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم الجمعة إنها ترغب في فتح تحقيق مستقل في مذبحة ارتكبها مقاتلو المعارضة السورية على ما يبدو في بلدة خان العسل.
وأضافت في بيان أصدره مكتبها «بناء على تحليلات فريقي حتى الآن نعتقد أن مجموعات معارضة مسلحة قامت في واقعة واحدة موثقة بالفيديو بإعدام 30 شخصا على الأقل أغلبهم جنود على ما يبدو».
واتهمت وسائل إعلام رسمية سورية مقاتلي المعارضة بقتل 123 شخصا أغلبهم من المدنيين خلال هجوم للمعارضة في محافظة حلب في أواخر الشهر الماضي.
وبثت جماعة تطلق على نفسها اسم أنصار الخلافة الإسلامية فيديو على موقع يوتيوب ظهرت فيه نحو 30 جثة لشبان مكومة بجانب حائط. وأضافت الجماعة أن القتلى كانوا رجال ميلشيات مؤيدة للرئيس بشار الأسد.
وقتل أكثر من مئة ألف شخص في الحرب الأهلية في سوريا. وفي الشهور الأولى من الصراع ألقي باللوم على قوات الأسد في ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان جرى توثيقها لكن لجنة التقصي المختصة بسوريا والتابعة للأمم المتحدة تقول حاليا إن الجانبين ارتكبا فظائع.
وقالت بيلاي «يجب ألا تعتقد قوات المعارضة أنها بمنعة من المحاكمة. يجب أن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي».
وأضاف مكتب بيلاي أن فريقه في المنطقة يواصل التحقيق في ملابسات ونطاق أعمال القتل وقال إن لديه معلومات من مصدر جدير بالثقة بأن مقاتلي المعارضة لا يزالون يحتجزون ضباطا وجنودا أسروا في خان العسل.
والبلدة هي أحد ثلاثة مواقع ستزورها مجموعة أخرى من محققي الأمم المتحدة لمحاولة التحقق من مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في الصراع.