
بغداد - «كونا»: لقي ثلاثة اشخاص مصرعهم اثر انفجار قنبلة غربي العاصمة العراقية بغداد امس في الوقت الذي عثر على عشر جثث مجهولة الهوية شرقيها.
وقال مصدر في الشرطة العراقية لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان قنبلة انفجرت داخل سوق شعبي في منطقة ابوغريب غربي بغداد اسفرت عن مصرع ثلاثة اشخاص واصابة خمسة اخرين جراح.
واوضح ان الشرطة عثرت كذلك على عشر جثث لشباب مجهولي الهوية في منطقة المعامل شرقي بغداد موضحا ان الجثث تحمل اثار اطلاق نار في الراس والصدر.
وقالت الشرطة ان أطفالا عثروا على جثث مجهولة لعشرة شبان مقيدي الايدي ومعصوبي العينين قتلوا فيما يبدو بطلقات نارية في الرأس.
وقالت الشرطة ان السكان أبلغوهم بأن تحركات سيارات من والى مبنى مهجور في المنطقة لفتت انتباه الاطفال الذين انتظروا حتى غادرت السيارات المكان ليتحروا الامر.
ولم يتضح من المسؤول عن القتل.
وزادت الحرب الاهلية في سوريا من التوترات الطائفية في اجزاء مختلفة من الشرق الاوسط وأعطت دفعة للمسلحين السنة في العراق الذين يستغلون مشاعر الاستياء بين الاقلية السنية في البلاد.
وشهد العراق في الاونة الاخيرة عدة حوادث تشير الى ان الميليشيات الشيعية التي ابتعدت عن أعمال العنف حتى الآن ربما تشارك فيها مرة اخرى.
وقتل نحو 800 عراقي في أعمال عنف في اغسطس وكانت بغداد المحافظة الاكثر تضررا وفقا لاحصائيات الامم المتحدة.
يذكر ان عمليات التهجير الطائفي والجثث المجهولة عادت للظهور مجددا في بغداد ونينوى ومناطق ساخنة اخرى من العراق
وبالامس اعرب مسؤول اممي عن قلق الامم المتحدة البالغ ازاء عودة عمليات التهجير الطائفي في عدد من مناطق شمال وجنوب العراق.
وقال نائب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق جيورجي بوستن في بيان ان تقارير مقلقة وردت في الاونة الاخيرة عن عمليات تهجير قسري وقتل تعرض لها ابناء عشيرة السعدون وبقية ابناء الطائفة السنية في محافظتي البصرة وذي قار جنوبا وتهجير ابناء قومية الشبك في محافظة نينوى شمالا.
واشار بوستن ان «لجوء الجماعات المسلحة غير المشروعة لاستخدام اساليب العنف والتخويف ضد ابناء الطوائف لاجبارهم على الفرار من ديارهم امر غير مقبول ويعد انتهاكا واضحا لحقوق الانسان الاساسية».
واكد ان هذه الممارسات المثيرة للقلق قد تترتب عليها مخاطر جسيمة تهدد اللحمة الاجتماعية في العراق وقد تعطل الجهود القائمة الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية.
وشهدت محافظة ذي قار مؤخرا تهجير عدد من اسر عشيرة السعدون السنية في حين قتل عدد من السنة العرب في محافظة البصرة اما محافظة نينوى فتشهد عمليات قتل وتهجير مماثلة لقومية الشبك.
وامس الاول اعترف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوجود عمليات قتل وتهجير على أسس طائفية من محافظات في الجنوب لمئات العائلات السنية، وقال إنه سيوقع ميثاق الشرف الذي ستعتمده الكتل السياسية اليوم «الخميس» ببغداد، كما أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أنه سيوقعه، لكن صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي أكد أن كتلته لن تحضر المؤتمر.
فقد أعلن المالكي -في خطابه الأسبوعي المتلفز أمس الاول- أنه بصدد توقيع ميثاق الشرف الذي تزمع الكتل السياسية اعتماده في مؤتمر السلم والأمن الاجتماعي الذي تم عقده امس ببغداد، ويسعى لوضع حد للاقتتال الداخلي والتداعيات التي تشهدها الساحة العراقية أمنيا وسياسيا.
وبدوره، أكد النجيفي أنه سيوقع على ميثاق الشرف ومبادرة السلم الاجتماعي اللذين دعا إليهما خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية لإخراج العراق من أزمته الداخلية الراهنة، لكنه أشار إلى أن مباحثات سياسية ستجري لحل بعض الإشكالات قبل التوقيع عليهما.
وصرح النجيفي قائلا «سأحضر المؤتمر الوطني غداً..، لكن لدينا اليوم مستجدات ومشاكل ينبغي حلها قبل حضور المؤتمر»، من دون الإفصاح عن طبيعة تلك المشاكل.
وفي المقابل، قال صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي ورئيس الكتلة البرلمانية للحوار الوطني إن كتلته لن تحضر مؤتمر السلم والأمن الاجتماعي.
وناشد المالكي الشعب العراقي تقديم الدعم لحكومته في عملياتها العسكرية ضد المسلحين لوقف التفجيرات التي تضرب العراق بين الفينة والأخرى.
وقال إن هذه العمليات -التي تسميها الحكومة «ثأر الشهداء»- ينبغي أن تستمر وتتصاعد في ملاحقة «العصابات الإرهابية المجرمة»، ودعا المواطنين والسياسيين والإعلاميين جميعا للوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية ودعمها لمواصلة «الضغط وملاحقة الإرهاب في حواضنه، وتفكيك مؤسساته ومنظماته وخلاياه».
وحول مطالب المعتصمين في ساحات عراقية عديدة، قال المالكي إنه مستعد لتلبية مطالب من قال إنهم «يعبرون عن مطالبهم بشكل سلمي وسليم، حتى لا تضيع هذه المطالب في خضم التصعيد الطائفي والإرهابي، والأجندات الخارجية التي تقف خلفها سياسات ودول».
ومقابل اعتراف المالكي اتهم رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبد الغفور السامرائي السلطات العراقية بالتخاذل عن حماية العائلات السنية في الجنوب، وانتقد ما سماه «غض الطرف» عن المليشيات المسلحة واستهدافها لمساجد وأئمة ومواطني أهل السنة في محافظات العراق الوسطى والجنوبية.
وقال السامرائي في مؤتمر صحفي في جامع أم القرى ببغداد، إن الديوان وجه العشرات من المخاطبات الرسمية لوزارتي الدفاع والداخلية باتخاذ إجراءات لحماية المساجد والأئمة من بطش المليشيات إلا أن شيئا لم يحدث.
وأشار السامرائي إلى أن 242 شخصا من رواد المساجد قتلوا خلال الشهرين الماضيين، من غير أن تحرك السلطات ساكنا. وهدد السامرائي باللجوء إلى خيار غلق مساجد أهل السنة في جميع المحافظات الجنوبية والوسطى إن لم تقم الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات حقيقية لوقف العمليات المسلحة التي تنفذها المليشيات ضد أهل السنة في هذه المحافظات.