
القاهرة - وكالات: دعت جماعة الاخوان المسلمين لاسبوع من الاحتجاجات في جميع انحاء مصر بدأ امس وذلك في تحد بعد يوم من مقتل اكثر من 100 شخص في اشتباكات بين الاسلاميين وقوات الامن دفعت البلاد بصورة اقرب الى الفوضى من اي وقت مضى.
ولم تثبط عزيمة الاخوان جراء سفك الدماء حيث قتل حوالي 700 شخص منذ يوم الاربعاء وحث الاخوان انصارهم بالعودة الى الشوارع لنبذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي وحملة على اتباعه.
وقالت جماعة الاخوان التي تتهم جيش مصر بالتخطيط لاسقاط مرسي الشهر الماضي لاستعادة مقاليد السلطة ان رفضهم للانقلاب على النظام اصبح التزاما اسلاميا ووطنيا واخلاقيا ولا يمكنهم التخلي عنه.
ونبذ العديد من الحلفاء الغربيين القتل بما فيهم الولايات المتحدة لكن المملكة العربية السعودية القت بثقلها خلف الحكومة التي يدعمها الجيش يوم الجمعة واتهمت عدوها القديم الاخوان المسلمين بمحاولة زعزعة استقرار مصر.
واندلع العنف في انحاء مصر بعدما دعت جماعة الاخوان المسلمين التي لها جذور ضاربة في الاقاليم الى «جمعة الغضب». وقالت مصادر امنية ان قرابة 50 شخصا قتلوا في القاهرة واكثر من 20 في مدينة الاسكندرية.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية امس ان الاشتباكات العنيفة التي شهدتها انحاء مصر يوم الجمعة أودت بحياة 173 شخصا منهم 95 في وسط القاهرة.
وأضافت الوكالة ان 1330 شخصا اصيبوا في انحاء البلاد منهم 596 في الاشتباكات التي شهدتها القاهرة.
وأعلنت وزارة الداخلية امس ارتفاع أعداد المعتقلين من العناصر المثيرة للشغب التابعة لتنظيم الاخوان خلال أحداث الجمعة الى 1004 اشخاص.
وذكرت وزارة الداخلية فى بيان صحافي أنه تم ضبط 6 بنادق آلية و3 رشاشات و18 طبنجة و11 فرد خرطوش و3 بنادق خرطوش و7 قنابل يدوية و1069 طلقة نارية مختلفة الأعيرة.
وترددت اصداء نيران بنادق الية في انحاء العاصمة ظهر يوم الجمعة وحلقت طائرات هليكوبتر فوق الاسطح واضرمت النيران في مبنى اداري واحد على الاقل واضيئت السماء ليلا بعدما هدأ العنف.
واعلن الاخوان سلسلة من المسيرات اليومية في الايام الستة المقبلة بدأ من يوم السبت.
وقال عبد الله عبد الفتاح احد سكان القاهرة «لن نترك الميادين. ولن نظل صامتين عن حقوقنا ابدا» واضاف انه لم يكن ممن انتخبوا الاخوان المسلمين.
وقال «نحن هنا من اجل اخواننا الذين ماتوا».
ورفضت الحكومة المؤقتة التي شكلت بعد الاطاحة بمرسي التراجع. وخولت للشرطة استخدام الذخيرة الحية للدفاع عن نفسها وعن مؤسسات الدولة.
وبعد اسابيع من الوساطة السياسية غير المجدية تحركت الشرطة يوم الاربعاء لفض اعتصامين لجماعة الاخوان في القاهرة. وقتل اكثر من 600 شخص معظمهم من الاسلاميين . ومع عدم وجود حل وسط على المدى القصير فان اكثر الدول العربية سكانا والتي عادة ما ينظر اليها على ان احداثها رائدة في المنطقة بأسرها تشهد استقطابا وغضبا على نحو متزايد.
وقال شعار ظهر على التلفزيون الرسمي «مصر تحارب الإرهاب» مما يعكس لغة اكثر صرامة في وسائل الاعلام المحلية التي كانت فيما مضى متحفظة بالنسبة للجماعات المتشددة مثل القاعدة.
وقالت الحكومة في بيان انها تواجه الخطة الارهابية لجماعة الاخوان المسلمين.
وامس اعلن المتحدث باسم رئاسة الحكومة المصرية الدكتور شريف شوقي أن رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي اقترح حل جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي أعلنت فيه القبض على إرهابيين من أفغانستان وباكستان وسوريا، أثناء فض الاعتصام غير السلمي لجماعة الإخوان وأنصارهم.
وصرح المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء خلال مؤتمر صحافي، بأن قيادات جماعة الإخوان وجهت أنصارها لمهاجمة المنشآت العامة، كما أنهم يلجأون إلى المجتمع الدولي للحصول على مكتسبات رخيصة.
