
بغداد - «كونا»: لقي خمسة جنود عراقيين مصرعهم امس اثر استهداف رتل للجيش العراقي شمال العاصمة بغداد فيما قتل خمسة من عناصر الشرطة بتفجير انتحاري استهدف مقرا امنيا في مدينة الموصل شمالي العراق.
وذكر مصدر في الشرطة العراقية لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان ثلاث عبوات ناسفة انفجرت بالتعاقب امس لدى مرور رتل عسكري في منطقة «الطارمية» شمال بغداد ما تسبب بمصرع خمسة جنود واصابة سبعة اخرين بجراح متباينة نقلوا على اثرها الى احدى المستشفيات لتلقي العلاج.
وتشهد الطارمية وبلدات اخرى محاذية في محيط بغداد عملية «ثار الشهداء» الامنية التي تنفذها القوات العراقية لملاحقة الخلايا الارهابية هناك.
وفي الموصل استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري فجر الامس مقرا تابعا للشرطة الاتحادية في منطقة اليرموك بالقرب من سوق «المعاش» غربي مدينة الموصل ما ادى الى مقتل خمسة عناصر من الشرطة واصابة ثلاثة اخرين وثمانية مدنيين.
وذكر مصدر امني في قيادة عمليات نينوى لـ «كونا» ان القوات الامنية طوقت مكان الحادث فيما نقل مسعفون الجرحى الى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثث القتلى الى دائرة الطب العدلي.
وتحدثت الشرطة عن هجوم مسلح اعقب التفجير الانتحاري حيث استخدم فيه المسلحون أسلحة خفيفة ومتوسطة لكن قوة امنية مساندة صدت ذلك الهجوم فيما لاذ المسلحون بالفرار.
وتعد محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل «400 كيلومتر شمال بغداد» من المناطق الساخنة امنيا حيث تشهد مناطق مختلفة من المحافظة عمليات مسلحة ضد القوات الأمنية والمدنيين على حد سواء.
وتأتي هذه الحوادث بعد يوم واحد من مقتل 60 عراقيا وجرح اكثر من 200 اخرين في اعنف موجة تفجيرات استخدمت فيها 20 سيارة مفخخة.
ووقع أسوأ هذه الهجمات في ضاحية الحسينية شمالي العاصمة، حيث قتل 9 أشخاص في انفجارين متتالين أمام مجموعة من المطاعم ومحلات التسوق مساء الثلاثاء.
كما وقعت عدة انفجارات شبة متزامنة في أحياء الطالبية والسعدية غربي العاصمة وفي منطقة الكرادة وسط بغداد، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا على الأقل.
وكان مسلحون قتلوا سبعة أشخاص في اطلاق نار في جنوب بغداد في وقت سابق الثلاثاء.
وباتت أعمال العنف في العراق تتكرر كل بضعة أيام، مخلفة أعدادا من القتلى لم تسجل في السنوات الأخيرة منذ عام 2008.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 800 شخص قتلوا في شهر أغسطس وحده، أكثر من ثلثهم في العاصمة العراقية.
وينسب معظم الهجمات إلى جماعات مسلحة سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وجاءت هذه السلسة من تفجيرات السيارات المفخخة في وقت مبكر من مساء الثلاثاء، في ذروة حركة سكان المدينة للخروج للتسوق أو تناول طعام العشاء في المطاعم، واللقاء في المقاهي والأماكن العامة.
وفي حي الطالبية ذي الغالبية الشيعية، استهدف صفا من المحلات والمطاعم بانفجار سيارة مفخخة.
وقتل 6 أشخاص في منطقة السعدية ذات الغالبية السنية بإنفجارين قرب مركز للشرطة.
وقتل 6 أشخاص أيضا في انفجار سيارة مفخخة قرب محل لبيع الآيس كريم في منطقة الكرادة وسط بغداد.
كما وقعت انفجارات سيارات مفخخة أخرى في شوراع مزدحمة في مدينة الصدر شمالي شرق العاصمة، ومنطقة الشرطة غربي العاصمة، فضلا عن الزعفرانية جنوبي شرق بغداد، ومنطقة أبو دشير في جنوب العاصمة.
وفي الثلاثاء ايضا، عثر على أربع جثث قتلت بإطلاق النار عليها من الخلف في عدد من شوارع العاصمة العراقية.
وقام مسلحون بإطلاق النار على شخصين آخرين في حي الدورة جنوب العاصمة، كما قتل أحد عناصر الصحوات «ميلشيا سنية أنشات لمحاربة تنظيم القاعدة في العراق» مع زوجته وثلاثة من أطفاله في جنوبي العاصمة.
وقد تصاعدت عمليات العنف في العراق في الأشهر الأخيرة، أذ قتل أكثر من 5000 من المدنيين وأصيب أكثر من 12 ألف شخص آخر في عمليات العنف في العراق منذ بداية عام 2013 ، حسب احصاءات بعثة الأمم المتحدة في العراق.
وفي عام 2008 انخفضت معدلات أعمال العنف التي وصلت ذروتها عام 2006 - 2007 ، بيد أنها عادت إلى التصاعد من جديد خلال العام الحالي مع تواصل الأزمة السياسية وخروج تظاهرات واعتصامات في محافظات البلاد ذات الغالبية السنية ضد حكومة نوري المالكي.
وقد ارتفعت وتيرة عمليات العنف في الفترة الأخيرة بعد مداهمة الجيش لموقع اعتصام لمحتجين من العرب السنة قرب مدينة الحويجة في شمال العراق في أبريل. وكان المحتجون يطالبون باستقالة حكومة المالكي، متهمين إياها بتهميشهم وعدم الاستجابة لمطالبهم.
وتركت الأزمة السورية ظلالها في العراق، مع امتداد عمليات العنف المطردة هناك الى البلاد، حيث بدا واضحا تنسيق المقاتلين الجهاديين هناك مع ما يسمى دولة العراق الإسلامية، التي تمثل مظلة للجماعات السنية المسلحة ومن بينها تنظيم القاعدة.
وأفادت القوات الأمنية العراقية أنها اعتقلت في الأسابيع الأخيرة المئات ممن وصفتهم بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة في داخل بغداد ومناطق حولها كجزء من حملة شنتها الحكومة العراقية دعتها «الثأر للشهداء».
بيد أن حملة الدهم التي طالت مناطق ذات غالبية سنية، أغضبت سكان هذه المناطق وفشلت في إيقاف وتيرة العنف المتصاعد في البلاد.