
القاهرة – «وكالات»: نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر مساء امس الاول «مليونية القدر» الليلة تحت شعار «الدعاء على الظالمين»، وذلك بعد مسيرة انطلقت صباح الأحد تطالب بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي وترفض ما سمته «الانقلاب العسكري»،.
والقت مروحية عسكرية بعد صلاة المغرب على المحتشدين في رابعة العدوية نسخا من بيان وزارة الداخلية الصادر يوم السبت والذي يدعو إلى فض الاعتصام.
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر إلى الخروج الأحد بمظاهرات في جميع أنحاء مصر تحت اسم «مليونية ليلة القدر»، ودعا أيضا المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تنظيم ما سماه «مليارية ليلة القدر».
وعلى صعيد متصل خرج مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في مسيرة صباح الاحد من ميدان رابعة العدوية إلى شارع صلاح سالم.
وقال مراسلون إن المسيرة التي ضمت عدة آلاف انطلقت نحو شارع صلاح سالم. وقال ناشطون إن المتظاهرين توقفوا أمام مقر الجهاز المركزي للمحاسبات, في حين انتشرت وحدات من الجيش في بعض مفترقات الطرق.
من جانبه قال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي إن معلومات وصلت إلى المعتصمين بأن القوات القريبة من ميدان رابعة من الجيش والشرطة كانت تريد الوصول إلى سيارة البث الفضائي وإحداث فوضى في الميدان لكنها فشلت بعد أن تصدى لها المعتصمون.
وكان عضو مجلس أمناء الثورة صفوت حجازي قد قال إن آليات تابعة للجيش والشرطة حاولت «اختطاف» معتصمين داخل ميدان رابعة. وأضاف المتحدث أن أفراد حماية الميدان منعتها من التقدم وباءت المحاولة بالفشل.
وتأتى هذه الاحداث فى وقت تشهد فيه القاهرة حراكا دبلوماسيا وسياسيا واسعا، بعد أن قرر وزيرا خارجية قطر والإمارات تمديد زيارتيهما لمصر، وفي حين اجتمع وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السياسي مع وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي، ناقش مجلس الدفاع الوطني استعادة الاستقرار في البلاد.
فقد أعلنت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة الأحد أنها تلقت إشارات من سفارات الإمارات وقطر والولايات المتحدة بمد زيارات وزيري خارجية الإمارات وقطر ووليم بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركية لإجراء مزيد من اللقاءات حول الوضع فى مصر.
وقالت المصادر إنه كان من المقرر مغادرة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد ظهر الأحد إلا أنه قرر مد زيارته إلى يوم الإثنين. كما كان من المقرر أيضا أن يغادر وزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية قبل عصر الأحد إلا أنه طلب مد زيارته ولم يحدد الموعد الجديد للمغادرة.
وحسب المصادر، جرى تمديد زيارة بيرنز من يوم الأحد إلى الإثنين لإجراء مزيد من اللقاءات للتوصل إلى حل سياسى للازمة الحالية.
وأضافت المصادر أنه يتواجد بالقاهرة أيضا مبعوث الإتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط برناردينو ليون. في حين أنهى وزيري خارجية إريتريا والفلبين زيارتيهما لمصر الساعات الماضية، كما توافدت عدة وفود أمنية ومخابراتية لبحث التعاون الأمني مع المسؤولين المصريين بعد 30 يونيو، كما يصل خلال ساعات داتو محمد مبعوث رئيس وزراء ماليزيا ووفد صينى وآخر روسى.
وعلى صعيد متصل، اجتمع وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السياسي مع وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي والوفد المرافق له. وبحث اللقاء ضرورة نبذ العنف وتهيئة الأجواء لتحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية بمشاركة كل الأطياف والقوى السياسية الفاعلة.
والتقى بيرنز مع رئيس الوزراء حازم الببلاوي، وذلك بعد أن التقى يوم السبت كلا من الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه محمد البرادعي وممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية.
