
الاراضي المحتلة – «وكالات»: اقتحم العشرات من المستوطنين صباح الامس المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس والذي شهد مواجهات شديدة مع شرطة الاحتلال.
وقال شهود عيان لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان وحدات خاصة من شرطة الاحتلال استبقت هذا الاقتحام بدخول المسجد والاعتداء على المرابطين فيه واحتجزت الكثير منهم في المسجد القبلي منه.
واضافوا ان هذه القوات اقدمت على اغلاق بوابات المسجد بالسلاسل الحديدية لتؤمن اقتحام المستوطنين لباحات المسجد التي سادتها حالة من التوتر الشديد.
واكدوا ان شرطة الاحتلال اطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة نحو المرابطين في المسجد حيث اصيب الكثير منهم بالاختناق فيما اعتدت بالضرب المبرح على عدد منهم.
ونبه شهود العيان الى ان شرطة الاحتلال شرعت صباح الامس في خطوة جديدة غير مسبوقة عبر قيام قوات مكثفة منها بتأمين ما يمكن وصفه ب «ممر آمن» للمستوطنين قبل اقتحامهم المسجد.
ويمتد الممر الامن للمستوطنين وفق الشهود من «باب المغاربة» المؤدي الى ساحة البراق الى باحات المسجد المختلفة.
وعلى الصعيد ذاته شهدت باحات المسجد الاقصى صباح امس تواجد المئات من اهالي القدس والداخل الفلسطيني المرابطين عند مدخل المسجد القبلي للتصدي لاقتحامات المستوطنين التي اعلن عنها بالتزامن مع عيد العرش اليهودي.
وبدأ المرابطون باطلاق التكبيرات والهتافات المناصرة للمسجد الاقصى بعد ليلة اعتكاف قضوها في الجامع القبلي.
وذكر بيان لمؤسسة الاقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني وزع امس «ان عددا كبيرا من قوات الشرطة الاسرائيلية العسكرية والخاصة احتشد عند باب المغاربة وسط اجواء مشحونة بالتوتر بما يشير الى تصعيد الاوضاع».
واشار البيان الى ان المئات من ابناء الداخل الفلسطيني والقدس وقيادات في الحركة الاسلامية اعتكفوا في المسجد الاقصى استجابة للدعوة التي اعلنت عنها الاخيرة وذلك للتصدي للمستوطنين واحباط محاولاتهم لاقتحام الاقصى
وتشير تقارير الى انسحاب قوات الاحتلال من الحرم القدسي الشريف بعد أن فشلت في إدخال مستوطنين يهود، وقد أوقع الهجوم جرحى بين المصلين الفلسطينيين في الحرم.
وقال مراسلون إن القوات الإسرائيلية فشلت لليوم الثاني على التوالي في إدخال متطرفين يهود إلى باحات المسجد الأقصى ضمن ما يعرف بعيد العرش، إذ حال دون ذلك وجود المصلين بأعداد كبيرة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مقدسي أن الشرطة الإسرائيلية قامت -قبل انسحابها- بجولة تفقدية في ساحات الأقصى، وتبعتها قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والقناصة وحرس الحدود والشرطة التي اقتحمت المكان واعتدت على المعتكفين.
هذا ويخيم التوتر على القدس المحتلة وسط اتساع دائرة الحراك الشعبي الفلسطيني الذي ترجم إلى صدام مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعتمد قمعه بالبطش والاعتقالات والغرامات الباهظة، حيث تسعى لمحاصرة المواجهات بالبلدة القديمة وأسواقها والمسجد الأقصى وتخومه بغية إخمادها ومنع انتشار نيرانها.
وتحولت القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية إلى رمز القضية الفلسطينية وما يعصف بها من تحديات تلخص جوهر الصراع، وذلك قبالة الهجمة الاحتلالية الشرسة التي تتعرض لها المدينة المقدسة وقوبلت بالتصدي والصمود للمقدسيين في وجه الاحتلال الذي يخشى أن تتحول هذه المقاومة الشعبية لنموذج فلسطيني عام.
ومقابل شراسة عدوان الاحتلال على المقدسيين بمخططات التشريد والتهويد وما يرافقها من مسيرات استفزازية للجماعات الاستيطانية المساندة لوتيرة اقتحامات اليهود الجماعية لساحات الحرم القدسي الشريف، صعدت القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية بالقدس من الحراك الشعبي والوقفات الاحتجاجية المنددة بممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى.
وحذرت القوى المقدسية في بيان من تصاعد الهجمة الاحتلالية على القدس وارتفاع وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى وإقامة الشعائر التلمودية والصلوات اليهودية في ساحاته، وطالبت دول العالم والمنظمات العربية والإسلامية باتخاذ مواقف فورية وجريئة لردع الاحتلال وحماية المدينة ومقدساتها.