
انقرة - «وكالات»: قال مسؤول تركي امس إن بلاده أغلقت أحد معابرها الحدودية إلى سوريا بعد أن اشتبكت جماعة من مقاتلي المعارضة مرتبطة بتنظيم القاعدة مع وحدات من الجيش السوري الحر المدعوم من دول عربية وغربية في بلدة اعزاز السورية قرب الحدود التركية.
وقال المسؤول لرويترز «أغلق معبر اونكوبينار الحدودي لأسباب أمنية لاستمرار الغموض بشأن ما يحدث على الجانب السوري. توقفت كل المساعدات الإنسانية التي تمر من المعبر في الأحوال العادية.»
وبينما تقول تركيا إنها تتبنى عادة سياسة الباب المفتوح وتسمح للاجئين السوريين بالعبور إلى أراضيها إلا أنها تغلق معابرها الحدودية مؤقتا من حين لآخر في أعقاب الاشتباكات التي تقع قرب حدودها.
ويقع معبر اونكوبينار في إقليم كيليس في مواجهة معبر باب السلامة السوري على مسافة نحو خمسة كيلومترات من اعزاز. وقال المسؤول إنه لا علم لديه بأي اشتباكات وقعت في المعبر نفسه والذي سقط في أيدي مقاتلي المعارضة العام الماضي.
وأضاف أن الاشتباكات في اعزاز توقفت الآن وأن هناك جهود وساطة جارية على ما يبدو.
وأفاد ناشطون سوريون أن لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر دخل مدينة إعزاز وفرض فيها التهدئة امس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأحد ألوية الجيش الحر، مما أدى لسقوط خمسة قتلى على يد مقاتلي التنظيم.
وأوضح الناشطون أنه تمت إزالة حواجز أقامها مقاتلو «الدولة الإسلامية» بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة من مدينة إعزاز في بداية الاشتباكات، جاء ذلك فيما تتم صياغة اتفاق بين الطرفين لإنهاء الخلاف، والسيطرة على الأوضاع في المدينة.
ونقلت رويترز في وقت سابق عن ناشطين أن مقاتلي «الدولة» اقتحموا مدينة إعزاز التي يسيطر عليها لواء عاصفة الشمال «التابع للجيش الحر» وقتلوا خمسة من أفراد اللواء واحتجزوا 100 شخص.
وقال الناشط أبو لؤي الحلبي إن قتالا اندلع بعد أن قاوم لواء عاصفة الشمال محاولات من جانب مقاتلي «الدولة الإسلامية» لخطف طبيب ألماني يعمل متطوعا في مستشفى خاص بالمدينة الحدودية، وأضاف أن سيطرة التنظيم على إعزاز ستمهد له السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي، وبسط نفوذه على بقية ريف حلب الشمالي.
ومن جهتها، قالت رابطة الصحفيين السوريين إن الناشط الإعلامي عمر دياب قُتل برصاصة قناص أثناء تغطيته للمعارك في المدينة، في حين اتهم ناشطون قناصة تابعين للتنظيم باستهدافه.
وطالبت الرابطة في بيان بتأمين سلامة أعضاء المركز الإعلامي لمدينة إعزاز الذين انقطع الاتصال بهم بعد محاصرة مكتبهم المجاور لمقر «الدولة الإسلامية».
وفي اتصال مع الجزيرة نت، قال المحلل السياسي عبد الرحمن الحاج إن تنظيم «الدولة» بدأ خلال الأسابيع الأخيرة بممارسة أعمال استفزازية لتبرير بسط سلطته على المرافق العامة في البلدات والمدن التي يوجد فيها، ثم انتهاز الفرص لإخراج الجيش الحر منها، وإنه يسرع خطاه في اتجاه احتلال مواقع جغرافية حساسة تشمل المعابر الحدودية لجعل «دولته» أمرا واقعا قبل الإعلان عن قيام الحكومة المؤقتة.
ورأى الحاج أن التنظيم يسعى لتأسيس «دولته» على طول القوس الشمالي الممتد من تل أبيض ورأس العين في الحسكة إلى جرابلس وإعزاز في حلب، مرورا بالرقة التي سيطر عليها، وأنه يخوض حاليا معارك على السلطة مع جبهة النصرة والجيش الحر من جهة، ومع قوات حماية الشعب الكردي -المتهمة بالولاء للنظام- من جهة أخرى.
وكان التنظيم قد سيطر قبل أيام على مدينة الباب في محافظة حلب وأخرج كتائب الجيش الحر منها وفقا لناشطين، كما صدر بيان عن فرعه في «ولاية حلب، القطاع الشرقي» الأسبوع الماضي جاء فيه أن التنظيم سيشن عملية عسكرية تحت مسمى «نفي الخبَث» ضد مقاتلي كتائب الفاروق وكتيبة النصر التابعة للجيش الحر.
وبرر التنظيم قرار مهاجمة هذين الفصيلين بثبوت مسؤوليتهما عن قتل اثنين من قادته في المنطقة، متوعدا من وصفهم بعملاء النظام والشبيحة والمسؤولين عن قتل القياديين في منطقة حلب.
وقبل أيام اتُّهمت «الدولة الإسلامية» بقتل رئيس فرع للشؤون الإنسانية بحركة أحرار الشام، وهي أكبر فصيل مسلح معارض بسوريا. ونعت حركة أحرار الشام أبا عبيدة البنّشي، وقالت في بيان إنه قُتل على يد «فئة باغية» تنتسب إلى إحدى الجماعات المقاتلة، دون أن تنسب القتل صراحة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وفي يوليو الماضي، اتهم الجيش الحر «الدولة الإسلامية» بقتل أحد قادته ويدعى كمال حمامي في اللاذقية بعد خلاف لم تتضح طبيعته.
ومن السيناريوهات المفزعة لتركيا فى المناطق التى يسيطر عليها المعارضو قرب حدودها ظهور مقاتلين مرتبطين بالقاعدة بالقرب من أراضيها على طول حدودها مع سوريا والبالغ طولها 900 كيلومتر.
وتركيا من أقوى الداعمين لمقاتلي المعارضة السورية إذ توفر لهم المأوى في أراضيها. وتنفي أنقرة تسليح المعارضة السورية ولكن بعض المقاتلين بمن فيهم إسلاميون متشددون استطاعوا دخول سوريا عبر حدودها التي يسهل اختراقها.
وامتدت أعمال العنف مرارا عبر الحدود.
ولقي 52 شخصا حتفهم حين انفجرت سيارتان ملغومتان في بلدة ريحانلي الحدودية التركية بإقليم هاتاي الجنوبي يوم 11 مايو بعد ثلاثة أشهر من وقوع انفجار مماثل أودى بحياة أكثر من 12 شخصا عند المعبر.
واتهمت تركيا سوريا بالتورط في تفجيري مايو ونفت دمشق ذلك غير أن آخرين قالوا إن الهجومين ربما نفذتهما إحدى فصائل المعارضة التي تضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.