
عواصم – «وكالات»: أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا تستعد لتسليم خطة مفصلة عن تدمير ترسانتها الكيميائية خلال الساعات القليلة القادمة، في وقت تعهدت الولايات المتحدة بتخصيص 6 ملايين دولار للتخلص من هذه الترسانة.
وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان للصحافيين في لاهاي أمس الأول إن من المتوقع أن تصدر السلطات السورية إعلانا أوليا عن ترسانتها الكيميائية خلال الساعات الـ24 القادمة.
وكانت رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة سيغريد كاغ امتدحت في بيان صدر يوم الثلاثاء السلطات السورية، وقالت إنها تعاونت بشكل كامل مع المفتشين، واعتبرت أن السقف الزمني يشكل تحديا بالنظر إلى أن الهدف هو التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا في النصف الأول من 2014.
وعينت الهولندية كاغ الجمعة الماضي من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن يكون مقر عملها في قبرص حيث القاعدة الخلفية للبعثة التي يفترض أن تضم نحو مئة خبير من المنظمتين، وهي مكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية تنفيذا للقرار الأممي الصادر في نهاية سبتمبر الماضي.
وبدأ فريق أول من مفتشي المنظمتين عمله في سوريا منذ الأول من أكتوبر الجاري. وقالت منظمة حظر الأسلحة الاثنين إن «عمليات تفتيش شملت 17 موقعا. وقام المفتشون في 14 موقعا بأنشطة مرتبطة بتدمير معدات أساسية بهدف جعل المنشآت غير قابلة للاستخدام».
يشار إلى أن المواقع التي شملها التفتيش هي ضمن لائحة بعشرين موقعا قدمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة.
يأتي ذلك في وقت تعهدت فيه الولايات المتحدة بتخصيص 6 ملايين دولار من صندوق نزع الأسلحة وحظر الانتشار للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.
وقالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن هذه مساهمات مالية لكل من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن واشنطن أعلنت مؤخرا عن دفع 1.55 مليون دولار مقابل 10 سيارات مدنية مدرعة للمساعدة في جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأشارت إلى أن هذا النوع من الأمور «هو ما سترونه لاحقاً»، وأكدت أن الولايات المتحدة تشجع أية دولة تريد تقديم مساعدة تقنية أو مالية وأي شيء يمكن أن يدفع الأمور قدماً، ولكن لكل بلد أن يتخذ قراراته بنفسه.
وأوضحت أن من المبكر تحديد التكلفة الإجمالية للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.
ميدانيا قالت السلطات السورية إن التيار الكهربائي بدأ في العودة نسبيا إلى عدد من محافظات البلاد، وذلك بعدما ساد الظلام الدامس العديد من المناطق، وبينها دمشق، إثر هجوم وقع قرب مطار العاصمة استهدف خط الغاز المغذي لمحطاتٍ لتوليد الكهرباء.
وذكر وزير الكهرباء السوري عماد خميس أنه تم تأمين مصادر وقود بديلة لهذه المحطات.
وأشار إلى أن التيار الكهربائي سيعود إلى وضعه الطبيعي خلال ثمان وأربعين ساعة.
وكان مسؤولون سوريون قد حملوا مسئولية الهجوم لمعارضي نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت التقارير إن الكهرباء انقطعت بعد قصف مدفعي من جانب المعارضة المسلحة استهدف أنبوب غاز.
وقال سكان محليون إن العاصمة السورية بكاملها غرقت في ظلام دامس، بينما وصف مسؤولون انقطاع الكهرباء بأنه عام في أنحاء البلاد.
ويعاني كثير من مناطق سورية من انقطاع متكرر في الكهرباء منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله «أدى هجوم إرهابي على أنبوب غاز يغذي محطة توليد كهرباء في الجنوب إلى انقطاع الكهرباء في المحافظات، والعمل جار للإصلاح».
ويصف الرئيس السوري بشار الأسد معارضيه بأنهم إرهابيون مدعومون من الخارج.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن قصف المعارضة استهدف بلدة غسولة، الواقعة على بعد كيلومترين من المطار.
ونقلت وكالة أنباء فرانس برس عن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، قوله «ربما تكون تلك عملية كبيرة خطط لها تخطيطا جيدا.»
ويقول نشطاء إنه شوهد حريق هائل يشتعل قرب المطار. لم يتضح على الفور ما إذا كان قد سقط ضحايا أو مصابون جراء الحريق. من ناحية أخرى، قال المرصد إن سيارة مفخخة اقتحمت نقطة تفتيش عسكرية في ضاحية، غرب العاصمة دمشق، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى بينهم عناصر من قوى الأمن.
من جانبه أعلن الجيش السوري الحر، امس مقتل قائد الحملة العسكرية لقوات النظام على معضمية الشام، التي تتعرض لحصار من قبل الجيش السوري منذ أشهر.
وأفاد ناشطون بأن النظام السوري شدّد الحصار على مناطق ريف دمشق، وأغلق حتى المنافذ الفرعية الوعرة التي كان يتم منها إيصال بعض الغذاء والدواء،.
ومع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر على جبهات منطقة المرج في الغوطة الشرقية، تواصل قوات النظام تضييق خناقها يوماً بعد يوم على سكان الغوطة، وهو حصار مستمر منذ عدة أشهر.
ويعاني أهل الغوطة القريبة من العاصمة دمشق من مجاعة حقيقية أدت إلى حصول وفيات وإصابات بأمراض خطيرة بسبب الجوع وسوء التغذية، من جراء منع قوات النظام وصول المواد الغذائية، مع استمرار القصف اليومي على معظم الأحياء.
وفي تطور ميداني آخر، على حاجز لحايا بريف حماة الشمالي، تمكّن الجيش السوري الحر من تحرير الحاجز وذلك بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل عدد من عناصر قوات النظام واغتنام آليات عسكرية.
كما استطاع الجيش الحر استعادة السيطرة على قرية رسم العوالي بريف حماة الشرقي، وقتل عدداً من عناصر قوات النظام، بحسب شبكة شام الإخبارية.