
عواصم – «وكالات»: اعلن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية موافقته على خطة مفصلة لتدمير مخزون الاسلحة الكيماوية السورية خلال اجتماعه في لاهاي.
وقالت المنظمة في بيان لها مساء امس الاول ان الخطة ستشمل نقل الاسلحة الكيماوية السورية لتدميرها خارج اراضيها لضمان تدميرها «بطريقة اسرع واكثر امانا» وفي موعد اقصاه 30 يونيو 2014.
ورحب مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية احمد اوزومكو بتبني الخطة قائلا «انها تقدم خارطة طريق واضحة وتضع معالم طموحة لتلبيتها من قبل الحكومة السورية».
واضاف ان «المرحلة الجديدة ستكون الاكثر تحديا اذ يتطلب اتلافها وفق جدول زمني وجود بيئة آمنة لنقل الأسلحة الكيماوية اليها والتحقق منها» مشيرا الى ان الدعم والمساعدة الدوليين لهذا المسعى سيبقيان امرا حاسما.
بدورها اعربت المنسقة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية سيجريد كاج عن خالص تقديرها لجميع الدول التي ايدت البعثة سواء من خلال المساهمات المالية اوالعينية.
واضافت «انا حاليا اتواصل مع الاخرين للنظر في الانضمام الى هذا الجهد الدولي الذي يعتبر امرا اساسيا لنجاح تنفيذ قرار المجلس التنفيذي».
واوضح البيان ان قرار المنظمة يفرق بين اجراء التدمير «داخل الجمهورية العربية السورية» والتدمير «خارج اراضيها».
وتنص الخطة على ازالة جميع المواد الكيماوية المعلن عنها من سوريا باستثناء غاز «ايسوبروبانول» في موعد اقصاه الخامس من فبراير المقبل فيما يتم نقل المواد الكيماوية الاشد خطرا الى خارج سوريا في الـ31 من ديسمبر المقبل.
وكانت سوريا اعلنت عن منشآت اسلحتها الكيماوية التي ستخضع للتدمير بشكل متتابع ابتداء من الـ15 من ديسمبر المقبل حتى الـ15 من مارس من العام المقبل وفقا لمعايير على اساس المخاطر.
وفيما يتعلق بالانشطة خارج سوريا قرر المجلس التنفيذي ان تدمير الاسلحة الكيماوية ذات الاولوية سيكتمل بحلول 31 مارس 2014 فيما سيتم تدمير جميع المواد الكيماوية الاخرى التي اعلنها في الـ 30 من يونيو المقبل.
وعلى الرغم من ذلك لم يذكر البيان في اي بلد سيتم تدمير الاسلحة الكيماوية السورية.
وامس الاول رفضت ألبانيا طلب الولايات المتحدة استضافة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية مما يوجه ضربة للاتفاق الأمريكي الروسي للتخلص من غازات الأعصاب في سوريا.
واستمرت المفاوضات حتى آخر لحظة مع وصول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي إلى الموعد النهائي يوم الجمعة لإعداد خطة للتخلص تدريجيا من 1300 طن من غازي السارين والخردل وغيرهما من غازات الأعصاب.
ويمثل رفض ألبانيا انشقاقا غير مسبوق عن الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي وقد يجعل من الصعب الوفاء بالمواعيد المحددة لعملية التدمير.
وجاء القرار بعد عاصفة من الاحتجاجات في ألبانيا التي شكا فيها المحتجون من الاستغلال.
وقال رئيس الوزراء ايدي راما في كلمة للشعب بثها التلفزيون بعد شهرين فقط من توليه منصبه «يستحيل أن تشارك ألبانيا في هذه العملية... فنحن نفتقر إلى الإمكانات اللازمة للمشاركة في ذلك.»
وجاءت تصريحات راما بعد احتجاجات متزايدة استمرت يومين أمام مقرات حكومية.
وتجمع مئات المتظاهرين الجمعة بينهم تلاميذ تركوا مدارسهم للتنديد بالخطة وكتبوا كلمة «لا» على وجوههم.
ودافعت الحكومة الالبانية امس عن موقفها.
ووصفت الحكومة في بيان لها نقله راديو «تيرانا» امس قرار رئيس الوزراء بأنه قرار سيادي جاء متمشيا مع مصلحة البلاد ورغبة الشعب الالباني الذي تظاهر رفضا للطلب الأمريكي.
