طرابلس - «وكالات»: قالت وسائل إعلام ليبية رسمية إن 31 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 300 خلال اشتباكات بين رجال ميليشيا وسكان مسلحين في العاصمة طرابلس يوم الجمعة في تحد جديد تواجهه الحكومة المركزية الضعيفة. وتبرز ثالث اشتباكات تدور في الشوارع خلال عشرة أيام الصعوبات التي تواجهها ليبيا لاحتواء الميليشيات المحلية التي ساهمت في الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي قبل عامين ولكنها احتفظت بسلاحها. وتسبب العنف المسلح في وقف معظم صادرات النفط الليبي لأشهر.
وبدأت اشتباكات يوم الجمعة - وهي الأسوأ في طرابلس منذ شهور - عندما فتح رجال ميليشيا النار في الهواء ثم على مئات المحتجين الذين يطالبون بخروجهم من العاصمة بعد أن خاضوا اشتباكات متكررة مع فصائل أخرى مسلحة للسيطرة على بعض الأحياء. وشاهد مراسل رويترز مدفعا مضادا للطائرات يطلق النار من مجمع الميليشيا على حشد المحتجين وهم يهتفون «لا للميليشيات المسلحة.» وفر المحتجون في بداية الأمر ولكنهم عادوا مدججين بالسلاح واقتحموا المجمع الذي اختبأ فيه رجال الميليشيا الذين ينتمون إلى مدينة مصراتة الساحلية بوسط ليبيا إلى ما بعد حلول الليل. ووصلت عشرات الشاحنات التابعة للجيش في وقت لاحق للفصل بين الحشود ورجال الميليشيا في المجمع وأغلقت بعض الطرق للحيلولة دون وصول المزيد من المسلحين إلى موقع الاشتباكات. وشوهد دخان كثيف يتصاعد من الموقع. وحلقت طائرات تابعة للقوات الجوية فوق المكان لمراقبة الطرق الرئيسية في طرابلس. وقال المتحدث باسم الجيش علي الشيخي «هناك طلعات جوية في سماء طرابلس الآن والغرض من هذه الطلعات هو المراقبة والاستطلاع لتجنب أي تعزيزات قد تأتي» إلى منطقة الاشتباكات.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية أعداد الضحايا عن سجلات مستشفيين. وقال مصدر بمستشفى طرابلس المركزي إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 150 آخرين. ودعا العاملون في المستشفى إلى التبرع بالدم عبر مكبرات الصوت لمعالجة الجرحى.
ورفضت الميليشيات المتناحرة والمقاتلون السابقون إلقاء سلاحهم بعد سقوط القذافي مما قوض من سلطة الحكومة المركزية وعطل صادرات النفط الليبية. من جانبه قال رئيس وزراء ليبيا علي زيدان إنه يجب على جميع الميليشيات المسلحة مغادرة طرابلس دون استثناء في أول تصريحات له بعد الاشتباكات. وأبلغ زيدان الصحفيين «أخطر شيء هو وجود السلاح خارج أيدي الجيش والشرطة مهما كانت المسببات.» وأضاف «يجب على كافة الكتائب المسلحة من أي مدينة أن تخرج من طرابلس ولا توجد استثناءات لأي كتيبة.» من جانبه دعا رئيس المجلس المحلي لطرابلس السادات البدري وزير الدفاع إلى إعلان الطوارئ، مطالبا السكان بالعصيان المدني والإضراب العام إلى حين رحيل كافة الكتائب المسلحة من المدينة، قائلا إنها «اقترفت حماماً من الدم بحق متظاهرين سلميين كانوا يرفعون الأعلام البيضاء وأعلام الاستقلال». وعلي صعيد ليبي منفصل قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة انها عرضت في هدوء مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار منذ يناير كانون الثاني لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى ضبط مرتكبي الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر 2012 واسفر عن قتل السفير الامريكي لدى ليبيا وثلاثة امريكيين اخرين في بنغازي.
وقتل هؤلاء الرجال عندما هاجم متشددون يعتقد ان لهم صلة بالقاعدة مجمعا دبلوماسيا امريكيا وملحقا قريبا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في الذكرى السنوية لهجمات 2001 بالولايات المتحدة.
واثارت هذه الهجمات حربا سياسية في الكونجرس مع اتهام الجمهوريين ادارة الرئيس باراك اوباما باعطاء روايات متغيرة بشأن من يقف وراء هذه الهجمات. ويتهم الديمقراطيون الجمهوريين بتسيس وضع مأساوي. وقالت وزارة الخارجية ان وزير الخارجية جون كيري اكد ان الحكومة الامريكية عرضت المكافأة في رسالة الى النواب يوم الجمعة. وهذه المكافأة جزء مما يسمى ببرنامج وزارة الخارجية لمكافات من اجل العدالة.
وكشف كيري عن المكافأة في رسالة للنائب الجمهوري مايكل مكول الذي يرأس لجنة الامن الداخلي بمجلس النواب والذي بعث برسالة لوزارة الخارجية يسأل فيها عن سبب عدم عرض الوزارة مكافأة. وقالت الوزارة في بيانها ان «وزارة الخارجية اكدت اليوم انه منذ يناير 2013 عرض برنامج مكافآت من اجل العدالة مكافأة تصل الى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال او ادانة اي فرد شارك في هجمات بنغازي التي وقعت في 11-12 سبتمبر 2012.
«نظرا للقضاياالامنية والحساسيات المحيطة بالتحقيق لم يتم الاعلان عن عرض المكافأة على موقع مكافات العدالة.» وقالت ان البرنامج يمكن ان ينجح دون الاعلان عن المكافات على الانترنت.