ووصف تحركاتهم أمس الاول بأنها كانت تهدف إلى تقويض جهاز الشرطة المصرية، لافتا إلى أنه تم القبض على أشخاص من جنسيات أفغانية وباكستانية وسورية أثناء الاشتباكات.
وقال الدكتور شريف شوقي، إنه في هذه الظروف الاستثنائية رأى الشعب المصري بأعينه والعالم أجمع ذلك الإرهاب المنظم الذي تتعرض له الدولة من أجل العودة للحكم، لكن الشعب المصري وشرطتها وجيشها وقفوا أمام هذا الإرهاب.
وأضاف شوقي، أنه عندما قرر الإخوان التجمع غير السلمي للمطالبة بعودة الدكتور محمد مرسي الذي عزله الشعب، لم يعترضهم أحد، ولكن مع مرور الوقت تم اكتشاف أن تجمعاتهم لا علاقة لها بالسلمية نظراً لترويع المواطنين وقطع الطرق، وقامت الحكومة بالسعي للمصالحة من خلال الوسطاء، ولكن بعد فشل المفاوضات، قرر المجلس أن يفض الاعتصام.
وأوضح أنه خلال عملية الفض تم تحديد أماكن للخروج الآمن للمتظاهرين وتم التحذير في البداية وتم الفض تدريجياً، وكانت الحكومة تتمنى أن يستمعوا لصوت العقل ولكن قامت القيادات الإخوانية بالتحريض على العنف، وقاموا بأعمال شغب وتعرضوا للمستشفيات والمؤسسات والمواطنين.
وتابع: «إن ما حدث الجمعة من اعتداءات ارتكبها الإخوان شهادة إدانة سيسجلها الدهر، وتم التعامل معهم بأقصى درجات ضبط النفس لصد هذه الأعمال الإرهابية».
وأشار إلى أن الحكومة تقدر مواقف الدول العربية التي أيدت وانحازت لصالح الشعب المصري في محاربة الإرهاب وتعاهد الحكومة أنها لن تتهاون في محاربة الإرهاب وتنفيذ خارطة الطريق.
وشوهد رجال مسلحون يطلقون النار من صفوف الانصار المؤيدين لمرسي في القاهرة يوم الجمعة في تقويض لتعهدات الاخوان المسلمين بالمقاومة السلمية . وقال مسؤول امني ان ما لا يقل عن 24 شرطيا قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وتعرض 15 قسما من اقسام الشرطة للهجوم.
واشار الاخوان الى ان قوات الامن زرعت المسلحين وقالت انها ما زالت ملتزمة بالسلمية.
وقال شهود ان انصار مرسي نهبوا كنيسة كاثوليكية واضرموا النار في كنيسة انجليكانية في مدينة مالاوي. وتنفي جماعة الاخوان التي تعرضت لاتهامات بالتحريض ضد المسيحيين استهداف كنائس.
ويشكل المسيحيون عشرة بالمئة تقريبا من اجمالي تعداد السكان في مصر الذي يبلغ 84 مليون نسمة واصدرت الكنيسة القبطية بيانا يوم الجمعة قالت فيه انها تدعم بشدة الشرطة والقوات المسلحة المصرية.
وبدت الشوارع هادئة بعد منتصف الليل في القاهرة مع تحذير الحكومة بانه سيتم تطبيق حظر التجول بشدة. وتشكلت لجان شعبية في الاحياء واوقف السكان السيارات التي تمر بمناطق سكنهم وقاموا بتفتيشها.
وبالامس نجحت قوات الأمن المصرية في اخراج مجموعة كبيرة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من داخل مسجد الفتح بمنطقة رمسيس وسط القاهرة بعد أن وفروا لهم ممرا آمنا للخروج.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط انه لا تزال هناك مجموعة أخرى ترفض الخروج من المسجد وتقوم قوات الأمن بالتفاوض معهم لاخراجهم.
واختبأت مجموعة من أنصار المعزول في المسجد منذ عصر أمس الاول بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة بينهم وبين رجال الشرطة.
ووافقت قوات الأمن على دخول فريق طبي قبل فجر الامس لنقل عدد من المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات القريبة كما خرج بعض من أنصار المعزول من المسجد قبل أن يعاود بقيتهم اغلاق المسجد ويهاجموا قوات الشرطة
وتتعرض مصر لازمة تلو الاخرى منذ سقوط حسني مبارك في 2011 وتعاملت مع هزات متكررة تعرض لها الاقتصاد وخاصة السياحة.
وعلق عدد من شركات السياحة جميع الرحلات الى مصر حتى الشهر القادم على الاقل وحثت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة البلاد.
وطالب الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء به الى اتخاذ «الاجراءات المناسبة» لاتخاذ رد فعل على العنف فيما قالت المانيا انها تدرس علاقاتها.