
عواصم – «وكالات»: نقلت رويترز عن مصادر بالمعارضة السورية ومصادر دبلوماسية أن مقاتلي الجيش السوري الحر في جنوبي سوريا بدؤوا في استخدام صواريخ مضادة للدبابات حصلوا عليها مؤخرا من السعودية، وهو تطور قد يشكل نقلة نوعية وتقدما إستراتيجيا في مواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد مصدر على صلة بالجيش السوري الحر الذي يدعمه الغرب أن العديد من الصواريخ الروسية الصنع من طراز «كونكورس» المضادة للدبابات استخدمت في هجوم للمعارضة الأسبوع الماضي على موقع عسكري في مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية.
وقال العضو في كتيبة المعتصم بالله فائق العبود -في رواية أكدها عدد آخر من المقاتلين- إن صواريخ أطلقت أيضا في محيط لحج أحد معاقل المعارضة المسلحة في منطقة وعرة تمتد شمالا إلى أطراف دمشق.
بدوره رجح مصدر دبلوماسي غربي أن التدفق الجديد للأسلحة التي تدفع بها السعودية إلى الحرب في سوريا يعكس مخاوف في الرياض من بطء تقدم قوات المعارضة في الجنوب وقلقا من أن تستغل جماعات على صلة بتنظيم القاعدة حالة الجمود الميداني في توسيع وجودها.
وواجهت المعارضة السورية المسلحة سلسلة من الانتكاسات في وسط سوريا حيث نجحت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة بلدات وأحياء في بعض المدن بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني ودعم إيراني.
ويقول معارضون وخبراء عسكريون إن صواريخ «كونكورس» التي يبلغ مداها أربعة كيلومترات، تمنح قوات المعارضة تقدما إستراتيجيا أمام قوات الأسد الأفضل تسليحا والتي تعتمد على مئات من دبابات «تي72» روسية الصنع ودبابات من طرز أقدم في شن هجماتها البرية والسيطرة على المدن.
ويقول خبراء آخرون إن تقدم المعارضة المسلحة قد يرتبط بما ستحصل عليه خلال الأشهر القادمة من أنظمة الصواريخ المتنقلة مثل صواريخ «كونكورس» وصواريخ «كورنت» الموجهة المضادة للدبابات وصواريخ «رد أرو 8».
ووصلت شحنة الصواريخ التي مولتها السعودية إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة عبر الأردن بعد أشهر من ضغط الرياض على عمان كي تسمح بفتح خط إمداد للمعارضة السورية المسلحة عبر أراضيها.
ويقول مسؤولون أردنيون بشكل غير رسمي إنهم وقعوا بين مطرقة إغضاب السعوديين وسندان انتقام الأسد الذي كان قد حذر عمان هذا العام من مغبة «اللعب بالنار» إذا دعمت معارضيه.
ميدانيا، قال ناشطون إن قوات النظام السوري ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في حي الكلاسة في مدينة حلب، راح ضحيتها أكثر من أربعين شخصا بينهم أطفال ونساء.
كما أدى القصف بالطائرات إلى مقتل عائلات كاملة إثر استهداف أماكن تجمع النازحين في حي الكلاسة وبستان القصر، وفي انهيار أربعة أبنية، في حين لم يسلم مسعفو الضحايا من صواريخ قوات النظام.
من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 102 قتلوا في حلب ودمشق وريفها. وقد أدى القصف بالطائرات في حي الكلاسة في حلب إلى مقتل عائلات كاملة إثر استهداف أماكن تجمع النازحين في الحي وأماكن سكنية. كما ألقت الطائرات براميل متفجرة على قرية حميمة في ريف حلب، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة وجرح آخرين.
وجاءت هذه المجزرة بعد أن شهدت بلدة المليحة بريف دمشق مجزرة صباح الجمعة، حيث قتل ما لا يقل عن 15 وجرح العشرات من بينهم أطفال في قصف صاروخي استهدف أماكن تجمع النازحين.
وفي ريف اللاذقية تواصلت المعارك بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام، حيث تمكنت قوات المعارضة من تدمير دبابة وحافلة لقوات النظام قرب قرية أوبين، كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة إستربة وقرية بيت الشكوحي وقرى جبل الأكراد وجبل التركمان، في محاولة لقوات النظام لاسترجاع ما خسرته من قرى في وقت سابق.
وفي غضون ذلك، ألقى الطيران الحربي براميل متفجرة على مصيف سلمى، مما أدى إلى نشوب حرائق في عدد من الأراضي الزراعية. ويقول المقاتلون المناوئون للنظام إنهم سيواصلون معركتهم حتى الوصول إلى مدينة اللاذقية التي أصبحت قريبة منهم.
بالمقابل قال ناشطون ووكالة الانباء السورية الرسمية إن مسلحين قتلوا بعد منتصف ليلة الجمعة 11 شخصا، معظمهم مسيحيون، في محافظة حمص وسط سوريا. ووصفت وكالة سانا الرسمية الهجوم «بالمجزرة»، ولكن ناشطين يقولون إن بعضا من القتلى كانوا من عناصر الميليشيات الموالية للحكومة السورية. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا أن تسعة من القتلى كانوا من المسيحيين. وقالت سانا إن الهجوم وقع بعد منتصف ليلة الجمعة السبت على الطريق الذي يربط بين قريتي عين العجوز والناصرة المسيحيتين.
على صعيد آخر، قال المرصد إن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة هاجموا قرية رأس العين ذات الاغلبية الكردية المحاذية للحدود مع تركيا، وان قتالا نشب فيها اسفر عن مقتل 17 شخصا.
وكان المسلحون الاكراد قد نجحوا الشهر الماضي في طرد الجهاديين من رأس العين.
وأدى الهجوم الاخير الى نزوح عدد كبير من سكان القرية الى تركيا المجاورة.
وقال المرصد إن الهجوم على رأس العين هو جزء من عملية واسعة النطاق اطلقها الجهاديون يوم الجمعة ضد عدد من القرى والبلدات الكردية شمالي وشمال شرقي سوريا، مضيفا ان الهجوم اسفر عن مقتل اربعة من رجال الميليشيات الكردية و11 جهاديا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ناشط كردي قوله إن «اشتباكات متقطعة ما زالت جارية في منطقتي اصفر نجار وتل حلف.»
وكانت القوات الحكومية قد انسحبت من معظم المناطق ذات الاغلبية الكردية في العام الماضي بعد ان سلمت مسؤولية حفظ الامن فيها للميليشيات الكردية.
من ناحية أخرى، قالت منظمة العفو الدولية إن الفنان التشكيلي السوري البارز يوسف عبدلكي ومعارض آخر قد «تعرضا للتغييب.»
وكان الاثنان، عبدلكي وعدنان الدبس، قد اعتقلا في الثامن عشر من يوليو في مدينة طرطوس الساحلية ولم يعرف مصيرهما منذ ذلك التاريخ.