
غزة - «كونا»: توغلت قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي في الاطراف الشرقية من قرية خزاعة في اقصى جنوب شرق قطاع غزة صباح الامس.
وذكرت محطات اذاعة محلية ان هذا التوغل جاء بمشاركة آليات عدة ودبابات وجرافات عسكرية تحت وابل مكثف من اطلاق النار من اسلحة رشاشة في وقت حلقت طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
واضافت ان جرافات الاحتلال شرعت بعد توغلها الذي وصل الى مئات الامتار في اراضي القطاع بعمليات تجريف قريبة من السياج الامني الفاصل مع اسرائيل مشيرة الى ان عملية التجريف طالت مساحات واسعة من اراضي المواطنين والمزارعين الذين تجنبوا العمل في ارضهم خشية التعرض لهم من جانب قوات الاحتلال.
وتصدى مقاتلون فلسطينيون من فصائل عدة للقوات المتوغلة.
وذكرت محطات اذاعة محلية في غزة ان المقاتلين اطلقوا عددا من قذائف الهاون نحو القوات التي اطلقت نيران اسلحتها بصورة مكثفة وعشوائية.
ونقلت المحطات عن شهود عيان قولهم ان قذائف الهاون استهدفت جرافات للاحتلال كانت تقوم بعمليات تجريف لاراضي المزارعين القريبة من السياج الفاصل بين القطاع واسرائيل.
وافاد هؤلاء بان حالة من التوتر تسود الاطراف الشرقية من قرية خزاعة بسبب التوغل الذي تشارك فيه دبابات واليات مصفحة.
واستهدف جيش الاحتلال بنيران اسلحته الرشاشة اراضي المواطنين ومنازلهم في قرية خزاعة وذلك من ابراج المراقبة الكثيرة المحصنة الواقعة على السياج الامني غير ان هذا لم يوقع أي اصابات في الارواح حتى الان.
وشهدت الاطراف الشرقية من قطاع غزة تحليقا مكثفا لطائرات الحرب الاسرائيلية من مختلف الانواع خاصة الاستطلاعية منها والتي تحلق على مستويات منخفضة.
واعترف متحدث بلسان الجيش الاسرائيلي في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية بسقوط قذيفة هاون قرب مجموعة من الجنود على السياج الحدودي مع القطاع قائلا «ان انفجارها لم يسفر عن وقوع اصابات او اضرار».
وكثف جيش الاحتلال خلال الاسابيع الاخيرة عمليات التوغل في اراضي قطاع غزة خاصة المجاورة للسياج الامني بذريعة البحث عن انفاق ربما حفرها الفلسطينيون تحت الارض لتنفيذ عمليات في اسرائيل.
وشهدت سماء مدن قطاع غزة المختلفة فجر الامس تحليقا مكثفا لطائرات الحرب الاسرائيلية من مختلف الانواع خاصة الاستطلاعية والنفاثة منها.
ويأتي هذا في الوقت الذي احيا سكان القطاع المحاصر الذكرى الاولى لحرب الايام الثمانية التي شنتها اسرائيل عليهم في مثل هذا اليوم من العام الماضي واسمتها الاخيرة «عمود السحاب».
وبدأت اسرائيل حربها التي انتهت باتفاق وضعته مصر بغارات جوية وعمليات اغتيال نفذتها طائرات استطلاع طالت واحدة منها القائد في كتائب القسام الجناح المسلح لحركة «حماس» احمد الجعبري.
وسقط خلال الحرب هذه التي اسمتها حماس «حجارة السجيل» 191 شهيدا من بينهم 47 طفلا و12 سيدة اضافة الى 1526 جريحا من بينهم 533 طفلا و254 سيدة و103 رجال مسنين.
وبينت احصائيات مختلفة صدرت بعد الحرب ان جيش الاحتلال دمر خلال ايامها الثمانية نحو 2175 منزلا سكنيا من بينها 124 منزلا دمرت كليا عدا الاضرار الكبيرة التي اصابت مختلف مؤسسات البنية التحتية فيه.
وامتنعت اسرائيل من جهتها عن الكشف رسميا عن عدد القتلى الذين سقطوا بين جنودها ومواطنيها وزعمت وسائل الاعلام فيها ان عددهم بلغ نحو ستة قتلى اضافة الى جرح 700 اخرين.
ومنعت وسائل الاعلام من تغطية اماكن سقوط مئات الصواريخ التي اطلقت نحو مدنها المختلفة من قطاع غزة وذلك لمنع الكشف عن حجم الضرر الذي احدثته الصواريخ ومدى دقتها في اصابة اهدافها.
وامتازت هذه الحرب باستخدام الفصائل الفلسطينية المسلحة لصواريخ بعيدة المدى لاول مرة وصلت الى مدينتي تل ابيت والقدس المحتلة عدا مدن وبلدات اخرى تقع الى الشمال والشرق من القطاع مثل اسدود وبئر السبع. وتوصلت «حماس» الى اتفاق مع اسرائيل بوساطة مصرية لتحقيق تهدئة متبادلة بينهما بدأت في الـ21 من نوفمبر 2012. وشهدت مدن قطاع غزة المختلفة أمس الاول مسيرات وعروضا عسكرية مختلفة شاركت فيها فصائل فلسطينية احياء لذكرى هذه الحرب لتأكيد الاستمرار في مقاومة الاحتلال.