
عواصم – «وكالات» : قال الرئيس السوري بشار الأسد لقناة راي نيوز24 التلفزيونية الإيطالية امس الاول إن بلاده ستحترم اتفاقات الأمم المتحدة بخصوص الأسلحة الكيماوية.
وسئل الأسد عما إذا كانت سوريا ستلتزم بالقرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة فقال إنها انضمت إلى الاتفاقية الدولية لحظر امتلاك الأسلحة الكيماوية واستخدامها قبل صدور هذا القرار.
وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا يوم الجمعة يطالب بالتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية لكنه لا يهدد باجراء عقابي تلقائي ضد حكومة الأسد إذا لم تلتزم بالقرار.
وقال الأسد لراي نيوز24 إن الجزء الرئيسي من المبادرة الروسية كان يستند إلى ما تريد سوريا القيام به مضيفا «الأمر لا يتعلق بالقرار بل بإرادتنا نحن.»
وأضاف وفقا لنص للحديث نشره التلفزيون السوري «في عام 2003 قدمنا مقترحا لمجلس الأمن لتخليص منطقة الشرق الأوسط برمتها من الأسلحة الكيماوية..سنلتزم بالطبع. .لأن تاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها.»
وقال الأسد في المقابلة إن التقارب بين الولايات المتحدة وإيران من شأنه ان «يترك نتائج ايجابية» على الازمة السورية.
وقال «إيران حليف لسوريا ونحن نثق بالإيرانيين، والإيرانيون كالسوريين لا يثقون بالأمريكيين».
وقال الأسد «اذا كان الامريكيون صادقين فى هذا التقارب، اعتقد ان النتائج ستكون ايجابية في ما يتعلق بمختلف القضايا وليس فقط بالازمة السورية، بل سينعكس ذلك على كل مشكلة في المنطقة».
وقال الأسد أنه لم يتخذ قراره بعد بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وأكد رفضه مشاركة كل أطياف المعارضة المسلحة في مؤتمر جنيف 2،
و قال الأسد إنه إذا شعر بأن الشعب السوري يريده أن يترشح للانتخابات الرئاسية فإنه سيترشح، وإذا شعر بأنه لا يرغب بذلك فلن يفعل.
وردا على سؤال عن دور محتمل لدول أوروبية في لقاء جنيف 2 المقبل، قال الرئيس السوري إن معظم البلدان الأوروبية ليست قادرة اليوم على القيام بهذا الدور، لأن تلك البلدان تبنت الممارسة الأمريكية.
وأوضح أن مشاركته الشخصية في لقاء جنيف 2 تعتمد على إطار المؤتمر الذي لا يزال غير واضح حتى الآن، وأشار إلى أن حكومته لا تستطيع التحدث إلى منظمات تابعة للقاعدة أو إلى «إرهابيين»، كما أنها لا تستطيع التفاوض «مع أشخاص يطلبون التدخّل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا»، رافضا بذلك مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا، من دون أن يسميه.
وكشف الأسد عن أن أي شيء سيتم الاتفاق عليه في أي اجتماع بشأن مستقبل سوريا سيعرض على استفتاء للحصول على موافقة الشعب السوري.
وجاءت تصريحات الأسد في الوقت الذي قالت فيه منظمة منع انتشار الاسلحة الكيمياوية التابعة للأمم المتحدة إن أول دفعة من مفتشيها المكلفين بتدمير الاسلحة الكيمياوية السورية سيصلون إلى دمشق خلال الساعات القليلة القادمة.
وقالت المنظمة إن مفتشيها لهم ثلاثة اهداف هي تقييم منشآت الاسلحة الكيمياوية التابعة للحكومة والتأكد من صحة ما أعلنته الحكومة السورية عن مخزونها من الأسلحة والمساعدة في الوفاء بالموعد الاقصى لتدميرها.
وفي سياق متصل توقعت روسيا بداية سريعة لتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لصحيفة «كومرسانت» الروسية الصادرة امس إن القيادة السورية أكدت عزمها دعم ممثلي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عقب وصولهم.وأكد الوزير الروسي استعداد بلاده المشاركة بالتمويل والخبراء في هذه العملية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
ودعا لافروف الغرب إلى حث المعارضين في سوريا على الإذعان، وقال «ينبغي بعث إشارة لهم تفيد بأنه ليس من المسموح لهم إفساد هذه العملية».
وذكر لافروف أن موسكو لديها معلومات تفيد بأن المعارضين يخططون «لاستفزازات» واستخدام محتمل لغازات سامة.
وفي سياق متصل، ذكر لافروف أن إستراتيجية روسيا في الرهان على المفاوضات منذ البداية أثبتت صحتها، وقال «من ينظر إلى الوضع بموضوعية سيخلص على الأرجح إلى أننا نوجد في الجانب الصحيح من التاريخ».
وتحدد الخطة الروسية الأمريكية للتدمير المخزونات السورية من الاسلحة الكيمياوية منتصف 2014 لانتهاء من المهمة.
ولكن مع وجود نحو 45 منشأة يجب تفتيشها ونظرا لعدم الاتفاق على تفاصيل الخطة حتى الآن، يعتقد أن من الصعب الانتهاء من المهمة في الموعد المحدد.
وأدى الاتفاق الأمريكي الروسي إلى تفادي اي اجراء عسكري أمريكي ضد حكومة الأسد التي تحملها واشنطن المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس بغاز السارين السام على ضاحية في دمشق وأدى إلى مقتل مئات الأشخاص.
وتلقي الحكومة السورية وحليفتها روسيا بالمسؤولية في الهجوم على مقاتلي المعارضة.