
بيروت - «كونا»: استمر تدفق اعداد النازحين السوريين الى المناطق الحدودية اللبنانية خلال اليومين الماضيين هربا من المعارك العنيفة الدائرة بين قوات النظام السوري من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في منطقة «القلمون» في ريف دمشق.
وقال رئيس بلدية «عرسال» في البقاع الشرقي علي الحجيري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان عدد النازحين السوريين الى عرسال بلغ خلال الايام القليلة الماضية 15 الفا ليصبح العدد الاجمالي للنازحين في هذه البلدة الحدودوية في البقاع اكثر من 60 الف نازح.
واضاف الحجيري ان النازحين يتلقون الرعاية الصحية والمساعدات الانسانية من الهيئات المانحة وهم بحاجة الى المزيد من المساعدات نظرا للاعداد الكبيرة المتدفقة بشكل يومي.
ووصف الحجيري الوضع الامني في البلدة ب»الجيد في الوقت الراهن» مشيرا الى ان هناك تخوفا لدى ابناء «عرسال» من تكرار قصف الطيران الحربي السوري على البلدة كما حصل الاسبوع الماضي وادى الى حالة كبيرة من الهلع والخوف.
وجاء في بيان صادر من وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أن الوزارة أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها, وعلى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف «النازحين», لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تأمين مائة خيمة مخصصة لإقامة النازحين المؤقتة، في حين حددت قطعة أرض في عرسال لتجهيزها مركز إيواء مؤقّتا بإدارة الوزارة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين لاستيعاب العائلات النازحة في حال استمرار موجات النزوح.
وقال عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال أحمد الحجيري إن العائلات عبرت الحدود في سيارات أو على دراجات نارية أو سيرا على الأقدام، وأضاف أنه يتوقع وصول المزيد في الأيام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون.
وبين الوافدين من سوريا إلى لبنان، تسعة مسلحين سوريين أوقفهم الجيش اللبناني بعد عبورهم الحدود في منطقتي جرد عرسال وبريتال في بعلبك، حسبما ذكر بيان صادر عن الجيش اللبناني.
« وجاء في البيان أن وحدات الجيش أوقفت على حاجز وادي حميد عرسال، وفي منطقة بريتال بعلبك، تسعة سوريين أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية، وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر والقنابل اليدوية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة», وأضاف أن «الاشتباكات العنيفة» مستمرة في محيط مدينة قارة في القلمون.
ويبذل لبنان -رغم بنيته التحتية الضعيفة وخدماته المتهالكة- جهودا كبيرة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين منذ تفجر الثورة السورية قبل عامين ونصف العام, خاصة في ظل تشتت هؤلاء اللاجئين في مخيمات غير رسمية في المناطق الأكثر حرمانا بأنحاء البلاد.
وفي وقت سابق دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» المانحين الدوليين إلى مضاعفة الجهود لمساعدة الدولة اللبنانية على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان هربا من الحرب, وباتوا يشكلون عبئا كبيرا على المرافق العامة خاصة المدارس.
من جانبها أعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين امس ان عدد النازحين السوريين في لبنان الذين فروا من المعارك العنيفة الدائرة بين قوات النظام والمعارضة تجاوز 816 ألفا.
وذكرت المفوضية في تقريرها الاسبوعي ان مجموع عدد النازحين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية بلغ 735 ألفا في حين يوجد نحو 81 ألفا بانتظار التسجيل مشيرة الى ان النازحين موزعون على مختلف المناطق اللبنانية.
وأوضحت ان هناك نحو 249 الف نازح في البقاع و225 ألفا في مناطق شمال لبنان في حين يوجد 162 ألفا في مناطق بيروت وجبل لبنان فضلا عن 96 ألفا في جنوب لبنان.
وقالت المفوضية انه تم تسجيل أكثر من 20 ألف طالب سوري نازح في المدارس من بين 280 ألف طفل في سن المدرسة معربين عن أسفهم لوجود 90 في المئة من الاطفال السوريين والذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة الى 17 عاما لا يزالون متسربين من المدارس.
وأكدت انها تواصل مع منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بذل كل جهد ممكن لزيادة فرص التحاق الأطفال بالدوامات الاعتيادية للمدارس الرسمية.
يذكر ان عدد النازحين السوريين وفقا لتقارير اممية قد تجاوز عتبة المليونين في دول المنطقة ويستضيف لبنان أكبر عدد منهم وتشكل نسبة من هم دون سن الـ17 عاما حوالي 52 في المئة.