
القاهرة - وكالات: دعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر أنصارها إلى مسيرة احتجاجية في القاهرة امس بعد مقتل 525 شخصا على الأقل في حملة أمنية لفض اعتصامين للرئيس المعزول محمد مرسي واشتباكات لاحقة تركت مصر أكبر الدول العربية سكانا في حالة من الاستقطاب والاضطراب.
وقالت الجماعة امس إنها ستسقط الانقلاب العسكري الذي أدى إلى عزل مرسي، مؤكدة على اعتزامها انتهاج «النضال السلمي»، على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح يوم الأربعاء خلال فض اعتصامي المؤيدين لمرسي بميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة.
وقال مسؤول الاتصال والعلاقات الخارجية بجماعة الإخوان المسلمين جهاد حداد على صفحته الرئيسية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالإنكليزية «سنظل دائما ملتزمون باللاعنف والسلمية سنظل أقوياء ومتحدون وأصحاب عزيمة».
وأضاف حداد وفقا لوكالة رويترز «سنمضي حتى نسقط هذا الانقلاب العسكري»، وذلك في أعقاب يوم دام أدى إلى مقتل المئات وسقوط آلاف الجرحى، وإلى إعلان السلطات المصرية عودة العمل بقانون الطوارئ وإعلان حظر التجول بعدد من المحافظات المصرية.
وكان القيادي بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، شدد على أن الفريق الأول عبد الفتاح السيسي يدفع مصر إلى حرب أهلية، داعيا الشعب المصري للنزول للميادين للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري.
وحث البلتاجي المصريين إلى النزول للشوارع للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري حاليا لمصر. كما حث المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف «المجازر» في مصر
في الوقت نفسه أكد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف التزام مؤيدي مرسي بالسلمية وعدم الانجرار إلى العنف،
وتعرضت القاهرة ومدن أخرى لأعمال عنف صادمة يوم الأربعاء ولكنها اتسمت بالهدوء بدرجة كبيرة ليل الأربعاء بعد أن أعلنت الحكومة المدعومة من الجيش حالة الطواريء لمدة شهر وفرضت حظر تجوال من غروب الشمس وحتى الساعات الاولى من الصباح في العاصمة و13 محافظة أخرى.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الجيش سيتمكن من كتم غضب انصار الرئيس المعزول.
واشتبك إسلاميون من أنصار مرسي مع قوات الشرطة والجيش التي استخدمت الجرافات والقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية يوم الأربعاء لفض اعتصامين في القاهرة والجيزة تحولا الى بؤرتين للمواجهة بين الاخوان والجيش.
وامتدت الاشتباكات بسرعة وقال مسؤول من وزارة الصحة امس إن 525 شخصا قتلوا ونحو 3717 اصيبوا بجروح في القاهرة والاسكندرية وعدة بلدات ومدن في مختلف ارجاء مصر التي يقطنها نحو 84 مليون نسمة.
وفي موقع اعتصام مسجد رابعة العدوية بالقاهرة قام جامعو القمامة امس بتنظيف المكان من بقايا الخيام المحترقة. وفكك الجنود المنصة المقامة في قلب مكان الاعتصام. وكان هناك مدرعة محترقة متوقفة في شارع قريب.
وتقول جماعة الاخوان المسلمين إن أعداد القتلى أعلى بكثير من البيانات الرسمية وقال متحدث باسمها إن نحو ثلاثة آلاف شخص قتلوا في «المذبحة». ومن المستحيل التحقق من البيانات بشكل مستقل نظرا لاتساع نطاق العنف.
ويمنح إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال للجيش سلطات الاعتقال والاحتجاز لاجل غير مسمى التي احتفظ بها على مدى عقود في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011.
ويؤكد الجيش إنه لا يسعى للسلطة وانه تحرك الشهر الماضي لعزل مرسي استجابة للارادة الشعبية واحتجاجات حاشدة لكن الأزمة السياسية التي مزقت المصريين بين موال ومعارض لمرسي طغت على جهود استعادة الديمقراطية.
وتحدث رئيس الوزراء حازم الببلاوي في كلمة بثها التلفزيون قائلا «لم يكن قرارا سهلا» موضحا ان السلطات لم يكن أمامها خيار اخر.
وأضاف الببلاوي إن الأمور «وصلت إلى درجة لا يمكن لدولة تحترم نفسها أن تقبلها.»
وامتدت أعمال العنف إلى خارج القاهرة فاشتبك انصار مرسي وقوات الأمن في الاسكندرية والمنيا وأسيوط والفيوم والسويس والبحيرة وبني يوسف.
وقالت قوات الأمن ووسائل الإعلام إن الإسلاميين شنوا هجمات انتقامية على أهداف مسيحية في عدة مناطق وأضرموا النيران في كنائس ومنازل وشركات يملكها أقباط بعد ان أعطى البابا تواضروس مباركته لعزل مرسي.
وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ان الكنائس هوجمت في المنيا وسوهاج واسيوط حيث فر المسيحيون عن طريق الاسطح إلى المبنى المجاور بعد أن احاطت حشود بالكنيسة ورشقتها بالحجارة.
وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم في مؤتمر صحافي إن 43 شرطيا قتلوا في الاشتباكات.
وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية لوكالة أنباء الشرق الأوسط مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في الساعات الأولى من صباح الخميس اثناء دفاعهم عن قسم شرطة حلوان. وقالت الوكالة إن مئات من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين قاموا في الساعات الأولى من الصباح بالتجمع امام قسم شرطة حلوان في محاولة لاقتحامه وهو ما ادى إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
وقال التلفزيون المصري وشهود إن مئات من أنصار جماعة الاخوان المسلمين اقتحموا امس مبنى محافظة الجيزة وأشعلوا النار في مدخله بعد الحملة التي شنتها قوات الأمن على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وبالبيانات الرسمية عن أعداد قتلى الأربعاء يتجاوز عدد القتلى منذ عزل مرسي 800 قتيل أغلبهم من أنصار الرئيس المعزول.