
الآراضي المحتلة – «وكالات» : اكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه امس ان محادثات السلام مع اسرائيل لم تحرز أي تقدم رغم اجراء الطرفين جولات تفاوضية عدة.
وعلق عبد ربه في حديث لاذاعة «صوت فلسطين» عما تردد من تفاؤل ابداه وزير الخارجية الامريكية جون كيري بشأن احراز تقدم في المفاوضات بالقول «ان هذه التصريحات لا تدل على وجود تقدم».
ورأى ان «الامر يتعلق بنوايا الولايات المتحدة في ان يحصل انجازا ما الفترة المقبلة والتي حددت بتسعة اشهر لانهاء المفاوضات وقد بقى منها الان سبعة اشهر».
وشدد على ان كيري كان يعرب عن «نوايا» وليس عن «واقع» قائم على الارض مشيرا الى «انه وحتى الان فإن الاوضاع تؤكد ان العملية السلمية لا تسير قدما».
وابدى المسؤول الفلسطيني تشاؤمه من امكانية احراز تقدم فعلي في هذه المفاوضات.
وقال «حتى الان ليس هناك ما يبشر بأن هناك أي تغيير في السياسية الاسرائيلية يمكن ان تجعلنا نتفاعل بنتائج هذه العملية».
ووصف السياسية الاسرائيلية بأنها توسعية تستهدف الارض الفلسطينية عبر مواصلة البناء في كل المستوطنات بدون استثناء.
وعقد الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي اجتماعات عدة بدأت نهاية يوليو الماضي في واشنطن قبل ان تنتقل الى القدس في اطار مفاوضات تهدف الى وضع اتفاق سلام بين الطرفين في فترة لا تتجاوز التسعة اشهر.
وجرت جولات المفاوضات هذه وسط تكتم شديد امتنع فيه الطرفان عن الادلاء بأى تفصيلات تتعلق بما توصلا اليه من نتائج بشأن الملفات التي يجرى البحث فيها. واتهم عبد ربه اسرائيل «بوضع سياسة تضع الامن اولا والذي بناء عليه يمكن ان ترسم الحدود» مؤكدا «ان هذه النظرية استعمارية قديمة اعاد انتاجها حكام اسرائيل من جديد».
وأعرب عن اعتقاده بأن «لو ان مثل هذه النظرية طبقت اليوم على العالم لترسم الحدود بين دولة ودولة وشعب واخر وفق ما يسمى مقتضيات الامن لعاش العالم حروبا متصلة لا تتوقف». واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب له القاه بمدينة اريحا امس الاول رفضه لمطلب اسرائيل السيطرة على منطقة الحدود بين الضفة الغربية والاردن.
وقال «ان الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية هي بين الاردن وفلسطين ولا وجود لدولة اسرائيل فيها .. ويمكن ان توجد قوات دولية لمراقبة تنفيذ الالتزامات بين الجانبين».
وشدد على أن الحدود الشرقية لدولة فلسطين الممتدة من البحر الميت مرورا بالأغوار والمرتفعات الوسطى إلى حدود بيسان هي حدود فلسطينية أردنية، ولا وجود لإسرائيل بين القطرين العربيين.
واكد «ان كان هناك نوايا سلمية خلال الفترة المحددة لعملية التفاوض فنحن جاهزون للسلام على اساس حقوق شعبنا الفلسطيني ودولة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وبدون القدس لن نقبل بدولة».
وعلى صعيد المصالحة الوطنية دعا عباس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» للقبول بإجراء الانتخابات من أجل تحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية، وأكد أن حماس جزء من الشعب الفلسطيني وأن خيار إقصائها غير وارد، مشيرا إلى أن أمن حدود الدولة الفلسطينية مسؤولية الأمن الفلسطيني.
وخلال كلمة له في حفل تخريج الفوج الأول من جامعة الاستقلال بأريحا، قال عباس إنه في الوقت الذي تكون فيه حماس مستعدة لإجراء الانتخابات العامة ستكون السلطة الفلسطينية جاهزة لذلك بهدف إبقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية لحمة واحدة، مشدّدا على أنه لا دولة من دون القدس الشرقية.
وأضاف «أخوتنا في غزة وتحديدا حماس، أيا كانت خلافاتنا معهم، فهم جزء من الشعب الفلسطيني، ولن نسعى ولا نستطيع أن نقصيهم ونبعدهم عن شعبنا فهم جزء منه». وفي كلمته أكد عباس على أن أمن حدود الدولة الفلسطينية هو مسؤولية الأمن الفلسطيني بالدرجة الأولى ويمكن فقط لقوات دولية متفق عليها أن تراقب تطبيق ما يتم الاتفاق عليه مع إسرائيل في الوضع النهائي.
وعن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، اعتبره عباس أنه بجميع أشكاله عمل غير شرعي، مطالبا الاتحاد الأوروبي بتطبيق الإجراءات الاقتصادية بحظر استيراد السلع من المستوطنات في الموعد المحدد بمطلع العام القادم.
وبالنسبة للمفاوضات الجارية حاليا برعاية أميركية، أكد الرئيس الفلسطيني على جدية القيادة الفلسطينية في السعي للتوصّل إلى حل عادل ودائم ينهي الصراع مع الإسرائيليين، مشيرا للتعاون لتحقيق ذلك مع الإدارة الأميركية وأطراف الرباعية والدول العربية من أجل إنجاح عملية السلام.