والتقى بيرنز أيضا وزير الخارجية المصري في الحكومة المؤقتة السبت، وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن فهمي أكد على التزام الحكومة المؤقتة بخارطة الطريق الانتقالية التي تنتهي بانتخابات جديدة.
وعلى الصعيد الأفريقي، اختتم وفد لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الأفريقي زيارته لمصر. ويستعد الوفد لإعداد تقرير كامل عن هذه الزيارة. وأكد رئيس الوفد ألفا عمر كوناري رئيس مالي السابق، أن الوفد عقد كل اجتماعاته في مصر بحرية مطلقة، واستمع إلى جميع الأطراف بهدف المساهمة في خروج مصر من أزمتها.
من ناحية أخرى قال بيان للرئاسة المصرية إن مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس المؤقت عدلي منصور عقد اجتماعا لمناقشة استعادة الاستقرار في البلاد.
ونوقشت في الاجتماع على وجه الخصوص «سبل التعامل مع التهديدات الأمنية الصادرة عن تجمعي رابعة العدوية والنهضة».
وقرر المجلس «دعم إجراءات الحكومة التي بدأت في اتخاذها مع التأكيد أن ذلك لا يحول دون إعطاء الفرصة لجهود الوساطات والمفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى تجنيب الوطن المخاطر الصادرة عن التجمعين؛ وتحافظ على أرواح المواطنين أيا تكن انتماءاتهم».
وأكد المجلس على المضي قدما في تحقيق النتائج المرجوة من خارطة طريق المستقبل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ودعا المجلس المواطنين في تجمعي رابعة العدوية والنهضة الى تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن ونبذ العنف والعودة للصف الوطني والالتحاق بخارطة المستقبل مع بقية أبناء الوطن.
وأكد المجلس ان دعمه لجهود الحكومة لمجابهة الخروقات والتهديدات الصادرة عن التجمعين لا يحول دون اعطاء الفرصة لجميع الجهود والوساطات التي يمكن أن تؤدي الى تجنيب الوطن المخاطر الصادرة عن هذين التجمعين وتحافظ على أرواح المواطنين أيا كانت انتماءاتهم وتحقن دماءهم طالما أن ذلك يتم في مدى زمني محدد ومحدود ولا يفتئت على القانون والحق العام.
وناشد المواطنين تفهم طبيعة الخطوات الواثقة التي تتخذها الحكومة للحفاظ على سلامة الأرواح وحقن الدماء مؤكدا أن هذه الخطوات لن تفرط أبدا في التزامات الحكومة حيال أمن المجتمع.
يذكر ان مجلس الدفاع الوطني يرأسه الرئيس المؤقت عدلي منصور ويضم كلا من رئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع والانتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السياسي وعددا من الوزراء والقيادات الأمنية والعسكرية ويختص وفقا للاعلان الدستوري المؤقت بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها.
من جانبه التقي رئيس الوزراء حازم الببلاوي ممثلي عدد من الأحزاب المصرية الاحد، ووصف اللقاء بأنه مثمر. وقال مراسلون إن الببلاوي سيلتقي ممثلي عدد من الأحزاب الإسلامية في وقت لاحق.
من جهته نفى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن لقاء بين التحالف الوطني لدعم الشرعية واللواء محمد العصار ممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال عارف إنه لا تفاوض مع من سماهم الانقلابيين, وجدد مطالب التحالف بعودة مرسي إلى الحكم.
كما نفى المستشارالإعلامي لحزب البناء والتنمية خالد الشريف اجتماع قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية, مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وأعلن أيمن نور رئيس حزب غد الثورة استقالته من المجلس القومي لحقوق الإنسان بسبب عدم الاستجابة لطلبه مقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي.
ودعا نور إلى وقف الحملات والشحن الاعلامي وتبادل الاتهامات لعدة أيام وطالب بعقد لقاءت تخرج بحلول يقبل بها الجميع. كما أكد ضرورة بقاء الجيش بعيدا عن العملية السياسية.