
القاهرة – «وكالات»: شهد محيطا اعتصامي رابعة العدوية والنهضة امس تأهباً من مؤيدي جماعة الإخوان بعد الانقطاع الجزئي للكهرباء عنهما، وكانت هذه الخطوة على ما يبدو إشارة إلى بدء إجراءات فرض حصار على المعتصمين ضمن محاولات قوات الأمن فض الاعتصامات بشكل تدريجي، وهو الأمر الذي كانت قد تحدثت عنه مصادر أمنية خلال الأيام السابقة.
وكشفت تقارير صحافية عن تهديدات لأنصار جماعة الإخوان المعتصمين في ميدان رابعة العدوية بالتوجه إلى ميدان التحرير بالقاهرة، وذلك رداً على التهديد بفض اعتصامهم.
وكان التيار الكهربائي في ميدان رابعة بالقاهرة تعرض لانقطاع كامل مؤقت، فيما تغلب الإخوان على هذا الانقطاع بتشغيل المولدات الكهربائية.
وبدأ القائمون على المنصة بمناشدة المعتصمين بتوخي الحذر من هجوم مباغت للشرطة، في الميدان، الذي تعتصم فيه جماعة الإخوان المسلمين، احتجاجاً على عزل الدكتور محمد مرسي من رئاسة الدولة.
وكشفت مصادر صحافية متطابقة عن تفاصيل الخطة الرسمية التي اعتمدتها الحكومة المصرية لفض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ساحة رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، والتي تتضمن فضاً متدرجا للاعتصام بدلا من الفض الحاسم، وذلك في محاولة لحماية المتظاهرين وتجنب أي ضرر قد يلحق بهم.
وأبانت المصادر أنه سيتم اعتماد خطة بديلة لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية، وذلك عبر اتخاذ سلسلة إجراءات من بينها، منع الدخول والخروج من وإلى الميدان، إضافة إلى منع إدخال الطعام للمعتصمين، وقطع الكهرباء والمياه عن الساحة، حيث يتواجد المعتصمون، ويعد أيضا من أبرز الخيارات المطروحة، استخدام خراطيم المياه ووسائل أخرى عالمية لفضّ المظاهرات.
وقد تصل مدة العملية عدة أيام أو أسابيع ولكن السقف الزمني يصل مداه إلى ثلاثة أشهر، واللجوء لهذا الخيار عززته التقارير الأمنية التي رصدت هشاشة الوضع في رابعة العدوية في الأسبوع الأخير مقارنة بما كان عليه في بداية الإطاحة بمرسي، إذ أصبحت خطابات قيادات الإخوان تصيب أنصارهم بالملل، خاصة بعد الوعود الكثيرة بقرب عودة مرسي.
هذا ويتم الحديث عن تسريبات لشروط وضعتها الجماعة لفضّ الاعتصام بعد المفاوضات التي أجراها دبلوماسيون عرب وغربيون في الأيام الماضية مع قيادات جماعة الإخوان، حيث قالت صحيفة التحرير إن الجماعة لها عدة شروط لتقوم بالانسحاب وأنصارها من أماكن الاعتصام طواعية.
أول هذه الشروط الإفراج عن قياداتها المعتقلين، ما عدا الرئيس المعزول محمد مرسي وخيرت الشاطر، بالإضافة إلى التعهد بعدم حظر الجماعة أو حل الحزب، وعدم ملاحقة المطلوبين، وأخيراً تعديل الدستور وليس تغييره.
وأما تتمة الاتفاق فإنه وبعد تحقيق الشروط ينبغي على قوات الأمن القيام بهجوم صوري على مقرات الاعتصام برشاشات المياه والغازات المسيلة للدموع لحفظ ماء وجه قيادات الجماعة.
سيناريوهات مختلفة وتسريبات من جهات عدة، يختلف البعض أو يتفق مع صحتها، لكن يظل الترقب هو سيد الموقف في الشارع المصري بانتظار ساعة الحسم.