وأوضح البيان أن البانيا حريصة على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة مشيرا الى ان البانيا لبت سابقا المطالب الأمريكية باستضافة أكثر من 200 شخص من مقاتلي مجاهدي خلق بالاضافة الى عدد من معتقلي غوانتنامو.
وفي واشنطن حاولت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية التقليل من اهمية القرار الالباني وقالت ان عدة دول اخرى»تدرس بشكل جدي..استضافة عمليات التدمير.»
ولم تحدد ساكي تلك الدول ولكنها قالت ان الولايات المتحدة تتوقع ان يتم الوفاء بالمواعيد المحددة لتدمير الاسلحة السورية رغم الرفض الالباني.
ولم تظهر على الفور أي علامة على المكان التالي الذي ستسعى إليه الولايات المتحدة أو روسيا للتخلص من آلاف الأطنان من النفايات السامة. وقال مصدر مطلع على المناقشات إن واشنطن كانت تراهن على تعاون ألبانيا.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تحترم قرار ألبانيا مضيفة أنه يمكن الوفاء بالمواعيد المحددة.
وقالت السفارة الأمريكية في تيرانا في بيان «ستواصل الولايات المتحدة عملها مع الحلفاء والشركاء وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لضمان التخلص من برنامج الأسلحة الكيماوية السورية.»
وأضافت «ما زلنا على ثقة من أننا سننتهي من القضاء على البرنامج «الخاص بالأسلحة الكيماوية» في غضون الإطار الزمني المتفق عليه.»
ميدانيا قال التلفزيون السوري إن قوات موالية للرئيس بشار الأسد استولت يوم الجمعة على آخر بلدة بين ثلاث بلدات على مشارف جنوب شرقي حلب متقدمة نحو المدينة بعدما حققت مكاسب مماثلة حول العاصمة دمشق هذا الأسبوع.
وسيطر مقاتلو المعارضة وبعض الجهاديين الأجانب لأكثر من عام على أجزاء من حلب التي كانت مركز سوريا التجاري وأكبر مدنها قبل اندلاع الانتفاضة المناهضة للأسد في عام 2011.
لكن جيش الأسد بدأ بدعم من حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في استعادة أراض حول حلب ودمشق إلى الجنوب منها وهو ما عزز قبضة الرئيس السوري قبل محادثات السلام المزمعة التي طال انتظارها في جنيف.
وهذه هي ثالث بلدة على الطريق المؤدي إلى حلب تسيطر عليها قوات الأسد هذا الشهر بعد السيطرة على بلدتي تلعرن والسفيرة القريبة من موقع سابق للاسلحة الكيماوية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الاشتباكات كانت مستمرة في الضواحي الجنوبية لتل حاصل مساء الجمعة.
لكن مقاتلي جبهة النصرة المتصلة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام انسحبوا بالفعل شمالا الى حلب المقسمة حاليا بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة.
وقال عبد الرحمن الذي يراقب الصراع من خلال شبكة من النشطاء والأطباء والمصادر العسكرية «انها مسألة وقت قبل ان يسيطر الجيش تماما على تل حاصل».
ويمثل تقهقر مقاتلي المعارضة يوم الجمعة أحدث انتكاسة لخصوم الأسد ويعزز موقفه قبل المحادثات المزمعة في جنيف للبحث عن حل سياسي للحرب. وسخرت السلطات السورية من اقتراحات بأن يسلم الأسد السلطة الى حكومة انتقالية.
ومما يظهر تقدم قوات الأسد ميدانيا قال نشطاء يوم الجمعة إن قائدا عسكريا في صفوف مقاتلي المعارضة قتل واصيب اثنان آخران بجراح في غارة جوية شنتها قوات الأسد على مدينة حلب.
وقالت شبكة حلب نيوز التابعة للمعارضة في بيان ان الغارة التي وقعت يوم الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها فقتلت يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد الذي تسانده قطر وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة. وكان العباس معروفا بكنيته أبو الطيب.
وقال البيان ان قيادة لواء التوحيد كانت تعقد اجتماعا في القاعدة حينما وقعت الغارة.
واضاف ان عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد أصيب بجراح ونقل إلى مستشفى في تركيا كما أصيب أيضا عبد العزيز السلامة وهو أيضا من كبار القادة العسكريين للمعارضة. وقال البيان ان الاثنين في حالة طيبة.
وكان لواء التوحيد أصدر بيانا في وقت سابق من الاسبوع الى جانب عدد من الجماعات الاسلامية أعلنوا فيه الطواريء واستدعاء كل المقاتلين حتى يتوجهوا الى الجبهة.