
عواصم – «وكالات»: أدى أكثر من 300 ألف فلسطيني صلاة آخر جمعة برمضان في المسجد الأقصى، حيث نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي تعزيزات أمنية واسعة قدرت بأكثر من ثلاثة آلاف شرطي في محيط مدينة القدس والبلدة القديمة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب وصول أكثر من 300 ألف مسلم للصلاة في المسجد الأقصى، مضيفا «أن أمورهم كانت ميسرة والحمد لله».
من جهتها قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري لذات الوكالة إن «تعزيزات لقوات الشرطة نشرت في مختلف أنحاء المدينة حفاظا على سلامة وأمن وأمان كافة أفراد الجمهور والوافدين للصلاة».
وقالت الشرطة إن هناك تسهيلات على دخول المصلين الوافدين من مناطق الضفة الغربية لصلاة الجمعة في الأقصى شملت السماح للرجال دون عمر 40 عاما فما فوق بالدخول إلى القدس للصلاة دون حاجة للحصول على أي تصريح خاص.
وأضافت أنها سمحت للنساء من كافة الفئات العمرية وللرجال من عمر 60 عاما فما فوق وللأطفال حتى عمر 12 عاما برفقة ذويهم لدخول القدس طوال شهر رمضان.
من جانبه ألقى الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله خطابا علنيا نادرا يوم الجمعة أمام الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية ببيروت بمناسبة يوم القدس العالمي.
وقال في أول ظهور علني له منذ سبتمبر من العام الماضي «إسرائيل خطر على سائر شعوب المنطقة... بما فيها لبنان ومن هنا إزالتها مصلحة وطنية».
واشار الى واضاف قائلا انه مضطر ان يتحدث طائفيا اليوم قائلا ان من يقف خلف الحراك ضد الشيعة «هدفه ان ننسى فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني واكثر من هذا ان يصبح عندنا كراهية لكل ما اسمه فلسطين وفلسطيني»
لكنه اضاف «اليوم سنقول لكل هؤلاء.. لامريكا.. لاسرائيل.. للانجليز وادواتهم في الدول الاقليمية في منطقتنا.. نريد ان نقول لكل عدو ولكل صديق...اليوم في يوم القدس اخر جمعة من شهر رمضان المبارك 2013 ميلاديا نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الامة في فلسطين».
ومضى يقول وسط اجراءات امنية مكثفة «قولوا رافضة قولوا ارهابيين قولوا مجرمين قولوا ماشئتم واقتلونا تحت كل حجر ومدر وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد نحن شيعة علي بن ابي طالب لن نترك فلسطين».
وردد الحضور هتافات «لبيك يا نصر الله» وباقي الشعارات المؤيدة لحزب الله ولامينه العام الذي نادرا ما يظهر مباشرة امام الحشود منذ الحرب مع اسرائيل في عام 2006.
واشار نصر الله الذي يدعم انصاره قوات الرئيس السوري بشار الاسد في حربه الى ان «كل من يرعى الجماعات التكفيرية ويدفع بها الى ساحات القتال هو الذي يتحمل مسؤولية كلّ المصائب والدمار الذي يقدّم أكبر الخدمات لاسرائيل» مؤكدا أن «المشروع التكفيري في المنطقة سيهزم».
وعلى ذات الاتجاه وقبل يومين من تنصيبه رئيسا لايران قالت قناة تلفزيون برس الايرانية يوم الجمعة ان الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني أكد ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية سبب «جرحا» للعالم الاسلامي.
وكان تقرير سابق لوكالة انباء الطلبة الايرانية قد نقل عن روحاني قوله «النظام الصهيوني جرح في جسد العالم الإسلامي منذ سنوات ويجب محوه».
وتماثل تصريحات روحاني في حدتها المشاعر المعادية لاسرائيل التي كان يرددها الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد لكن وسائل الاعلام الحكومية الايرانية سارعت إلى تخفيف التصريحات وقالت ان وكالات انباء لم تحددها حرفت تصريحات روحاني.
ونشرت قناة تلفزيون برس نصا للحديث بين روحاني وصحفيين أثناء تجمع في الاحتفال السنوي بيوم القدس دعما للقضية الفلسطينية.
وقال روحاني «في منطقتنا هناك جرح لسنوات في جسد العالم الاسلامي في ظل احتلال أرض فلسطين المقدسة والقدس العزيزة».
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للرد على ما نشرته وكالة انباء الطلبة من تصريحات روحاني وقال ان الرجل الذي عرف بأنه معتدل هو في الحقيقة معاد لاسرائيل مثله في ذلك مثل سلفه احمدي نجاد الذي اثار نفيه لحدوث المحرقة ووصفه اسرائيل بانها «ورم سرطاني» موجة انتقادات دولية.
وتساور الولايات المتحدة وحلفاؤها شكوك في ان ايران تطور برنامجا للاسلحة النووية. وتصر ايران على ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية الا ان اسرائيل تعتبره تهديدا لوجودها وترفض استبعاد القيام بعمل عسكري لتدميره.
وتأمل الدول الغربية انه في ظل حكم الرئيس المعتدل روحاني يمكن ان تؤدي الدبلوماسية الى التوصل لاتفاق يحد من برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم لتجنب نشوب حرب.
وقال نتانياهو في بيان «انكشف وجه روحاني الحقيقي بأسرع من المتوقع... هذا هو ما يعتقده الرجل وهذه هي خطة عمل النظام الإيراني».
وقال نتانياهو ان ما قاله روحاني «يجب ان يوقظ العالم من أوهامه التي يعيش فيها منذ الانتخابات الايرانية» واضاف ان ايران ما زالت تسعى «للحصول على اسلحة نووية لكي تهدد سلام اسرائيل والشرق الاوسط والسلام العالمي».
وكان احمدي نجاد في اخر خطاب القاه كرئيس موجها كلامه الى اسرائيل في يوم القدس قد جاء فيه «لقد زرعتم الريح في منطقتنا وسوف تحصدون العاصفة. اقسم بالله ان عاصفة عاتية ستهب وتقتلع الكيان الصهيوني».